في القدس .. من في القدس ؟! (فيديو)


جراسا -

خاص - محمود الشرعان - يقول الشاعر تميم البرغوثي في مطلع قصيدته "في القدس بائع خضرة من جورجيا برم بزوجته ..يفكر في قضاء إجازة .. أو في طلاء البيت..

في القدس توراة.. وكهل جاء من منهاتنا العليا يفقه فتية البولون في أحكامها..

في القدس شرطي من الأحباش يغلق شارعا في السوق.. رشاش على مستوطن لم يبلغ العشرين .. قبعة تحيي حائط المبكى ..
وسياح من الإفرنج شقر لا يرون القدس إطلاقا.. تراهم يأخذون لبعضهم صورا مع امرأة تبيع الفجل في الساحات طول اليوم..

في القدس دب الجند منتعلين فوق الغيم ..في القدس صلينا على الإسفلت..
في القدس من في القدس إلا أنت"

مع بلاغة الشاعر ووطنيته الا أنه لم يجيد الوصف هذه المره، او ربما خانته الحروف في بحر الكلمات، ليبقى في القدس ما يدمع العين، وما يحرق القلب، وما يجعلنا نقف أمام حائط اليأس، لنبكي في الساعة الثانية عشر كل يوم على مدينة الحب والسلام التي لم تشهد الا الاعتداء والانتهاك.

العيون ترحل الى القدس كل يوم، فعليا ترحل يوميا لتبكي على اعتداءات الجيش الإسرائيلي، يوميا يخيم الظلم على القدس، يضرب نسائها، وتحرق ارواقها، ويمنع الرجل من الصلاة في المسجد الاقصى، ويركض الطفل بإتجاه الموت حيا، يعتقل شبابها، وتبقى القدس عروس عروبتا، في وقت لم يتقبى للعروبة معنى مفهوم.

لإول مرة وهي الوحيدة، دعونا نستبعد المنزلة الدينية الاسلامية او المسيحية من حساباتنا، وننظر للقدس انسانيا، ونرفع رايات اللاانسانية في وجه المغتصب، القدس لا تستحق ما يحدث لها، من ذلٍ وظلم وانكسار.

"في القدس من في القدس".. الا الانسانية، هذا العنوان هو الانسب والاقرب لوصف مدينة الحب، أتعلم من في القدس !! جندي اسرائيلي يحمل رشاشا ويقف لتفتيش طفل غادر الى المدرسة، نساء مرابطات يعتدى عليهن بالضرب والشتم، طفل فلسطيني يختنق من رائحة الغاز المرسل عبر مفاوضات السلام، من في القدس ؟؟

يستحق هذا السؤال جواب محدد، في ساعة محددة قبل تجدد الاعتداءات على القدس واهلها.

ومع استمرار الانتهاكات بحق مدينة السلام، وفي ظل استمرار معاهدات السلام بين اسرائيل ودول الجوار، مرورا مع المفاوضات الفلسطينية – الاسرائيلية، لإعلان دولة فلسطين بربع فلسطين او حتى نصفها، نتوقف عند خبر تجدد المواجهات الليلة الماضية بين المواطنين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الاسرائيلي في العديد من أحياء مدينة القدس داخل سور المدينة وخارجها اعتقلت خلالها تسعة شبان من حي وادي الجوز القريب من سور القدس التاريخي .

وكانت المواجهات ضد قوات الاحتلال تجددت في أحياء وبلدات مقدسية متعددة احتجاجاً على حصار المسجد الاقصى العسكري واستباحته من المستوطنين اليوم وفي اليومين الماضيين.

وتركزت مواجهات عنيفة في بلدة العيسوية وسط المدينة بالقرب من المدخل الرئيسي للبلدة وفي حي جبل المكبر جنوب القدس المحتلة، تركزت في شارع المدارس اقتحمت خلالها قوات الاحتلال العديد من شوارع وحارات البلدة، واستخدمت بكثافة القنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، في حين رد الشبان بالحجارة والزجاجات الفارغة.

كما امتدت المواجهات الى الأحياء والبلدات المقدسية خارج جدار الظلم والتوسع العنصري وتركزت في بلدتي الرام وعناتا شمال القدس المحتلة.

تستمر هذه الاعتداءات بظل صمت عربي فاضح، لنكتشف أكثر، جرائمنا بالسكوت عن من في القدس، لتتبين بأن لا شيء في العالم يساوي مدينة القدس.

 



 





تعليقات القراء

أمير فوبرتال
اليهود يسرحون ويمرحون ونحن ننادي بإسم الوطنيه لحرب لا ناقة لنا بها ولا جحش
16-10-2014 02:21 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات