البخيت: "داعش" تستمد أفكارها من الاخوان


جراسا -

دعا رئيس الوزراء الأسبق الدكتور معروف البخيت إلى ضرورة تمتين الجبهة الوطنية الداخلية لمواجهة التحديات الإقليمية السياسية، وتحديدا العشائر المتواجدة على المناطق الحدودية مع العراق وسورية، فيما عبر عن تأييده لاعتبار أن "أصل فكر جماعة الإخوان المسلمين هو نفس الفكر الذي يقوم عليه فكر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)".
وجدد البخيت في ندوة أقامها نادي الأردن مساء أمس، حول السيناريوهات المتوقعة للأزمة التي يمر بها العراق وحقيقة تنظيم ما يسمّى دولة الإسلام أو "داعش"، موقفه من ضرورة أن يتبنى الأردن إصلاحات تنموية غير تقليدية داخلية، والتوقف عن سياسة التهميش للمحافظات، وتطبيق مشروعات التعاونيات وفق شروط صارمة.
وأيد خلال المداخلات، ما طرح حول مقاربة بين فكر "داعش" وفكر جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة وفي الأردن، وعلق مضيفا: "نعم أنا أؤيد أن فكر الإخوان هو نفس الفكر وأعرف أن في داخلهم متشددين ...أعرف من الأذكى ومن إذا استلم السلطة بقي فيها."
ورأى البخيت أن خطر "داعش" المتمدد في المنطقة، هو خطر مباشر تكتيكي على الأردن وليس خطرا استراتيجيا، داعيا الدولة إلى تحصين العشائر الأردنية الطرفية الحدودية وتقديم "الهوية الوطنية الأردنية الموحدة" لمواجهة العنف والتطرف.
كما تمسك أيضا بضرورة أن يتبنى الأردن موقفا غير محايد من الأزمة العراقية بخلاف الموقف الذي وصفه "بمنتهى الحصافة" الذي تبناه حيال الأزمة السورية، وقال: "في قضية العراق لا يجب أن نكون محايدين، ولا بد من استثمار الخطاب الهاشمي لأنه خطاب مقبول لدى الجميع... وهو فوق التسنن والتشيع وحتى الأكراد علاقاتنا ممتازة معهم".
ورأى أن الأردن "لا تتوفر فيه بيئة حاضنة لداعش، وأن بعض التأييد القائم محليا، لا يعدو كونه غضبا داعشيا، نتيجة التهميش واليأس ومناكفة بالدولة"، على حد تعبيره.
واستبعد البخيت مشاركة الأردن بريا في التحالف الدولي ضد "داعش"، قائلا: "وأتمنى أن لا يشارك"، فيما دعا القوى السياسية في البلاد إلى التوحد مرحليا في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية التي تمر بها المنطقة.
وأضاف: "ليس المطلوب أن نكون نسخة كربونية عن بعض موالاة ومعارضة لأن الخطر الخارجي لا يوفرهما، فلنتوحد في هذه المرحلة ثم نعود للخلاف".
واعتبر أن المتقاعدين العسكريين قد يشكلون رأس حربة في المرحلة الحالية، بالعمل المشترك مع مؤسسات المجتمع المدني.
وفي السياق ذاته، شدد البخيت على ضرورة إعادة تأهيل المؤسسات الدينية والخطاب الإسلامي في ظل ممارسات "داعش"، كما دعا مسلمي المنطقة إلى الدفاع عن المكون المسيحي الأصيل وحمايته.
وقدر البخيت أعداد المقاتلين من التيار السلفي الجهادي في العراق بنحو 1300 مقاتل، قتل منهم نحو 170 بحسبه.
وردا على تساؤلات بعض المشاركين، اعتبر البخيت أن إدارة الحكومة الحالية لأزمة ما عرف بـ"ذهب عجلون" لم تكن سليمة وعبرت عن حالة ارتباك وأزمة ثقة مع الحكومة، محملا رئيس الحكومة الدكتور عبدالله النسور مسؤولية "تغيبه" عما جرى، وقال: "لو غيبوك أنت المسؤول".
وأكد أن الموقع الذي جرت فيه الحفريات ليس هو الموقع الوحيد، قائلا إن الأردن استعان في سبعينيات القرن الماضي بمديرية الحرب الإلكترونية في سورية، للكشف عن عدد من المواقع.
وجدد البخيت أيضا توقعه بحدوث أحد أربعة سيناريوهات للأزمة العراقية في المنطقة، هي إجراء مصالحة وطنية داخلية معتبرا إياها أفضل سيناريو للأردن، أو انتصار الجيش العراقي واصفا الأمر بـ"المشكوك فيه."
ورأى أن السيناريو الثالث يتمثل في إبرام اتفاق بين القوى السياسية العراقية على تقسيم العراق، قائلا إن ذلك صعب جدا، فيما ذهب إلى أن السيناريو الأخير يتمثل في إقامة دولة سنية "بالدم والقتال" وتقسيم العراق، قائلا عنه: "إنه أسوأ سيناريو" يمكن أن يحدث للمنطقة والأردن، وأن من شأنه تقسيم سورية ودول الخليج كالبحرين والسعودية والكويت، لما سيترتب على ذلك من "تقسيم للهلال الشيعي في المنطقة."

الغد



تعليقات القراء

لا تخاف على سوريا والعراق
بلاد الرافدين والشام موجودين من قدم التاريخ وسينتصروا الخوف علينا ..
18-10-2014 11:35 PM
مواطن2
المشكلة أننا لا نريد أن نقتنع أن الاسلام هو الحل, و المشكلة ان مهمتنا هي حماية حدود رسمهاأعداؤنا
19-10-2014 12:08 AM
طلال إسماعيل
بالنسبة للاحداث التي تمر بها العراق اعتقد .. يكفي 5000 امرأة استبيحت اعراضهم لوقوع المحظور
19-10-2014 02:55 AM
النشمي
هذا هو ثمار السياسه المتبعة في الوطن العربي
19-10-2014 09:30 AM
المحامي بشير المومني
كلام دقيق ومدروس مع الاختلاف على نقطة جوهرية وهي تسليح العشائر على الحدود لانه سابق لاوانه
19-10-2014 02:00 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات