القضاء على الدولة الاسلامية


بدء الحشد الدولي لقتال تنظيم " داعش" ، وفي نفس الوقت خرجت الكثير من الفتاوي الدينية القريبة من الحكام المسلمين لتؤكد على أن مايتم حشده من قوات يدعمها تحالفات دولية والقضابقيادة دول غريبية هي التي ستؤدي الجزء الأكبرمن المهمة؛ هو الحلفيء على تنظيم إسلامي " متطرف " .

وفي قراءة للخطاب الإعلامي المرافق للتغطية الإعلامية لهذه الحشود نجد أن كلمة الدولة الاسلامية تذكر الاف المرات ، ويأتي بعدها مباشرة كلمة " القضاء " على تلك الدولة وتكون المحصلة اللغوية هناهي " القضاء على الدولة الإسلامية " ، وبذلك واستنادا على احدى النظريات الإعلامية والتي تقول بعض فرضياتها أن تكرار الجملة اللغوية في الرسائل الإعلامية يؤدي الى ترسيخها في ذهن المتلقي ،وهي بالتالي تشكل جزء من العوامل التي يشكل بواسطها اتجاهات الافراد نحو القضايا .

وهو هنا مكون بسيط من اتجاه يتم تشكيلة لدى جيل قادم من الشباب العربي والأجنبي المسلم نحو مفهوم " الدولة الاسلامية " بغض النضر عن تطرف " داعش" من عدم تطرفها بالنسبة للبعض ، ورغم وجود تغطيات إعلامية تحاول أن تضيف كلمة تسبق مصطلح " الدولة الإعلامية في العراق والشام " ككلمة " المزعومة" أو " ما يطلق عليها " ، من باب تأكيد وجهة نظر هذه الدولة أو تلك من هذه الدولة .

وهنا يظهر نوعان من الإعلام؛ الأول إعلام غربي يؤكد على أنه يحارب الدولة الاسلامية في العراق والشام وهما جغرافيا وتاريخيا جزء مهم ورئيس من تاريخ المسلمين ، بل هي تمثل حقبة تاريخية مهمة جدا من تاريخ الدولة الإسلامية التي استطاعت أن تنهي الوجود الغربي " الصليبي " من جغرافيا وتاريخ تلك المنطقة ، وهذاالإعلام يوجه رسالته لجمهورغربي " صليبي " تربطه بهذاالإعلام علاقة إعتماد قوية ، ويتحقق من خلالها معظم مقومات وعناصر العلاقةالاعتمادية بين الجمهور والمؤسسات السياسية والاقصتاد ووسائل الإعلام ، والثاني هو إعلام عربي تقوده مجموعة من عرابي الإعلام وبقيادة دول نفطية " مشايخ وإمارات " لايربطها مع مفهوم الدولة الإسلامية التلقيدي والتاريخي أية روابط ، وذلك لكون قيام أو إعلان قيام " دولة إسلامية " يؤدي في النهاية إلى فناءها ، وبالتالي ورغم تناقض هدف كل من هذين الإعلامين تبقى أثار ونتائج تكرار مفهوم " الدولة الاسلامية " في تغطية المعركة القادمة جزء رئيس من تكوين اتجاه جيل قادم نحو " الدولة الاسلامية .



تعليقات القراء

ع-ف-ب-
لا نعفي داعش من اخطائهاولكن الغرب يتخذ من اخطاءداعش مبررا للقضاء على الاسلام
21-09-2014 05:04 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات