جراسا -

خاص- لا يكاد يخلو يوم من أيامنا دون أن نسمع عن قصة تقشعر لها الأبدان وتدمع لأجلها الأعين, فهذه الحاجة " د.ب " - 53 عاما- تروي قصتها المأساوية لـ"جراسا" علها تجد منصتا لها بعد أن أغلقت الأبواب في وجهها لأجل 15 قرشا , نعم عزيزي القارئ 15 قرشا .

الحاجة " د.ب " تستهل سرد معاناتها بالترحم على زوجها الذي وافته المنية قبل أكثر من 10 أعوام تاركا خلفه عائلة جارت عليها الأيام وأثقلت كاهلها الديون.

بداية القصة المأساوية والتي لم تعد الحاجة تطيق تحملها كانت قبل 3 أشهر حينما أصيب أبنها "محمد.س" -21 عاما- بجلطة في منطقة الدماغ زادت من مرارة معانته التي لازمته لأعوام مضت اذ أنه يعاني من ضعف في عضلة القلب وعجز وصلت نسبته 75% في عينيه وفق ما أكدته التقارير الطبية .

تستكمل الحاجة رواية تفاصيل معانتها وتلتقط أنفاسها من حين الى آخر محاولة استرجاع شيء من القوة التي أصبحت حبيسة الماضي, وتقول بأن أحد المستشفيات الحكومية رفض أن يستقبل ابنها بعد أن عجزت عن تسديد الفاتورة التي طلبها المستشفى حيث تبقى للمبلغ المطلوب 15 قرشا!!.

ولك أن تتخيل ايها القارئ مشهد الأم وهي تشد زمام العودة لمنزل اقتصر على غرفة نوم وأخرى, حاملة فلذة كبدها الذي أغلقت في وجهه أبواب القدر لـ15 قرشا, قبل أن ينجدها أحد أبناء المخيم والذي رافقها للمستشفى بعد أن نفذ ما في جيبه هو الآخر ليستدين من صديق له عثر عليه بالصدفة في أروقة المستشفى 15 قرشا ليدخل بعدها محمد غرفة العناية المركزة ليومين ويخرج بعدها ليكمل العلاج على سرير ليس بمؤهل لاحتضان مريض وصفت حالته الصحية بالخطيرة.

وتضيف الحاجة أن ابنها بحاجة لـ"ابرة" كل أسبوع تصل تكلفة الواحدة لـ85 دينارا, وهذا ما لا تقدر عليه حتى وان عرضت مقتنيات مسكنها للبيع, وهذا ما بدأت به بالفعل اذ حاولت بيع اسطوانة الغاز لتوفير جزء من تكلفة ابرة قد تبقي على آمال العائلة المنكوبة بالعيش كغيرها.

ليست هذه هي النهاية عزيزي القارئ بل القادم أعظم, حيث أكدت الحاجة أن أخاها صاحب الـ47 عاما والذي يعاني من اعاقة خلقية توقف عمر عقله لأجلها عند 7 أعوام, يشاطرها العيش في مسكنها ما يزيد من الآلام التي ضيقت الخناق على حياتها.

من جانبها قالت " ه.س" -32عاما- شقيقة محمد, أنها لا تستطيع العمل وتوفير المال للمساهمة في علاج أخيها لارتباطها بالقيام بمهام المربية في ظل كبر سن والدتها واعاقة خالها ومعاناة شقيقها.

وتضيف "ه.س", أن الديون بدأت تتراكم اذ ان فواتير المياه والكهرباء لم يعد بمقدورهم سدادها, ناهيك عن الديون التي أجبروا على الخضوع لها لعلاج شقيقها, مشيرة الى أن عائلة محمد استطاعت أن تحصل على اعفاء من الديوان الملكي لعلاج محمد في مستشفى الأمير حمزة الا أنها لا تستطيع الوصول للمستشفى واكمال الاجراءات اللازمة لبدء العلاج لعدم توفر ما يلزم للوصول اليه عبر المواصلات.

وعبر "جراسا", نناشد أهل الخير وهم كثر ونتيح لقرائنا التواصل مع الحالة الانسانية وتقديم ما من شأنه ان يساهم في تخفيض الأعباء التي رافقتها .