جزيرة الكنز!


قدّم الكاتب الاسكتلندي روبرت لويس روايته المشهورة عام 1883 لتروي، قصة الذهب المدفون، وقد رسم كل ذلك بصورة خيالية من باب التسلية والترفيه لابن زوجته عن جزيرة تعوم على بحر من الذهب، وقد ساقتني تلك الرواية عن الجدل الذي يثار في الإعلام عن كنوز وتماثيل بالغة القيمة الرقمية على الطريق الرئيس بين عجلون واربد كما صرّح شهود عيان من أهل المنطقة ورواية حكومية لم تستطع إقناع عامة الشعب عن انهيارات وأتربة وصخور أعاقت حركة المارة والسير لساعات طوال، لذلك احتاجت لجراحة سريعة للحفاظ على سلامة الشعب الملكلوم بجراح اقتصادية قاسية.

كثر هي النكسات الطبيعية التي أصيبت بها الحياة العامة في الأردن من عواصف ثلجية ورعدية أعزلت مدننا لأيام معدودات، وانقطاع للتيار الكهربائيّ تجاوز أسابيع معدودات وانشقاق للطرق الرئيسة كما حدث لطريق الطفيلة معان والتي انقسم بها الشارع إلى قسمين في ظل غياب محاسبيّ عن عطاء تلك الطرق المهترئة، وكذلك تقطّع السبل بضيوف الأردن السائحين في الأجواء العاصفة،واعتداءات على خطوط المياه الرئيسة، ومع ذلك لم نشاهد تلك الاستنفار الحكوميّ والأمنيّ بهذا الحزم التي تعاملت به الحكومة مع طريق عجلون اربد واستخدام الألغام وتقطيع الأشجار والاستعانة بالآلات الثقيلة، ومنع الهواة من الاقتراب للمساعدة والتساؤل عن هذه الحالة الغريبة في معالجة الوهن الذي أصاب الطريق كما يرويّ شهود العيان.

استبشر المواطن الأردنيّ خيرا بالأخبار الذهبية القادمة من عجلون وظنّ أن الحكومة سوف تتجاوز المحن الاقتصادية ونغذيّ المديونية بما طاب من الذهب والفضة وزيادة الرواتب لعامة للشعب، وتنفيذ كافة المشاريع الاستراتيجية التي سوف تدعم اقتصادنا في قادم الأيام،وتعيين كافة الشباب العاطلين عن العمل، وتوزيع المساعدات على الدول التي تعاني من ظروف اقتصادية كما تفعل دول الخليج، وإغراق بلدياتنا بالأموال لكي تنفتح آفاق التنمية في قرآنا وبوادينا ومخيماتنا، والاستعانة بمدربيّن على مستوى عال لتدريب منتخب النشامى.

تبخّر حلم المواطن الأردنيّ مع تصريحات الحكومة ونفيها المعتاد أن لا كنوز ذهبية في الأردن وأن المديونية لا يمكن أن يستقيم أمرها إلا بسياسات شدّ الأحزمة والرضوخ لموجات قادمة من الضرائب ورفع الأسعار والابتعاد عن الإغراق بأحلام وردية تغازل عقولهم كاكتشاف النفط والغاز واليورانيوم والصخر الزيتيّ والكنوز و الدفائن الذهبية والمعدنية. فعليكم التفكير فقط بكيف مواجهة داعش وأخواتها؟ وكيف إيقاف أطماع النواب المادية وتفاهمات المعلمين الآنية؟.

ما دام أن الدّستور الأردني يجيز للدولة الاحتفاظ بالكنوز المكتشفة داخل حدود الدولة وأنها حق لميزانية الدولة، لما التردد من الإجابة عن ما يتناقله المواطنين ووسائل الإعلام عن كنوز يتم استخراجها بدون مكاشفة المواطن بها وإقناعه بالصورة من مكان الحدث.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات