عبث وزارة التربية بالمراكز الريادية


جراسا -

1- على وجه اليقين لقد قامت الوزارة بإيقاف استقبال الطلاب في المراكز الريادية ثم أوصت المديريات بنقل المعلمين إلى المدارس.

2- الاحتمالات المتداولة بعد ذلك :

أ- يعود المعلمون إلى العمل الإضافي في المراكز الريادية في حال رغبوا، وهو أمر إن كان يحقق دخلًا إضافيًا إلا أنه سيسبب بجهد بدني واحتراق نفسي كبيرين.
ب- إغلاق المراكز الريادية نهائيا .

ج- إغلاق المراكز الريادية عمليا وابقاؤها اسميا لكون الوزارة تستفيد من المنح الدولية المقدمة للوزارة باسم رعاية الموهوبين .

المراكز الريادية:الغاية و الوسيلة، خطواتُ الإصلاح و حركةُ انتكاسة******

1- ليست الغاية من المراكز الريادية إنشاء طالب في السادسة عشرة قد كتب ديوان شعر أو مجموعة قصصية أو رواية أو مسرحية أو كتابًا في النقد ، وليست الغاية أن ينشئ الطالب نظرية فيزيائية جديدة أو أن يبتكر دواءً كيميائيًا جديدًا أو أن ينشئ معادلة رياضية لم يسبق إليها ،وليست الغاية أن يبدع خطًا جديدا من خطوط الكتابة العربية أو أن يقدم معرضا للوحاته الفنية. لو كانت تلك الغاية لوجب أن تنتج المراكز الريادية أكثر من ألف معرفة جديدة كل عام(أي معرفة جديدة لكل طالب)، ويقينًا أن هذا لا تنتجه عشرات الجامعات . إذًا ما الغاية ؟

2- إن الغاية من المراكز الريادية هي كسر النمط بإحداث بيئة معززة للطالب ، وأما إنتاج الإبداع فمسالة ذاتية تترك لقابل الأيام ، فإن من الأفكار ما يمر عليها عشرات الأعوام قبل أن تخرج في كتاب .

فما معنى كسر النمط والبيئة المعززة؟

إن الطالب بعد سنوات من عيشه في بيئته الصفية تتكون لديه صورة رتيبة من البيئة الصفية مما يجعل هذه البيئة ثابتة ، حيث يرى الطالب نفسه أنه هو المسيطر عليها ، ولا ينكسر هذا النمط إلا بطارئ يطرأ كأن يأتي طالب مجد إلى صفه أو أن ينتقل إلى مدرسة أخرى ، وعندئذ يتغير عالم الطالب إذ يشعر أنه يتعرض لمنافسة قد تكون شديدة . فالإبداع في أبسط تعريفاته هو حالة كسر النمط أو حالة مفارقة ( لما هو سائد). 

3- أما البيئة المعززة فهي بيئة موازية للبيئة الصفية فهو أي الطالب ستكون لديه فئتان من الطلاب للتعرف إليهما والتنافس معهما، وستكون عنده غرفتان غرفته الصفية وغرفته الريادية ومعلمان ومنهاجان. ومن ثَمَّ فليس الشأن هل يدرس الطالب منهاج صفه أو المنهاج التالي لصفه ، فأي مادة علمية ستكون هي المادة التي سيتنافس فيه الطلاب ، وهي المادة التي سيحاول كل منهم أن يثبت جدارته فيها .

4- إن من غايات المراكز الريادي إخراج الطالب من سطوة مواقع لتعارف الاجتماعي (فيسبوك مثلًا ) وتوجيههم إلى أهمية التعارف المباشر الذي يتحقق بين الطلبة القادمين من مدارس متعددة وتنبيههم إلى أن هذا التعارف قد يبقى هو الذكريات الأكثر رسوخا في ذاكرتهم وأنهم قد يحققوا صداقات من أقوى الصداقات .

5- ** تلك هي الغاية . فكيف كانت الوسيلة التي اتبعتها وزارة التربية لتحقيق غاية المركز الريادية ؟ قبل الحديث عن الوسيلة لا بد من تقرير حقيقتين :

أ- الأولى : : إن المراكز الريادية تحظى بدعم المؤسسات الدولية ، وإن كانت المراكز الريادية لا تعتمد في موازنتها على أي دعم من الوزارة بل تعتمد المراكز الريادية على القسط الفصلي الذي يدفعه الطالب وقدره (15) دينارًا.

ب- الثانية : إننا إذا افترضنا أن في كل شعبة متفوقين اثنين فقط (الأول والثاني) و أن عدد شعب الصف السابع \" للمثال\" (5000) شعبة إذًا لكان عدد المتفوقين في الصف السابع (10000) طالب ومثلهم من الثامن والتاسع والعاشر و الأول الثانوي( المراكز الريادية تقبل هذه الصفوف الخمسة فقط) ناهيك عن عدد الموهوبين من غير المتفوقين دراسيًا. اذًا فالفئة المستهدفة من المراكز الريادية تتجاوز عشرات الألوف . فكيف تعاملت الوزارة مع هذه الكتلة المتفوقة الضخمة ؟

لقد اكتفت الوزارة بأن اقتطعت أحد الأجنحة المدرسية في مدرسة ما وحولته إلى مركز ريادي ثم جلبت لهذه المراكز معلمين من الميدان ومنحت كل مركز باصًا سعة (20) راكبًا لنقل الطلاب.
6- *** لقد تحدثنا مرارًا في السنوات السابقة مع مديرية التربية(كما يقتضي التسلسل الإداري) بأن هذا لا يكفي ولا بد من القيام بخطوات جادة لخدمة المراكز الريادية ، فليس من العدالة أن نقتبس فكرة من العالم الأول ومدعومة من الهيئات الدولية ثم نديرها بطريقة العالم الثالث.

إن من الخطوات اللازمة لتفعيل غاية المراكز الريادية ما يأتي :

أ- بناء أبنية خاصة بالمراكز الريادية مجهزة بما تحتاجه من مرافق خدمة للطلاب و للابتعاد عن التنازع مع إدارة المدرسة الصباحية إذ لا يخلو العام الدراسي من هذه المنازعات.

ب -منح الطلاب تفوق علمي على غرار التفوق الرياضي والتفوق الفني على أن يخضع منح هذا التفوق لامتحان مستوى على نطاق المديرية التي ينتمي إليها المركز الريادي.

ج - توفير وجبة غداء مناسبة للطلاب فهم يأتون بعد دوامهم المدرسي وهو ما يجعل بعضهم في حالة من الجهد البدني .

د - تقديم الحوافز للطلاب كالهدايا الشهرية والأسبوعية عوضًا عن حافز العلامات فالمراكز الريادية لا تمنح أي علامات للطلاب كما هو الحال بالمدارس ،علمًا أننا كنا نقدم هذه الحوافز من المال الخاص باسم المركز الريادي ،وعندما راجعنا المحاسب بخصوص إمكانية توفير هذه الهدايا من ميزانية المركز أفاد بأن هذا غير منصوص عليه في تعليمات المراكز الريادية.

ه - توفير المواصلات الكافية ، فكل مركز ريادي له باص واحد وهذا لا يكفي ، إذا علمنا أن الفئة المستهدفة في كل مديرية تزيد على بعض مئات من الطلاب بل قد تزيد على ألف طالب في بعض المديريات,

7- وكانت الحركة الأخيرة من وزارة التربية حركة انتكاسة بعيدة عن مطالبات المراكز الريادية بخطوات الإصلاح ، لقد قامت الوزارة بإيقاف استقبال الطلاب في المراكز الريادية



تعليقات القراء

abdel razeq
لا مكان للموهبة والتفوق في وزارة التربية والتعليم الأردنية.... وعلى مدى السنوات الماضية والوزارة تناكف المراكز وتناصبعا العداء
16-09-2014 03:59 PM
علي نصيرات
بالفعل كلام حلو مركز ريادي عين الباشا غدا سيتم نقل المعلمين هذا الوزير عمل شغلات حلوة ولكن خربها بتسكير المدراكز اكبر خطا يوجد حلول وكلهن 22 مركز شو هالميزانية منك لله يا وزير
16-09-2014 11:10 PM
مواطن غيوررررر
المركز الريادي مركز ابداع وتميز وبناء قادة المستقبل يا ذنيبات ولا بدك جيل راسب خمس مرات بالتوجيهي
20-09-2014 12:17 AM
محروس
المشكلة الموضوع مش عند وزير التربية الموضوع عند مدراء الادارات في الوزاره
21-09-2014 08:04 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات