من نفط اسكتلندا وحتى نفط تكساس


إسكتلندا ستبقى مع المملكة المتحدة . هذه هي نتيجة الإستفتاء وإن جاءت بفارق ضئيل . ومع ذلك , فإن التحديات أمام بريطانيا لا تزال كبيرة . وعليها , منح المزيد من الحكم الذاتي كما وعدت للإسكتلنديين . وإلا فإن الإنفصاليين سيلجأون لحلول أخرى . وسيندم الذين صوّتوا لصالح البقاء . وحال البدء بتطبيق المزيد من الصلاحيات لاسكتلندا ستأتي تداعيات ذلك على بريطانيا اللندنية وعلى مقاطعة ويلز وأيضاً إيرلندا الشمالية . ولكل مما سبق مخاطره .

أعادني التصويت الذي جرى في الإستفتاء لنداءٍ أطلقه فنان إيطالي عام 1992 دعا فيه أوروبا كي تتوحد وجسّد ندائه في أغنية شاعت وقتئذٍ لتدل على أن النزعة الإنفصالية هي التي باتت تسود الوسط الأوروبي كله .
لكن ما جرى في اسكتلندا يؤكد لنا أن أوروبا فعلياً هي قارة عجوز . ولولا أن الشأن الأمني والعسكري بيد لندن لكانت النتيجة لصالح الإنفصاليين حتماً , فالفارق الضئيل ما جاء إلا بفعل التهديدات والتحذيرات المحلية والأوروبية والأمريكية .

أسئلة طواها التصويت

كنا نتمنى أن تأتي عملية الإقتراع لصالح الإنفصال لتعجيل نشوب الحروب في القارة الأوروبية وبالتالي بين ولايات أمريكا نفسها . فسقوط اليورو يعني سقوط الدولار وتفكيك أوروبا يعني تفكيك ولايات أمريكا .
ولكن طيّ بعض الأسئلة يعني تأجيل الحروب الأهلية في القارة العجوز لمدة قادمة مثل الجنسية للمواطن الإسكتلندي , ألبلد الجديد هل سيكون ملكياً أم جمهورياً , ألعملة الجديدة , تقسيم الورثة , الإتحاد الأوروبي , نفط البحر الأحمر , ألناتو وغيرها .

أسئلة بقيت مشرعة

وقع الطلاق . فإذا ما أخذنا بعين الإعتبار أن هناك نسبة ما وليست بالقليلة صوّتت لصالح البقاء إنما للحصول على نفوذ أكبر لهم يقيهم شرور ما بعد الإنفصال فإن الطلاق أصبح واقعاً . ولا غرابة أن يبدأ الآخرون بطلب الإنفصال عشيّة منح مزيد من الصلاحيات للإسكتلنديين أنفسهم الذين سينتقمون لظلمهم السابق . عدا عن نسبة 8 أو ال 9% الذين وقفوا محايدين في عملية الإقتراع .

مفاوضات طويلة

لا شك بأن رئيس الوزراء البريطاني يعي حقيقة مفادها أنه فقد مملكته الدستورية . وهذا هو معنى ما قدمه من وعد للإسكتلنديين بمنحهم المزيد من الصلاحيات إن قرروا البقاء . وهذا ما تمّ إلا ليتمّم لهم رغباتهم في صلاحيات أكبر من ذي قبل . ولكن المماطلة هي سمة صاحب النفوذ التي عهدناها في جميع الأزمنة والأمكنة . وإذن , فلكل حادث حديث .

إنفصاليو أوروبا ومستقبل الأحداث

أربعون قومية ومقاطعة تطالب بالإنفصال . مثل الباسك وكاتالونيا وفيتو والجمهورية الصربية وشمال قبرص وإلخ . فهل ستنفصل على غرار شبه جزية القرم والشرق الأوكراني أي بفعل حروب أهلية ؟ أم بفعل تصويت ؟ وللإجابة على هذا السؤال يسلس لنا الحديث عن الحروب لأنها تساعد الإنفصاليين على مواجهة المستعمر المتنفذ لشعوب أذهبت الخمر عقولهم .

دانييل ميلير يسعى لفصل تكساس

يترقب دانييل ميلير زعيم الحركة الوطنية في ولاية تكساس ما سيحدث لمستقبل الإنفصاليين الأوروبيين . فذلك سيساعده على شقّ بلده ( 27 ) مليون نسمة عن أقذر إمبراطورية في العالم . وتكساس طال انتظارها للإنفصال منذ تسعينيات القرن الماضي ولكنني لا أملك من العدة والعتاد ما يساعدها على رغبتها للأسف .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات