هل أصاب الأردن الهدف؟!


من غير مقدمات ولا تهيئة للرأي العام والذي نحن بأمس الحاجة إلية، تفاجأ الأردنيون ببيان القوات المسلحة والذي أعلنت فيه قيام تشكيلات من سلاح الجو الملكي الأردني بتنفيذ غارات على مواقع لتنظيمات إرهابية داخل سوريا. جاء هذا الإجراء بالرغم من رفض بعض الشرائح الأردنية والتحذيرات المتكررة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير وعدم التدخل بحرب غير حربنا.

اختلفنا أو اتفقنا حول مدى الخطر الذي شكله أو سيشكله تنظيم الدولة الإسلامية أو ما بات يعرف بتنظيم داعش، فالموقف الآن لا يحتمل تشتيت الجبهة الداخلية والتي نحن الآن بأمس الحاجة على تمتينها لنتمكن من صد أي محاولات إرهابية داخلية أو خارجية تهدف إلي زعزعة أمن واستقرار البلد. ما نستقيه من قرار الدولة في المشاركة في الضربات العسكرية ضمن التحالف الدولي للقضاء على منابع الإرهاب، أن الخطر بات قريبا ويكاد يطرق علينا أبوابنا ويقض مضاجعنا لذلك ارتأت الدولة بمختلف إركانها مهاجمة مكامن التنديد على أرضه وقبل أن يصلنا. المشاركة العسكرية سلاح الجو الملكي رسائل قوية تصل البعيد قبل القريب، بأن الأردن قادر على حماية شعبه وأرضه وأن القوات المسلحة بجميع تشكيلاتها تقف كالليث متأهبة للانقضاض على كل من تسول له نفسه بالعبث بأمننا واستقرارنا.

لا اشك للحظة بقوة وكفاءة القوات المسلحة الأردنية ولا مجال لأي كان في المجتمع أن يشكك بقدرات النشامى في ردع المخربين. ما يجب أن ننتبه إليه الآن هو احتمال وجود خلايا نائمة لبعض التنظيمات وأن لا نسمح لها باختراق الجبهة الداخلية لا سمح الله مهما كان الاختلاف شديدا ومتباينا في الرأي حول المشاركة العسكرية مع قوات التحالف ضد التنظيمات الإرهابية.

لقد احتضن الأردن ومنذ أربعينيات العقد الماضي العديد من الحركات الإسلامية التي وجدت في البلد الملاذ الآمن والحضن الدافئ الذي مكن لها القيام بدورها الديني في توعية المجتمع وتنشأة الجيل الصالح بحرية ودون أي تدخل من أجهزة الدولة على النقيض من العديد من الدول العربية التي لطالما انقض على أي فكر إسلامي داخل مجتمعاتهم.

العمليات العسكرية ستستمر لفترة من الزمن على الأقل حتى يضمحل خطر التنظيمات الإرهابية على أمن المملكة، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن العمل العسكري وحده لا يمكن أن ينهي الفكر الضال والمتطرف بل إن محاربة الفكر بالفكر لربما يكون أقوى وأكثر نجاعة من العمل العسكري. سيبقى الأردن بخير وسيبقى أهله النشامى بخير ما دمنا متوحدين داخلينا ومتماسكين في دعمنا للقوات المسلحة الباسلة، سياج الوطن وحصنه المنيع. ليس المجال الآن للتشكيك والتخوين فكلنا أردنيين وكلنا نحب الوطن ولا نرضى عن الأردن بديلا مهما كان الثمن.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات