ايها الاعلام لا ادافع عن احد


هل غدى الاعلام شخصنه ومكاسب ومنافع واستجداء ومناخا طيبا للاشاعه والاتهاميه وهل حقا بدا حبل المشنقه يلتف حول جسم الصحافة يخنقها بقسوة و ولا بواكي لها بعد ان تخلى عنها من اوكلت لهم مهمه حمايتها والدفاع عن اسوارها فغدت اسوارها مهدمه تبيح لكل من اراد ان يعتليها ممارسةدوره الذي يريد وبعد ان عجز الاعلام عن ان يقوم بترتيب بيته واداء الدور الذي كان لاجله بالشكل الذي يخدم منتسبيه والوطن واهله وقضاياهما .

ولم يتطور اعلامنا او يتقدم ليكون كفؤا لحمل تلك الرساله حتى اصبحت شخصنه واستثمار واستغلال وابتزاز واصبحت سهام الاتهامية والتشكيك تتناثر هنا وهناك على رجالات هذا البلد ومؤسساته الوطنية ورموزه من كنانات مليئة بالحقد ومسيسة للنخاع اما لاجندات خاصة اومنافع اومكاسب او لجهل بقصد او عن غير قصد ولم يكن الكثير من رجال الاعلام الذين تعهدوا بحمايتها يجرؤ على ان يقف بوجه هذه الظواهر او تلك حتى بدات جسور الثقة والمصداقية تتهاوى يوما بعد يوم على مراى ومسمع من الجميع .

وفقدنا البوصله وتهنا واصبحنا نتلمس الطريق وجدراننا انهدت ولم تعد قادرة على ايوائنا والرياح تتقاذفنا منكل صوب ولا ندري المسير .

وهل هذا هو الاعلام الذي وصلنا اليه هذا هو الإعلام المهني الحر المستقل كما كنا نراه ونرى ان دوره كركيزة أساسية في مسيرة التنمية الوطنية. وكنا نامل من الساهرين عليه إجراء التعديلات التشريعية اللازمة وتبني السياسات الكفيلة بإيجاد البيئة المناسبة لتطور صناعة الإعلام المحترف وضمان حق العضو في عيشة مرضية واحترام لشخصه .

وبعد ان اصبح اعلامنا اسوارا اعتلاها الكثير من الدخلاء الذين فتحوا بجدار الصحافة ثغرات بل انفاق سهله الاقتحام نحو مهنتنا المقدسة التي ارادها القائد والوطن واصبح التسهيل مهمه المتربصين بها البعض يرى فيها مناصب ومكاسب ومنافع وهو لايعرف من الصحافة الا الاسم وتحت عنوان بفلوسي او بموقعي او نزل كالقدر على الموقع مما جعل لزاما عليناكرجال مهنه عشناها وضحينا من اجلها ودفعنا من حبات العرق والجهد والوقت فكنا بحق فرسانها ان نحصنها ولكن فات الاوان .

ونجح الدخلاء على المهنه باعتلاء الاسوار وانهالوا عليها بالمعاول بعد ان لم تستطع نقابتنا ان تحصن اسوارها من هؤلاء الدخلاء وبعد ان عجزت عن ترتيب البيت واجتثاث الدخلاء وفتحت لهم ابواب القلعه على مصراعيها تقول تعالوا تعالوا فكان الكم وليس النوع ونفذت تلك الجموع نحو الصحف والمواقع بفلوسه او معارفه واستطاعت ان تحل على دور الصحف وتحتل مكاتب واسماء وصفات ليست لها حق بها البعض منهم يجهل كتابه اسمه او صياغة جمله مفيدة فاستاجر اقلاما وسخر اخرى خدمه ماربه والبعض راى انه شاعر ولم يقل خلال عمره الا بيت شعر وجر على الربابة و باتت تلك الجموع تسيطر علي الاعلام نتيجه لظرف اوحال اوسبب ما، ومر اعلامنا بشتى وسائله بطفرة كبيرة بالكم لابالنوع تلك الطفرة التي حقّقها الإعلام الاردني خاصة خلال السنوات القليلة الماضية؛ إذ تزايدت أعداد الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية والقنوات التلفازيّة والإذاعات وغدت فرص عمل لمن لم يجد فرصة وراتبا مضمونا ووضعا لايحلم به .هذا التطور الكمّي لم يرافقه تطوّر كيفي أو نوعي كما نتطلع جميعاً إليه، وذلك لعدة أسباب في مقدمتها الموقف السلبي من نقابتنا وعدممتابعتها وتصنيف قوائمها والووف امام التحديات المتوقعه وتخليها عن اعضائها .

وكذلك ضعف إمكانات كثير من العاملين في الحقل الإعلامي وهو الضعف الذي يدركه بجلاء كثير منا فضلاً عن المختصين والنخب الثقافية والفكرية. و على الرغم من التزايد الكبير في أعداد وسائل الإعلام والإعلاميين فإن المتميزين منهم ما زالوا قلة يمكن حصرها بسهولة والبعض قرف المهنه فتنحى ليجلس على كراسي الاحتياط ناظرا من بعيد الى مايجري منتظرا لحظة الخلاص. والمؤسسات الاعلامية .

طالما نادينا بصحافة حيادية ملتزمه علمية موضوعية واقعيه تعتمد الرقم والخبر الصادق البعيد عن التجريح والتهويش والمبالغة.وعدم السماح للمندسين ان يهدموا البنياتنن الذي بنته اياد مؤمنه بالمهنه وقدسيتها
نعم كلنا يعرف ان أصناف الإعلاميين الموجودين في الساحة الآن الإعلامي الحرفي، وهو الذي يمارس العمل الإعلامي بأسلوب وظيفي روتيني، مثلما يمارس أي موظف مهما كانت وظيفته، دون رغبة أو قدرة على الإبداع والتميز،هذا الحرفي لا يعي أن للإعلام رسالة، وما أكثر هؤلاء الحرفيين في وسائل إعلامنا! يؤكد ذلك كثير من المواد التي تُنشر في الصحف أو تُبث في التلفاز والإذاعة.
والصنف الثاني هو الإعلامي التبعي.

وهذا النوع من الإعلاميين يجمع بين المهنية وضبابية الرؤية، أو مسلوب الهوية أحياناً أخرى، هذا الغثّ الإعلامي هو الذي يسيّر كثيراً من مؤسسات الإعلام العربي، وأتباعه هم الذين ابتليت بهم الأمة، وفتحوا عليها منافذ للشر في وقت هي أحوج ما تكون إلى الثبات على المبدأ والمحافظة على الهوية، وصيانة المحددات القيميّة للمجتمع في مواجهة التغريب الإعلامي الذي تتعرض له مجتمعاتنا
أما الصنف الثالث فهو الإعلامي المهني , الذي يعي أن الإعلام مهنة ذات رسالة، يمنحه هذا الوعي رؤية واضحة، وقدرة دائمة على تطوير ذاته وتنمية إمكاناته .

نعم إن إحساس هذا الإعلامي المهني برسالته ووعيه بها، هو ما يدفعه طواعية لامتلاك كل ما من شأنه الارتقاء بمهنيّته، وبالتالي قدرته على أداء رسالته، فهو مشغول بتثقيف نفسه، مهموم بواقع أمته، متألم لقضاياها الناجزة، وهذا هو الإعلامي الذي نريد ونحتاج.

كنا نريد اعلاما يعمل على إبراز الإيجابيات كما هي السلبيات ولكن بحجمها الطبيعي دون المبالغة وأن تبرز الأخطاء بروح الود والنصيحة وليس بحالة التشفي، إذا كانت هناك سقطة من مواطن غريبة او حادثة مارقة على المجتمع ليس من الضروري أن نبرزها، والخطأ يحدث في كل مجتمع وأنه لولا الذنوب ما وجدت المغفرة

الكل يعلم ويدرك أهمية الإعلام كشريك دائم للوطن وجميع شرائحه وفئاته وسلطاته القضائية والتنفيذية والتنظيمية، وهي تتفق تماماً مع ما جاء في الدستور بأن (تلتزم وسائل الإعلام والنشر وجميع وسائل التعبير بالكلمة الطيبة وبأنظمة الدولة.. وتسهم في تثقيف الأمة ودعم وحدتها ويحظر ما يؤدي إلى الفتنة أو الانقسام أو يمس بأمن الدولة وعلاقتها العامة أو يسيء إلى كرامة الإنسان وحقوقه .والتزام المنتسبين للمهنه بالانظمه والقوانين وما جاء في نظام المطبوعات والنشر الذي أكد على (أن يكون من أهداف المطبوعات والنشر الدعوة إلى الموضوعية والصدق ومكارم الأخلاق والإرشاد إلى كل ما فيه الخير والصلاح ونشر الثقافة والمعرفة)، وما جاء في نظام المؤسسات الصحفية الذي أكد على أن (المؤسسة منشأة خاصة هدفها إصدار مطبوعات دورية يكون رائدها خدمة المجتمع بنشر الثقافة والمعرفة ملتزمة الصدق والموضوعية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات