بعد حديث الزبن .. أين اختفى النواب ومروجو الشائعات ؟؟


جراسا -

خاص - كتب المحرر السياسي - أجبرت حماقات البعض وانسياقهم وراء رغبات شعبية لتصديق رواية العثور على ذهب في منطقة هرقلة بعجلون، رئيس هيئة الاركان قائد الجيش الفريق اول مشعل الزبن للخروج عن صمته ووضع حد للشائعات التي اطلقها وروج لها البعض، وكشف اسرارا امنية وعسكرية .

الزبن أعلن ان ما جرى في عجلون كان عملا عسكريا بحتا، بغية تفكيك وتفجير اجهزة تنصت وتجسس اسرائيلية زرعت قبل عشرات السنوات في مناطق عدة بالمملكة ، ومن بينها منطقة هرقلة، نافيا ما أشيع عن العثور على كنز هرقل والذي تفاوتت قيمته وفق اهواء العامة بين 10 - 120 مليار دولار!!.

وفي الوقت الذي كان من المفترض ان يتحدث فيه قائد الجيش عن مشاركة قواتنا المسلحة في الحرب الاممية ضد تنظيم الدولة الاسلامية او ما يعرف اعلاميا بداعش، اشغلته الشائعات والاتهامات التي غرقت بها مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية، وتبناها نواب ولجان نيابية، واخذت تحقق فيها مستشهدة برواية صاحب الارض التي شهدت الحفريات، والروايات الشعبية المختلقة .

ونسي الاردنيون "داعش" وخطره على بلدهم، وعلى امنهم ومستقبلهم وارثهم الثقافي ، واخذوا يطالبون بـ"نصيبهم" من الكنز، ورغم متتالية النفي الرسمي، الا ان لسان حال الشعب والنواب كان يصر على انها "عنزة ولو طارت".

اليوم أنهى قائد الجيش الجدل، وكشف حقيقة الحفريات بالصوت والصورة ، واضطر للكشف عن اسرار وامور عسكرية وامنية، لارضاء شهوات البعض ، ولكن ، نقول ان نهاية مسلسل ذهب عجلون لم تشبع رغبات من ساءهم سيل الشائعات المغرضة التي اشغلت الرأي العام بسراب، وانستهم المخاطر التي تهدد امنهم وثقافتهم وحضارتهم ودينهم، فما هو موقف السادة النواب واعضاء لجنة النزاهة والشفافية النيابية التي اشبعتنا بطولات وتوعدت بنبش الارض وما بداخلها لكشف الحقائق؟؟.

هل يعتذر النائب معتز ابو رمان واعضاء اللجنة، وبعض النواب الذين هربوا من دورهم الرقابي ليخوضوا معاركهم مع الحكومة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بغية تحقيق شعبية زائفة بعد تلك التي اهدروها بقانون تقاعدهم المشؤوم.

اين كانت شجاعتهم تلك حين حاولوا انتزاع رواتب ومكتسبات من قوت الشعب ؟؟، اين كانت شجاعتهم حين قدموا مصالحهم الشخصية واستخدموا سلطاتهم لمناكفة الحكومة بالتهرب من اقرار قانون ضريبة الدخل ؟؟

بالتأكيد لن نطلب من النواب الاعتذار عما سبق، ولكن نطمع بان يعتذر النواب ولجنة النزاهة تحديدا عن تعاطيهم المقيت مع قضية شائعة ذهب عجلون، فهل يملكون شجاعة الاعتذار بقدر ما ملكوا شجاعة الردح واطلاق التهم والانسياق وراء الشعارات الشعبوية؟؟.

اما صاحب الارض، الذي عاش باحلام ذهبية هرقلية سرعان ما بددتها تصريحات الزبن، فقد وصل به الامر في مطالبته بنصيبه من الذهب المزعوم بأن يهدد باللجوء الى القضاء الدولي، بذريعة ان له حق فيما تحتضنه ارضه من ثروات، اما اليوم وبعد ان تبين انها كانت تحتضن اجهزة تنصب وتجسس فهل سيتحمل المسؤولية عنها؟؟ وهل نطالب الجهات المعنية بملاحقته بتهمة حيازة اجهزة تنصت؟؟

غاية القول، قد تكون الحكومة ، كما اعترف الرئيس النسور ، اخطأت حين تأخرت بكشف تفاصيل القضية، بعيدا عن التضارب في التصريحات الذي زاد الطين بلة، غير ان على من اختلق وروج وصدق وتبنى الشائعات ان يملك مقدارا من الشجاعة للاعتراف بتحمله المسؤولية، فالخاسر الوحيد من هذه القضية هو الوطن وقواته المسلحة التي تصارع على اكثر من جبهة لحماية الوطن وحفظ امنه وسيادته وتاريخه وثقافته، فلننصرف جميعا لحماية جبهتنا الداخلية والالتفاف وراء قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية وقيادة الوطن لدحر المخاطر والتهديدات ، فما قيمة الذهب والمال ان ضاعت الاوطان لاقدر الله.

والله والوطن من وراء القصد .



إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات