جراسا -

محاولة تركيا استثمار الاوضاع على حدودها الجنوبية تشير بوضوح الى رغبة تركية لتصفية حسابات اردوغان الخاصة، سواء في سورية او حتى مع الاكراد. الامور باتت واضحة للجميع والعالم بات يدرك حجم خطر دعم الارهاب واحتضانه، وبات يعرف داعميه ورعاته، وبالتالي فان مرحلة التلميح اليوم لا بد ان تنتقل قريبا الى مرحلة التصريح واتخاذ الاجراءات المناسبة. السؤال الاكثر تردادا اليوم في اوروبا: ما هي حقيقة دور الرئيس التركي اردوغان في مواجهة داعش؟ او هل هناك دور تركي حقيقي في المواجهة؟ الجميع بدأوا يستشعرون ضبابية الموقف التركي وغرابته.

حتى في اوساط حلف شمال الاطلسي (الناتو)، يشعر الكثيرون بدور تركي سلبي في محاربة الارهاب. لا بل ان بعضهم بات ينظر للموقف التركي على انه عامل مساعد في سرعة انتشار التنظيم وغياب اية استراتيجية مواجهة فعالة. الموقف التركي على المحك، خصوصا ان الصحافة العالمية بدأت تعج هذه الايام بالمواد التي تشير الى دور تركيا الغريب في الازمة من جهة، ودور حليفتها قطر التمويلي لكثير من هذه التنظيمات. فلا يكاد يمر يوم حتى تتصدر الصحف العالمية هذه تحليلات وتسريبات عن طبيعة هذه الادوار.

الحقيقة ان مطلعين اكدوا ان الملك السعودي كان قد طلب من الامير القطري توضيحات بشأن هذه التقارير الغربية التي تشير الى دور قطري في دعم داعش والقاعدة. وضرورة ان توضح قطر للعالم موقفها الحقيقي بالدلائل، لا مجرد النفي. لهذا يرى مختصون بالشأن الخليجي ان التهدئة الخليجية مازالت بانتظار خطوات عملية، تحرك المياه الساكنة وتنجز ملف المصالحة، برغم ان المملكة العربية السعودية نجحت في وقف تفاقم الخلاف الخليجي، الا ان الامور مازالت تراوح مكانها، لا عودة للسفراء ولا حرارة في العلاقات.

مصادر خليجية مطلعة أكدت ان الملك السعودي طلب مباشرة من الامير تميم ان تقوم قطر باخذ خطوات تصالحية تجاه الامارات العربية المتحدة. بينما طلب الامير تميم ان تتم اعادة السفراء الى الدوحة في خطوة اعتبرها بعضهم محاولة قطرية لتأمين وضع اكثر استقرارا يشعر الدوحة بوصول ملف الازمة الى نهايته. الطلب القطري وفقا لمطلعين لاقى ردا سعوديا مباشرا حيث طلب الملك السعودي من الامير القطري “افعالا لا اقوالا” من اجل اتمام المصالحة واكد ان تكرار الامير لعبارة انه مسؤول وملتزم ببنود المصالحة قد تفقد مصداقيتها مستقبلا .

الجميع باتوا بانتظار خطوات عملية في مكافحة الارهاب وكثير من الاشارات باتت تعتبر تعبيرا واضحا عن حقيقة مواقف بعض الدول ما يعني ان العالم بات امام تحد رئيسي بضرورة اتخاذ موقف ليس فقط من الارهاب بل ايضا من داعميه.