الملك .. يتدخل لدرء الظلم وإبعاده


لقد كان لحكمة جلالة الملك وموقفه من قرار التقاعد المدني ، لمن يوصفون بكبار رجال الدولة ، الكثير في نفوس الأردنيين الذين اعتبروا رده بمثابة نزع فتيل لأزمة أوشكت على الاندلاع .....

إن مواقف جلالته التي تحق الحق وتظهره دائما ، في أحلك الظروف وأصعبها من باب أمانة المسؤولية والاهتمام المطلق بأبنائه الأردنيين ، ضمن أقصى الإمكانات المتاحة وأفضلها ، وما تتيحه الظروف للدولة ، مراعيا جلالته أحوال الفقراء والمعوزين الذين باتوا هما وطنيا بامتياز خصوصا إذا ما علمنا ازدياد تلك الفئة بشكل ملحوظ ومقلق وما تحتمله من أعباء مادية ومالية تكاد أن تحرف بوصلتها الوطنية وانتماؤها...! بسبب سوء السياسات الاقتصادية التي تنتهجها الحكومات المتعاقبة بشكل عام ، والحالية على وجه الخصوص ، بموافقة ورضا مجلس الأمة بشقيه ، الذي اثبت تميزه بصناعة الأزمات وتأجيجها ...!!

إن ما أقدم عليه الملك منذ بدايات تسلمه راية الحكم ، مواقفه الواضحة من الفساد وعدائه المعلن له ، كنهج وسياسة حتى لمن باتوا يشكلون جزئية بسيطة منه مهما بلغ شأنهم وعلت مكانتهم ... أخذا على نفسه العهد ، برفع لواء مكافحة الفساد ... حفاظا على الوطن وحقوق ناسه ومواطنيه من الضياع

هذا مع علم الأردنيين ، بأن الفساد جذوره ضاربة في الأرض وأغصانه شاهقة في السماء ، لا بل هو مؤسسة عاتية تديرها رموز محصنة لا يمكن استئصالها او إنهائها ببساطة أو بجهد شخصي منفرد او بإمكانيات أمنية مؤمنة بواجبها الوطني ، او بهيئة مستقلة تُعنى بالفساد وصانعيه ، كما نحن عليه الآن ... !!

إن ما يمكن فعله لإنهاء الفساد يحتاج لجهد جماعي وحس وطني خالص للحد من تلك الآفة، ليتم الوقوف في وجه الفساد وأزلامه ، وليس إنهائه بشكل تام على ما يبدو ... وذلك بتضافر الجهود ومشاركتها

هذا ما أثبته جلالة الملك حين رد بل رفض قرار إقرار التقاعد المدني الأخير الذي جاء إقراره كصعقة للشعب الأردني المثقل بالهموم والآلام ... لشعوره وإيمانه المطلق بان ذلك التصرف ، وجه أخر للفساد وعنوان عريض له !!

وما اعلنه الأردنيون من رفض لقرار مجلس الأمة بشقيه جاء ليثبت حرص الشرفاء منهم على ما تبقى من الوطن الغائر في بطون الفاسدين ، خاليي الضمير الذين أرادوا القضاء عليه بالرغم من ما يعانيه من إنهاك وإرهاق ، بسبب تلك الفئة التي عملت لمصالحها الشخصية وأجنداتها الخاصة ، متناسية الوطن وما يعانيه من أزمات وهموم ....


باحثة عن إشباع رغباتها لتحقيق مكتسبات ذاتية .... من غير وعي او ضمير بطريقة كانت غاية في الفساد الممنهج والأنانية الواضحة ، غير أبهة بنتائج أعمالها.... حتى لو دُمر الوطن وانهارت أركانه ولحق بدول - الجحيم العربي - بسبب سوء أعمالها وتخبطها بصناعة القرار..!!

لذلك نأمل من صاحب القرار وراعيه الأول ، ان يشفع للوطن ويحميه ، من الفاسدين الذين اظهروا عدائهم التام للوطن وأثبتوا سوء أدائهم وفساد إدارتهم بكافة المقاييس ...

وأن ينهي مجلس كان ولا زال سببا واضحا في الأزمات ، على مدى وجوده طوال الفترة الماضية من عمره ... ولم يكن ليرتقي بالوطن للمستوى المطلوب او يجتهد ليعمل على تحقيق جزء بسيط من آمال وطموحات الشعب ...!!

ولم يعد يُعنى بالبحث عن الحلول وما يؤرق الوطن او المواطن ، بل يُعنى بمصالحه الذاتية والشخصية وأجنداته الخاصة فقط.



تعليقات القراء

رياض الياسوري
فعلا انهم فاسدون يعملون على تحقيق مصالحهم على حساب الوطن
شكرا مولاي صاحب الجلالة لقرارك بتوقيفهم عند حدهم
17-09-2014 02:41 PM
عبد الله برجس
النهاية لا بد منها
17-09-2014 03:15 PM
حزبي
مقاطعة الانتخابات في المراحل القادمة كونها لن ولم تفرز ما يطمح اليه المواطن من وجوه وطنية حقيقية
17-09-2014 03:21 PM
نهاية الوادي
سيدي للاسف اصبح الفساد صناعة المسؤولين عن القرار بامتياز وهم من يشرعه ويحقه وما نحن به بسبهم
17-09-2014 06:16 PM
ام محمد طبربور
يعني ليش ما يوقفو الي وافقو على التقاعد ويحطوهم بالسجن لانهم حراميه
18-09-2014 12:19 AM
سامر القاضي
بلد الله يكون بعون الملك على مسئولينها كلهم حراميه شوفو النواب بدهم يوكلونا عينك عينك
18-09-2014 12:21 AM
محمد العياصرة
يا رب انتقم من الظلمه
18-09-2014 12:23 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات