الصحفيون الأكثر عرضة لـ "اضطراب ما بعد الصدمة" - صور


جراسا -

خاص- ريم ابو صيام- كثرت التساؤلات مؤخرا حول مدى تأثر الصحفيين وخاصة العاملون في الميدان بالمشاهد التي يرونها إما بأعينهم المجردة خلال نقلهم الميداني للحدث أو من خلال كاميرات التلفزة وبثهم لنشرات الأخبار وخاصة تلك المشاهد التي تحتوي على آثار للحروب ومشاهد للقتل والدمار .

الحرب على غزة مؤخرا شكلت أكبر دافع لطرح تلك التساؤلات و لا ننسى كذلك مشاهد الدمار التي خلفتها أحداث الثورة السورية والتي فجعت العالم أجمع .

"جراسا" تواصلت مع عدد من الأخصائيين النفسيين و كذلك الزملاء الصحفيين الذين عاينوا تلك الأحداث عبر شاشات التلفزة .

فمن جهتها أكدت أخصائية علم النفس ديالا هلسة لـ"جراسا"  أن الأثر السلبي لمشاهد الحروب والدماروالكوارث التي تعرض على شاشات التلفاز خلال نشرات الأخبار، تعتمد على نوع شخصية الفرد و مدى صلابتها.

وأشارت هلسة إلى الدراسات التي تؤكد تعرض بعض الأفراد لما يسمى بـ "اضطراب ما بعد الصدمة"،بعد مشاهدتهم الأخبار التي تحتوي على صور الموت والخراب، من خلال الاستعادة المتكررة والمؤلمة للحدث الصادم والشعور بالضيق كما لو أن الحدث الصادم يحدث مرة ثانية.

وناشدت هلسة الأشخاص الذين يعانون من الأرق ومشاكل النوم مثل الأحلام الليلية المزعجة، بعدم الخلود إلى النوم مباشرة بعد مشاهدة نشرات الأخبار، حتى لا تباغتهم الكوابيس التي تدور حول الأحداث التي شاهدوها.



وفيما يتعلق بالأشخاص الذين يزاولون مهنة الصحافة، أوضحت هلسة أن الصحفيين في مواقع الحدث هم الأكثر تعرضاً لـ "اضطراب ما بعد الصدمة"، بسبب احتكاكهم المباشر مع الضحايا، بالاضافة إلى تواجدهم بشكل متكرر في أجواء يلفها الموت والنزوح والقصف والكوارث.



وفي هذا السياق أكد الصحفي راكان السعايدة لـ"جراسا" أن هناك حالة اشباع و ملل من الأخبار والأحداث السياسية المتتالية والسريعة،ما يدفع الأفراد للهروب من حالات الاحباط تلك، من خلال متابعة الأخبار الطريفة والفنية والاجتماعية الخفيفة، في محاولة للتخفيف من الشعور بفقدان الثقة في المستقبل والضغط النفسي الكبير الذي يتعرضون له بسبب ما يشاهدوه من قتل ودمار.



وأضاف السعايدة أن الصحفي  لا يملك خياراً إلا أن يكون مواكباً للأحداث السياسية الجارية مهما أثرت على صحته النفسية، لكونها جزء من مهنته و دوره في نقل الأحداث، إذ أنه ممنوع من مغادرة المربع السياسي، لكونه مجبراُ على أن يكون على اطلاع و دراية بكل المستجدات في سبيل تطوير فهمه لها ليؤدي عمله على أكمل وجه.



تعليقات القراء

استاذ صحافة
صحفيينا محصنين لسببين: 1) بيشتغلو في قاع الدار، ما بشوفو شر، يعني محليين، 2) كتبة تقارير عن جدارة.
18-10-2014 10:49 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات