بالامس جلست الى احد مدراء الدوائرالشبه المستقله ظانا انه العقل والفكر والراي والخبرة والمعرفه والعلم والخلق فهي صفات يجب ان تتوفر بالمسؤول وعندما تحدث قلت لو اخرج ريحا ولم يخرج كلمه لانك

يا من كنت صاحبي ....أن تكون في الإدارة فهذا أمرٌ جيد , أما أن تمارس العمل الإداري وخاصة وانت تجلس على كرسي المسؤوليه الدواروالذي سبقك اليه اناس خطهم غير خطك منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر تاركين بصمات واثار ستظل شاهده عليهم وعلى اعمالهم وحولك العشرات ممن هم اكثر منك معرفة وخبرة ودرايه واحق منك بالكرسي وانت لاتبالي ولاتعيرهم بالا فقد جئت

في جعبتك مخططات واليات وعصى سحريه تريد ان تغير الدنيا بيوم وليله تنهى وتامر وتوقع ولم تكن تعلم ان الادارة امر يحتاجُ ليس فقط إلى الخبرة والمعرفة بالأنظمة والقوانين السائدة بل إلى الدماثة والخلق الحسن وثقافة احترام الآخر أكان زميلاًأو مرؤوساً أو رئيساً ومعرفه حجمك وثقلك واين تضع الكلمه والقدم فالإدارة إضافة إلى أنها علم قائم بحد ذاته وهي مسؤولية وطنية واجتماعية وأخلاقية تستخدم فيها المعارف لخدمة المؤسسة التي ينتمي إليها هذا المسؤول الإداري أو ذاك وتطويرها والارتقاء بأدائها وخلق مناخ ملائم لعلاقات رفيعة المستوى بين أفرادها وتعزيز روح المبادرة والإبداع عند العاملين فيها ىوتحفيزهم على حب العمل والإخلاص له وكلّ ذلك لا يحصل بالتسلط ومصادرة آراء الآخرين والعنجهيات الفارغة او التزلف وتصيد الاخرين ومحاوله النيل من علمهم وقدراتهم وكفاءتهم لانهم يملكون مالاتملك تلك الاعمال التي من شـأنها إحباط العـزائم وتعميق الهوة وتوسيع رقعة الخلاف بينك وبين من يعملون تحت امرتك او يزاملونك الأمر الذي يؤدي إلى عرقلة العمل ونمو العلاقات القائمة على التزلف والتملق والفساد , وانتشار ثقافة المحسوبيات والنميمة وتزوير الحقائق بغية كسب الود ,وتحقيق مصالح فردية على حساب المصلحة العامة , التي من المفترض أن تستخدم الإدارة كل إمكاناتها وقدراتها لحمايتها ,وصونها من المفسدين والمستهترين,والعابثين

يامن كنت زميلي اعلم ان الفساد الإداري ظاهرة خطيرة , ومشكلة جسيمة تتسلل إلى الدوائر والمؤسسات بالعدوى أحياناً وأحياناً أخرى تنتقل نتيجة للوساطه والمحسوبيه والنزول على الوظيفه بالبراشوت و نقص المناعة والنفش والنفخ والاعتقاد بانك ابو العريف والعاقل عنده نصف العلم اجهل كما ان غياب الرقابة الذاتية والعامة بمجملها ستؤدي إلى استفحالها واستحالة علاج واحدة منها عند بعض الذين لا يفهمون من الإدارة إلا ميزاتها ولا يرون فيها إلا طريقاً للكسب والغطرسة والاستئثار مهما يكن الأمر عسيراً والطريق وعراًوالعلاج مؤلماً

لأن مسيرة التطوير والتحديث,تتطلب العمل الجاد والصادق للتخلص من مظاهر الفساد الذي يبدا من الانسان نفسه ومنها الفساد الإداري بكل صوره وألوانه والبعد عن الذاتيه والاتكاليه والنظر بعين الحسد والحقد لمن هم اكثر منك معرفه ود رايه وتقول انك لاتجامل بالماده العلميه وكانك تعطي لنفسك شرف نيل العلم لدرجه التشبع حتى ترى الغير لايعرف من العلم والدرايه والخبرة الا الفتاتالذي يقع من شدقيك اللذين كرستهما للنفاق وتصيد الاخرين لتكون كالطفيلي لا تعيش الا على الحاق الضرر بالغير واقول ليتك تقرا بعقلك وبضميرك لابعينك لتعرف انك لم تجمع الا الا صورا وعناوين بعيده عن المضمون لان الحشوه قاسيه على لسانك كما هي على نظرك وفهمكاخيرا اقول لك لاتحقرن صغيرا في مخاصمه ان البعوضه تدمي مقله الاسد