بعد حذف "العجلوني" .. التربية تشطب فلسطين" وتستبدلها بـ"اسرائيل"


جراسا -

أثار إقدام الحكومة الأردنية على تعديل مناهج دراسية قبل أيام جدلا كبيرا داخل الأوساط السياسية والتربوية والشعبية، كما أثار اتهامات بالرضوخ لضغوط أميركية، لا سيما أن التعديل -الذي لم يعلن عنه بشكل رسمي- تضمن شطب وحدات كاملة كانت تتحدث عن سيرة أحد الضباط الأردنيين قضى جراء قصف إسرائيلي جوي عام 1967.

وتضمن التعديل -الذي خلّف ضجة عارمة اليوم الأحد في أروقة البرلمان- شطب الوحدات المتعلقة بالشهيد الطيار فراس العجلوني من منهاج اللغة العربية للمراحل الابتدائية.

والعجلوني هو أحد أهم قادة الجيش الأردني الذين يكنّ لهم الأردنيون مشاعر نبيلة لسجله الحافل بالمعارك ضد إسرائيل، إذ يُحسب له أنه كان أول ضابط عربي يسجل اختراقا للأجواء الإسرائيلية، ويدمر بطائرته العديد من طائرات الجيش الإسرائيلي.
محو فلسطين

ولم يقتصر التعديل على هذا ولكنه طال المنهاج الرديف (دليل المعلم) الذي يوزع على المعلمين، حيث اشتكى عدد من هؤلاء المعلمين للجزيرة نت من شطب كلمة فلسطين من بعض الخرائط التوضيحية بمادة الجغرافيا للصفوف الإعدادية، واستبدالها بكلمة إسرائيل.

وشهدت الكتب المدرسية الأردنية تعديلات عديدة طيلة السنوات الماضية، وواجهت هذه التعديلات اعتراضات كثيرة من قبل كيانات سياسية وشعبية.

واشتملت التعديلات السابقة إدخال مفاهيم السلام والإرهاب، وإفراد صفحات عديدة في مساقات مختلفة عن نبذ العنف.
وهناك اتفاقية سلام بين الأردن وإسرائيل منذ عام 1994، لكنها تتعرض لرفض شعبي واسع.

وتزامنت التعديلات الأخيرة مع تعميم جديد وزعته وزارة التربية على مديري المدارس، يحدد الخطوات الواجب اتباعها خلال الطابور الصباحي "لتحقيق هدف زيادة الانتماء للوطن".

وتضمن التعميم -الذي اطلعت عليه الجزيرة نت- أداء السلام الملكي بشكل جماعي وبصوت مرتفع يعبر عن قيم الولاء، وأداء الأناشيد التي تتغنى بالوطن و قيادته الملهمة، وأداء الإذاعة المدرسية بحيث تكون الكلمات هادفة وتعزز قيم "الولاء و الانتماء"، والتطرق إلى إنجازات الهاشميين عامة والملك عبد الله الثاني خاصة".

وقال نقيب المعلمين الأردنيين حسام مشة للجزيرة نت إن "الجهات المسؤولة عن التعديلات قدمت تبريرات واهية، من خلال التذرع بأنها تهدف إلى تقديم نماذج جديدة".

وأضاف "مهما كان الهدف، هناك موضوعات ومبادئ تؤكد الحس الوطني والقومي يجب أن لا يطرأ عليها أي تغيير".
إملاءات

وأشار مشة إلى وجود ضغوط خارجية يتعرض لها الأردن لتغيير مناهجه، قائلا "لا زلنا نذكر جيدا المناهج السابقة التي كانت تركز على القضية الفلسطينية والأخطار الناجمة عن العدو الصهيوني، مضيفا "للأسف لم نعد نرى هذه الموضوعات في مناهجنا التي تخضع اليوم لإملاءات الغير".

ولفت إلى "أن النقابة لم تستشر بالتعديلات"، وأن قانونها "يمنعها المشاركة في رسم السياسات التعليمية وصياغة المناهج".

من جانبها، قالت النائبة البرلمانية هند الفايز للجزيرة نت إن "عددا من أعضاء البرلمان شكلوا اليوم بالتعاون مع لجنة النزاهة والشفافية النيابية لجنة مستقلة، للتحقق من الأسباب التي دفعت الوزارة لإجراء التعديلات التي طرأت وتطرأ على المناهج، خصوصا تلك المتعلقة بحذف كلمة فلسطين واستبدالها بإسرائيل".

وتابعت "هناك تعديلات مقلقة تستهدف مناهج طلابنا، ولا بد من تحرك فعلي لإنقاذ مستقبلهم".

واستطردت الفايز قائلة من المؤكد أن هناك "ضغوطا خارجية تستهدف مدارسنا، وأنا على يقين أن ثمة تعديلات أخرى جرت دون أن نعلم بها".
تغييرات هائلة

الكاتب في جريدة الدستور الأردنية ماهر أبو طير قال إن "تغييرات هائلة جرت بنعومة على المناهج الدراسية خلال العقدين الماضيين لا سيما بعد اتفاقية السلام مع إسرائيل، في سياق التوافق مع طلبات دولية".

وأكد أن على وزارة التربية "الكشف بصراحة عن سر التعديلات الأخيرة، ومن الذي يتولى مراجعتها، وما المعايير المعلنة لهذه المراجعات".

لكن مصدرا مسؤولا في وزارة التربية نفى تعرض المملكة لضغوط أميركية لتعديل مناهجها، رافضا التعليق على استبدال كلمة فلسطين بإسرائيل.

وقالت مديرة إدارة المناهج والكتب المدرسية في الوزارة وفاء العبداللات إن "الوحدات المحذوفة لم تحذف لوحدها أو لذاتها من منهاج اللغة العربية، وإنما تم استبدال الكتب المدرسية بشكل كامل للصفوف الثلاثة الأولى".

وأعربت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا" عن تخوفها من أن يكون التعديل الأخير "ثمرة تعاون بين الحكومة والوكالة الأميركية للإنماء".

وذكّرت الحملة بالاتفاقية التي وقعت في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي بين وزارة التربية والوكالة الأميركية، للحصول على منحة تمويل لتطوير التعليم للسنوات الخمس المقبلة، بقيمة إجمالية بلغت 235 مليون دولار أميركي.

وطالبت الحملة الوزارة بإنجاز دراسة علمية للمنهاج الدراسي الجديد للصفوف الدراسية الأولى (الأول والثاني والثالث أساسي)، لمعرفة "مدى ملاءمتها للمفاهيم الوطنية التي تستند عليها السياسة التربوية الأردنية منذ عقود، والعمل على سد أي ثغرات".

نقلاً عن "الجزيرة نت"



تعليقات القراء

ام ادم اردوغان
والله بكير تا عرفتوا ...

ما احنا من زمان واحنا بنحكي ...
15-09-2014 11:03 AM
121
"الذي خلّف ضجة عارمة اليوم الأحد في أروقة البرلمان".
متاكد من هالجمله؟؟
15-09-2014 11:35 AM
مؤمنة
لم عد اومن بالبرلمان بعد ان صوت لنفسةباعطاء النواب راتب تقاعد--اما عن شطب اسم فلسطين فلا حول ولا قوة الابالله .....
15-09-2014 11:37 AM
ام ادم اردوغان
وازيدكوا من الشعر بيتوصلنا كتاب رسمي عن فعاليات الطابور الصباحي ولا يحتوي على قراءة الفاتحه ولا الحديث الشريف ....

شعار الحكومة ..معا نحواردن خال من مظاهر الاسلام
رد بواسطة فارس الأحمد
الله اكبر على ظالم
لا حول ولا قوة إلا بالله
حسبنا الله ونعم الوكيل
15-09-2014 11:43 AM
سبحان الله
لو شو ما كان وشو ما صار لن ننسى أن لنا وطن اسمه فلسطين فهو في قلوبنا ولن ننسى الأقصى وسوف نثقف هذا الجيل واللي بعده حول الإسلام والأقصى وفلسطين. "والله متم نوره"
15-09-2014 11:43 AM
الله اكبر الله اكبر يا وطن
مهما فعلوا ومهما حذفوا ومهما اضافوا ستبقى فلسطين في القلوب وهل يستطيعون حذفها من القران الكريم عندما قال الله تعالى (سبحان الذي اسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله ). فمهما اشتدت الظلام فلا بد من شروق الشمس
15-09-2014 12:00 PM
مواطنة
معقول يا ناس؟؟ استبدلوا فلسطين بإسرائيل في المناهج، وربنا يستر......
15-09-2014 12:03 PM
اجت على هاي
هم الطلاب ليش بدرسوا اشي من الكتب ولا بعرفوا اشي عن المواد لان كل معلم بعطيهم ورقة ملخصة عن كل درس ولا بفتحوا كتب ولا بدرسوا اشي من الكتب بس بندفع ثمنها عالفاضي كله ورق ودوسبهات وبحكوا ليش التعليم صاير هيك راحت موضة حل الواجبات وتصليح الدفاتر والتركيز على الخط قال حرام الاهالي بزعلوا اذا الطالب تعب ودؤس كتير عليهم الكتب صعبة على حد قول المعلمين اه واخ على هالتعليم العجيب الاستاذ بحل وبكتب عاللوح والطلاب بكتبوا وبعدين الي مجنني لليش بصوروا الدروس وبعطوها للطلاب يحفظوها ملخصة وتسطير بعض الاسطر وترك الباقي وخذ احفظ الورقة زي ما هي بس الاسئلة والاجوبة والله العظيم هذا الي عم بصبر
15-09-2014 12:22 PM
ابو ثائر
منذ 1435سنه وقبلها ب600سنه وقبلها بألالاف السنين اى منذ عصر الرسول محمد
عليه الصلاة والسلام الى عصر سيدناعيسى
عليه السلام الى عصر سيدنا موسى عليه السلام واليهود ناكثو عهدوكاذبين ومحتلين
غاصبين وقتله مجرمين
15-09-2014 01:07 PM
ا.د. محمود الكوفحي
على النقابة مسؤولية تاريخية تجاه الاجيال...

ماهو موقف نقابة المعلمين من التعديلات على المناهج التي تمسح كلمة فلسطين وتستبدلها بكلمة اسرائيل... والتي تحذف من كتب اللغة العربية والتاريخ كل مايتعلق ببطولات ابناء جيشنا الذين ضحوا بحياتهم من اجل فلسطين؟؟؟...
اعتقد انه على النقابة ان ترفض المناهج الجديدة المشوهة وتصر على استخدام المناهج السابقة... عليهم ان يتحركوا ليس فقط من اجل حقوقهم المالية... بل ايضا من اجل شرف المهنة التي ارتضوها لانفسهم كمعلمين ومربين لابنائنا الذين هم املنا بمستقبل مشرق....
15-09-2014 01:08 PM
فلسطينية وأفتخر
أنا مع الدكتور الكوفحي والله حرام مش بكفي أهل فلسطين عم بموتوا عشان يدافعوا عن أرضهم ووطنهم وعرضهم واسمهم كمان بدهم يلغو الكلمة الوحيدة غلي بتمثل جنسيتهم ....
15-09-2014 02:18 PM
وجدي العقرباوي
انا برأيي يلغو الكتب بالمرة مش ضايل غير هيك
15-09-2014 03:16 PM
ابو خليل
لعنة الله على اليهود..... كان يهود ولا عرب يهود
15-09-2014 03:52 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات