إياكم والهلاك


إننا نمر بمرحلة هامة تستوجب منا جميعا أن نكون أكثر حكمة وأوسع صدرا وأجمل خُلقا وأعظم سلوكا وأجمل عملا ، فالأمة من شرقها إلى غربها تمرّ في حالة صراع وتحدي ، تفرقة وضياع تقودنا إلى كثرة الأفكار والجماعات والأحزاب .
فماذا بعد ذلك ؟!
إلى أين تتجه البوصلة ، إلى واقع حميد أم إلى تفتيت وتشتيت !
تخيلوا معي لو أنكم تملكون قطعة من الأرض الخالية وتريدون تعمير أسوار عليها لحمايتها أو تشجيرها أو إقامة بناء على ترابها !
أيا كان العمل السامي لا يهم ، ولكن ما أردت أن أسأله لكل منكم ، كم ستحتاج من الوقت للقيام بذلك وحدك ودون السماح لأحد بتقديم المساعدة لك؟!
بالطبع ستحتاج إلى الكثير من الوقت ، وهذا هو حالنا ، نقسّم أنفسنا إلى جماعات ونحن بإمكاننا تحقيق أقصى درجات الثبات بتلاحمنا وترابطنا وتماسكنا من خلال بحثنا عن الروابط التي تجمعنا وعلى نقاط الإلتقاء التي تقربنا .
والآن ، بعد أن انتهيت لوحدك من بناء الأسوار لقطعة الأرض التي تملكها – فرضاً - ، ماذا لو أتاك تهديد ووعيد ، هل هذه الأسوار وحدها ستحميك ؟!
بالطبع إنّ خير الطريق وحدة على الخير تجمعنا وفي سبيل نهضة الأمة تقربنا ، وفي إعلاء كلمة الحق توحدنا .
أحيانا لا مجال للآراء الشخصية في القضايا الوطنية ، ودائما لا ينبغي لنا أن نسير خلف التيار دون تبصر وتبيان ، فالإشاعة يسهل تصديقها ، والفتنة هناك من يسعى إلى إيجادها وتقديم الغذاء المناسب لها ، فلا تجعلوا من أنفسكم موطنا ملائما لها !!
ما أطلبه ليس مطلبي وإنما مطلب لنا جميعا ، فلا يختلف عليه العاقل ولا حتى الجاهل !
فلنترك الخلافات جانبا ، ولننظر إلى الأفق عاليا ، ولنستثني الصفقات الشخصية من قائمة أعمالنا اليومية ، ولنغرس في أنفسنا مصلحة الوطن والمواطن ، وحتى اللاجئ الذي أتى طالبا للحماية على أرضنا !
فلنجعل أعمالنا وفقا لمنهاج الحق القويم ، بعيدا عن الإفتراء والتضليل ، ولنكن في خندق واحد سائرين ، فالوحدة تغلب التفرقة وتحمينا من الهلاك والضياع ، فتخيلوا - إن أردتم - أسرة تعيش في عائلة مشتتة أو أولاد يعيشون في أسرة متفرقة ، ما حالهم وما مآلهم ؟!
البيت ، الوطن ، الثرى ، بحاجة إلى كلّ شخص فينا ليقوم بدوره المناط فيه على هذه البسيطة، إياك والقول " أنا ما إلي دخل ! " لأنك ستحاسب عن كل دقيقة تقضيها ، فكل واحد فينا ووفقا لقدرته واستطاعته عليه دور في درء الفتنة وبالابتعاد عن التفرقة والشتات.
البداية دائما من أنفسنا ، ثم علينا الإنطلاق إلى أسرتنا ، مدرستنا ، جامعتنا ، مؤسساتنا ، مجتمعنا وعالمنا .
في الإتحاد قوة يا أحباب ، فلنكن للأرض التي نحن عليها وفي سبيل الحق دائما أوفياء .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات