الفريدو مايوليز : الأسرة المالكة في الاردن تلعب دوراً كبير


جراسا -

الفريدو مايوليز هو وزير إيطالي مسلم في البرلمان العالمي للأمن والسلام يهتم بشؤون الشرق الأوسط وما يدور فيه من صراعات مختلفة ، وحل العديد من المشكلات التي تواجه الشعوب الشرق أوسطية ، كما أنه كإيطالي مسلم يسعى من خلال رئاسته لجمعية المسلمين الأوروبيين إلى تحقيق الصورة المثلى والصحيحة عن الإسلام ، وتصحيح العديد من المفاهيم الخاطئة والعمل على التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين ومراعاة علاقات الجوار ، كما أن لديه العديد من الملفات المهمة التي سنناقشها معه من خلال هذا الحوار واليكم التفاصيل .

بداية ما هو البرلمان العالمي من أجل السلام والأمن وما هي أهدافه التي يسعى لتحقيقها ؟

- هذا البرلمان تم تأسيسه عام 1975 في باليرمو في ايطاليا، وبدأ من رئيس أساقفة الكنيسة اليونانية السيد بوذا الذي قام مع الرئيس القبرصي بتأسيس منظمة تجابه الحروب، إذ أنهما اعتبرا انه لا بد من القيام بعمل شيء ما، فاختارا مدينة باليرمو التي هي باب إلى البحر الأبيض المتوسط والعالم العربي حيث يوجد الكثير من المشتركات الثقافية مع العرب والمسلمين. ولذلك تم تأسيس هذا البرلمان الدولي الذي انضمت إليه في البداية بعض الدول مثل كوستاريكا، وشيئاً فشيئاً بدأت الدول بالانضمام إليه كالسنغال عام 1977، ثم

تلتها الكثير من الدول. بالطبع نحن لسنا منظمة كبيرة وقوية مثل الأمم المتحدة التي تضم دول العالم، لكننا منظمة طبيعتها الوصول إلى السلام في العالم، وهذا دوري كوزير لشؤون الشرق الأوسط. إننا نعيش اليوم لحظة حرجة، لان العالمين العربي والإسلامي من جهة، والمسيحي الغربي من جهة ثانية، يتجهان في نحو الصدام. وأنا كايطالي ومسلم منذ خمسة عشر عاما، ولله الحمد، فإنني انظر إلى قلوب الناس فأرى أن هناك مشكلة، ذلك أنهم مازالوا خائفين حتى الآن، ولكنهم سيكونون متسامحين في ما بينهم بعد تجنب هذا الصدام بين الحضارات. ولذلك نحن في البرلمان نعمل من أجل السلام إن الهدف من البرلمان الدولي للأمن والسلام أيضا هو الدفاع عن حقوق الإنسان حول العالم وتعزيز العلاقات بين المسيحيين والمسلمين، بين الأمم،
والشعوب، ومنع الحرب.

فالبرلمان الدولي هو منظمة تعمل في ما بين الحكومات، تضم العديد من الدول في داخلها، كما إن لها مكاتب تمثيل دبلوماسية في بعض الدول.

هل يمكن للحكومات ان تنخرط في البرلمان العالمي للأمن والسلام بما يساهم في تسهيل وإنجاح مهمته ؟

- من إحدى الطرق كتابة رسالة من الدولة أنها تريد إن تتمثل دبلوماسيا في المنظمة داخل إقليمها. والشيء المهم هنا انه ممثل كل دولة لا بد أن يقدم كل شهر إلى البرلمان تقريرا عما يقوم به من أجل دعم السلام، حقوق الإنسان ، والكفاح من أجل دعم المسلمين في أوروبا ضد ما يجري بحقهم بطريقة
دبلوماسية ، لأننا نريد حل هذه المشكلة بطريقة جيدة وبآلية دبلوماسية.

كيف يتم دعم البرلمان ماديا ونوعية المساعدات التي يتلقاها .؟

- البرلمان موجود على الأراضي الايطالية، لكننا نتلقى الدعم من بلدان متعددة، رغم أن العلاقات مع الدولة الايطالية مختلفة، نحن نتلقى دعماً من البلدان الإفريقية في البرلمان، من فنزويلا، الأرجنتين والعديد من البلدان الأخرى ، كما بدأنا نتلقى المساعدات من كمبوديا وماليزيا ومولدوفيا وغيرها الكثير من البلدان. وهنا أعود وأؤكد على أن المساعدات التي نتلقاها تفيدنا في عملنا في الشرق الأوسط، لأن المشاكل الرئيسية في العالم هي في الشرق الأوسط، والسبب هو انه لا يمكن الفصل في هذه المنطقة بين الدين والسياسة لأنهما في قارب واحد، ففي هذه المنطقة توجد المدن المقدسة مكة المكرمة ، المدينة المنورة ، والقدس الشريف، كما توجد المشكلة الفلسطينية.

نحن في منظمتنا نقوم بكل ما يلزم من الدعم ، خصوصا في وزارتي لشؤون الشرق الأوسط، لأننا جميعا في خط واحد، وعلينا في لبنان والعراق وأفغانستان وباقي بلدان الشرق الأوسط تفادي الأخطار المحدقة

ما هو دوركم كوزير لشؤون الشرق الأوسط في البرلمان الدولي للسلام والأمن حول الملف الايراني في المنطقة ؟

- كما أسلفت لك سابقا، فان البرلمان الدولي للسلام والأمن يولي منطقة الشرق الأوسط أهمية خاصة وهناك قلق كبير من الحرب. وكوني وزيرا لشؤون الشرق الأوسط في البرلمان العالمي للأمن والسلام ، فان ذلك حملني مسؤوليات كبيرة، واختياري لهذه المهمة لم يكن بالبساطة التي يتصورها البعض.

أنا منذ شهور التقيت السفير الإيراني في العاصمة الايطالية روما وناقشنا هذه القضية، وقد دعاني السفير لزيارة طهران ولقاء المسؤولين وعلى رأسهم رئيس الدولة ، لأنني أريد الحديث مباشرة إليه ومناقشة هذه

المسألة ، ومحاولة إيجاد تسوية ، و نحن في ايطاليا خائفون من الحرب التي لا تسبب سوى التلوث والدمار، رغم أن اعتقادي بأن إيران لن تقوم بتطوير مفاعلاتها النووية من أجل الحصول على السلاح النووي، ومن ثم القيام بحرب ضد البلدان الإسلامية السنية الأخرى.

ولذلك فان لدى الإيرانيين الحق بأن يحذو حذو الدول الديمقراطية الأخرى في تنمية الديمقراطية عبر الانتخابات وباقي الوسائل الديمقراطية.

ولهذا نحن نحاول انتهاز الفرصة لجعل هذا الأمر حقيقة عبر العمل مع إيران في الاتجاه الصحيح من اجل الأمن في الشرق الأوسط والعالم ككل.

ما دوركم تجاه القضية الفلسطينية كوزير في البرلمان العالمي للأمن والسلام ؟

- في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية نحن ندعمها دوماً، ولذلك أنا متأكد أن الحل واضح وهو قيام الدولة المستقلة للفلسطينيين ، ونحن نعمل علي ذلك ونقول للعالم إننا نريد للفلسطينيين دولتهم ، كما أننا نريد لهذه الدولة أن تكون ممثلة في البرلمان العالمي للأمن والسلام، وهذا سيكون من الأمور المهمة جداً عندما يتحقق، لأننا بذلك نكون قد شكلنا اتحاد الدول، وبينها دولة فلسطين
ما هو مفهومك للديمقراطية وسبل تحقيقها ؟

- إن مفهومي للديمقراطية مستوحى من التعريف اليوناني القديم لها، أي أن يقرر الناس بكل حرية ما يريدونه، ويؤخذ في الأخير برأي غالبية الشعب، فالشعب بالطبع يكون قراره الحر الحكيم في سبيل الصالح العام، لأن الناس المنتخبين يشكلون الحكومة التي تعمل للأمور الجيدة لمصلحة الشعب، وهذا هو مفهوم الديمقراطية. في المجتمعات الديمقراطية الجميع ملزمون بالعمل من أجل مصلحة المجتمع كله، وليس من أجل مصلحة فردية على حساب الشعب، ورغم ذلك فإنه تبدو اليوم عقبة وهي أن الغالبية تعني 51 في المائة من أصوات الشعب، لكن هذا الواقع يدل على أن هناك لعبة ديمقراطية قائمة، وهناك البعض يرى أن الديمقراطية في الإسلام هي الشورى. أنا أحب الديمقراطية عندما يختار الناس بأنفسهم مرشحيهم، وهذا أمر مهم جداً، لأنه في الكثير من بلدان العالم اليوم لا توجد ديمقراطية، بل ديكتاتورية، وهذه الديكتاتورية هي التي يجب علينا أن نتفاداها، إن الشعوب والأديان كلها في العالم تريد العيش بسلام

هل من الممكن تعديل الصورة السلبية للعرب والمسلمين في أوروبا في ظل
التشويه الإعلامي المنظم ؟

-أنا أناضل في سبيل ذلك، خصوصاً وأن وزارتي المختصة في شؤون الشرق الأوسط على ارتباط بالثقافتين العربية والإسلامية، فضلاُ عن حقوق الإنسان، وذلك فإن طاقم الوزارة كله مهتم بإيقاف ومنع الصدام بين المسيحيين والمسلمين، ونحن بحاجة إلى دعم لمنع حدوث مثل هذا الانقسام في المستقبل. تصوير العرب والمسلمين بصورة سلبية في أوروبا واضح جداً، على سبيل المثال تمت مناقشة قضية ضرب بعض العرب أو المسلمين لزوجاتهم في تلفزيون «راديو انغو» في ايطاليا، وقد استضافني التلفزيون لمناقشة هذه القضية، لقد شرحت بسهولة جداً هذه المسألة وقلت في المقابلة انه يجب علينا التمييز بين التقاليد والإسلام، فهذا الرجل يضرب زوجته، لأن هناك جهلاً في بلد، أو لأنه في حالة عصبية معينة وغير ذلك من الأسباب.

ان العمل على توضيح الصورة لا بد أن يكون بطريقة غير هجومية ، لقد لمست الدعم في الاردن على ما أقوم به، إن الثقافة وحدها هي التي يمكن أن تشرح للناس حقيقة الدين. ولعله من المفيد ذكر إن كلاً من الدين اليهودي ، والمسيحي ، والإسلام علمونا المعاني السامية، مثل تقبيل يد الأم، احترام ومساعدة الأب والسلوك الجيد مع الجار.

هناك الكثيرون في أوروبا ممن يدافعون عن العرب والمسلمين وأنا عندما يسألني البعض لماذا أنت مسلم فإنني اشرح لهم أن هذا الأمر متعلق بي بعدما وجدت الفارق، علينا أن نظهر للناس إن ما نقوم به هو مسؤوليتنا، ولذلك نطلب منهم أن يدفعوا باتجاه السلام والعلاقات بين الشعوب المختلفة الثقافات والديانات

حدثنا ماذا تعرف عن الاردن ؟؟

-رغم صغر مساحتها، تعد واحدة من أهم البلدان في الشرق الأوسط، لأن لديها مجلس أمة منتخبا، والمرأة بإمكانها الاقتراع ويمكن أن تُنتخب.

وقال: «حتى لو قالوا في البلدان الغربية إن هذا البلد غير ديمقراطي ، إلا أنني ادعم ديمقراطية في المملكة ، لأنها نشأت من داخلها.

ومن المهم جدا القول إن الأسرة المالكة في المملكة تلعب دوراً كبير ومهم فعلى سبيل المثال ، عندما يموت أحد نراهم شخصيا يشاركون في تقديم التعازي ومواساة ذوي المتوفى».

كما أن «الاردن مسلم ومستقر، ومن أهم البلدان التي يمكن لها أن تنشر السلام في الشرق الأوسط من خلال علاقاتها، وبالتالي المساهمة في حل المسألة النووية الإيرانية»والعمل على تحقيق الاستقرار في المنطقة حتى يسود والسلام .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات