تسخين الجبهات .. ارتفاع احتمالية المواجهات


جراسا -

حذر محلل استراتيجي اردني ، من احتمالية اندلاع مواجهات غير تقليدية بين عدة اطراف اقليمية في اطار الحرب الاممية التي تحشد لها الولايات المتحدة الامريكية على تنظيم الدولة الاسلامية المعروفة اعلاميا بـ"داعش" .

ويرى المحلل والكاتب الدكتور عامر السبايلة، في تحليل نشر في يومية العرب اليوم، الاحد، ورصدته "جراسا"، ان استبعاد امريكا لمحور اصدقاء سوريا (ايران وروسيا ) من التحالف الدولي، ورغبتها في التحرك في الداخل السوري دون التنسيق مع النظام او حتى حلفائه، هو بمثابة اعلان حرب، لاسيما ان واشنطن تسعى لاستثمار "فوبيا داعش" لتحقيق مكاسب سياسية عبر حلفائها في الحرب من جهة، وعزل ايران وروسيا من جهة اخرى.

والاهم، بحسب السبايلة، تحقيق ما عجزت عنه امريكا سابقا من التدخل العسكري في سوريا لاسقاط النظام، فهاهي تعود اليوم من بوابة مكافحة الارهاب لترسل رسائل سياسية واضحة بانها ترفض انتصار محور حلفاء سورية في معركتهم للحفاظ على النظام في سورية، وتؤكد ان ملف التسويات السياسية لا يمكن ان يمر وفقًا لرؤية هذا المحور.

ولذلك ، يرى السبايلة ان لدى محور اصدقاء سوريا، ورقة اخيرة يمكن من خلالها عرقلة المشروع الامريكي في هذه المرحلة، اي صواريخ حزب الله ، اذ لا يستبعد اندلاع مواجهة بين حزب الله اللبناني واسرائيل على غرار حرب تموز 2006، ورغم صعوبة الخيار، الا انها معركة حياة او موت بالنسبة للحزب، وفق شرح السبايلة لـ"جراسا"، اذ ان المعطيات و الظروف الحالية تجعل من ورقة صورايخ حزب الله هي الورقة الوحيدة الفاعلة لتعطيل المشروع الامريكي

يذكر ان الحدود اللبنانية مع الكيان الاسرائيلي تشهد تحركات عسكرية غير مسبوقة لجيش الاحتلال، اذ يحشد الكيان قواته وينشر دبابته على طول الحدود مع لبنان وسوريا، وبالامس فقط، اعلن جيش الاحتلال سقوط طائرة استطلاع فوق الاراضي اللبنانية.

وتاليا نص التحليل : 

حالة الارتباك التي تدخل فيها المنطقة اليوم، هي نتيجة طبيعية للتحرك الامريكي المباشر ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق، والرغبة الامريكية في التحرك ايضًا في الداخل السوري، من دون التنسيق مع النظام في سورية، او حتى حلفائه المبعدين اصلًا عن الحلف الامريكي.

الولايات المتحدة تدرك تمامًا استحالة انجاز ملف مكافحة الارهاب ومقاومة تنظيم داعش من دون سورية ومحور اصدقائها، وبالتالي فان التحرك الامريكي يمكن اعتباره رسالة سياسية للجميع.

فالولايات المتحدة التي فشلت في اسقاط النظام في سورية، ولم تستطع قبل عام من الآن القيام باي تدخل عسكري في سورية، تعود اليوم من بوابة مكافحة الارهاب لترسل رسائل سياسية واضحة بانها ترفض انتصار محور حلفاء سورية في معركتهم للحفاظ على النظام في سورية، وتؤكد ان ملف التسويات السياسية لا يمكن ان يمر وفقًا لرؤية هذا المحور.

الجميع اعتقدوا ان ولادة وحش داعش وتغير الاولويات في المنطقة يعني ان جميع خصوم الامس سيجدون انفسهم في خندق الحلفاء في مواجهة شبح الارهاب المتعاظم. لهذا فان الولايات المتحدة وحلفاءها اعتبروا ان اولوية مكافحة الارهاب لا يجب ان تقدم هدية الانتصار السياسي في سورية للمحور الآخر، وبالتالي اخذت الامور منحًا جديدًا، ليتحول وجود الرئيس الى مشكلة يتحالف ويتصالح بسببها الكثيرون، اصبحت المعادلة الجديدة نعم لمكافحة الارهاب ولا لقبول الرئيس السوري، خصوصًا ان مكافحة الارهاب وظهور داعش في العراق، جاء توقيتهما بعد انجاز الانتخابات السورية الرئاسية وفوز بشار الاسد بفترة رئاسية جديدة.

كثير من المطلعين يؤكدون ان المحور الامريكي ارسل عدة رسائل لمحور حلفاء سورية، مفادها عدم قبول الولايات المتحدة ومعسكرها وجود شخص الرئيس بشار الاسد، وبالتالي فان سورية الدولة لم تعد الهدف بقدر ما هو بشار الاسد الشخص.

محور اصدقاء سورية اعتبروا ان القرار الامريكي هو بمثابة اعلان حرب، خصوصًا ان بعض الاقتراحات قد قدمت لواشنطن تطلب منها قبول الرئيس الاسد على الاقل في مرحلة مكافحة الارهاب ومواجهة داعش، ومن ثم يمكن الحديث عن الانتقال السياسي المستقبلي، سواء عبر اعطاء حكومة اعادة الاعمار صلاحيات موسعة، او حتى انتخابات رئاسية جديدة.

الجميع في المنطقة باتوا يسيرون على خيط رفيع، واحتمالية اندلاع مواجهات غير تقليدية بين عدة اطراف اقليمية باتت في ارتفاع مستمر.

اوراق محور اصدقاء سورية في هذه المرحلة تبدو قليلة نوعًا ما، خصوصًا ان الولايات المتحدة اتمت انجاز تحالف اكثر من اربعين دولة وبطريقة ابعدت فيها ايران ومجلس الامن واركانه عن تعطيل اية رؤية امريكية مقبلة.

حزب الله قد يكون الوحيد القادر اليوم على تغيير هذه المعادلة وخلق حالة توازن جديدة اذا ما فرضت عليه مواجهة مقبلة مع اسرائيل من طراز تموز 2006، وبالتالي فمن الممكن ان تكون صواريخ حزب الله هي الوحــــيدة القادرة على تعطيل المشـروع الامريكي في هذه المرحلة.



تعليقات القراء

مكشوف
تحليل بعيد عن الواقع ولا يرى التحالف الصهيوغربي صفوي والذي انكشف واضحا جليا بواسطة الثورة السورية .
21-09-2014 12:23 PM
عبد الله محمود
بشار امريكي, وامريكا تحافظ عليه لايجاد بديل وفشلت.واذا اضطرت ستضرب بعض فصائل الثوار المخلصين
21-09-2014 01:32 PM
ابو ثائر
امريكا مخادعه مضلله تسير على قدم وساق مع ايران وبشار وهذه كلها الاعيب وطعوم ليبتلعها العربان فقط
21-09-2014 02:05 PM
واقعي مش محلل
تحليلك غير واقعي يا استاذ عامر والظاهر انك مع احترامي لشخصك (غايب فيلة)أتنتظر من حزب الشيطان نصره؟!!
21-09-2014 03:05 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات