أراضي البطريركية اللاتينية تُصيب فلسطينيي غور الأردن في مقتل


جراسا -

سلم جيش الاحتلال الإسرائيلي إخطارات بهدم أربع برك ماء، أخيراً، شيّدها مجلس المالح والمضارب البدوية في منطقة عين الحلوة في غور الأردن، بدعم من الاتحاد الأوروبي، لسقي أغنام الرعاة الفلسطينيين الذين يعيشون هناك داخل خرب بدائية وخيام متناثرة في أكثر بقعة انخفاضاً بالعالم.

والبرك التي أزعجت الاحتلال، هي عبارة عن أربعة جدران استنادية من الحجر والطين، طولها لا يتعدى ثلاثة أمتار بارتفاع مترين، بنيت لتجميع مياه ينابيع طبيعية شحيحة، كانت تسيل من منحدرات الجبال، وتضيع سدى في مجاريها، قبل أن يفكر الرعاة باستغلالها لسقي مواشيهم منها.

ويقول مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس، معتز بشارات،إنه"عندما تشاهد البرك المهددة بالهدم، لن تصدق، سوف تضحك. كيف أشرح لك بساطة الناس هنا وبساطة مشاريعهم المائية المحرمة، ليس هناك مشكلة لدى الاحتلال في أن تتبخر المياه الشحيحة الجارية في الأخاديد، مشكلته أن تشرب مواشينا منها بأي طريقة، مشكلته أن يغسل راعي فلسطيني يديه ويمسح ووجهه بالماء".

وتشير دراسات زراعية إلى أن النعجة الحامل أو الوالدة تستهلك ما بين 5 إلى 7 لترات من الماء يومياً، في حين تستهلك غير الحوامل من 3 إلى 5 لترات يومياً، أما المواطن الفلسطيني في الأغوار فيستهلك 47 لتراً من الماء يومياً، في مقابل 485 لتراً للمستوطن.

ويوضح بشارات أنه "لم نستطع رفع قضية في المحاكم الإسرائيلية للحيلولة دون هدم البرك الصغيرة، لأن بركتين منها تقعان في أراضي البطريركية اللاتينية، التي رفضت كعادتها مساعدتنا بأي ورقة تخولنا بالدفاع عن البرك أمام المحاكم".

وتمتلك البطريركية اللاتينية 21 ألف دونم من الأراضي التي تمتد من قرية العقبة إلى عين الحلوة في غور الأردن، وفيها خمسة تجمعات سكانية فلسطينية، تضم ما يقارب 120 عائلة من الرعاة والمزارعين. أما الغور كله فيشكل ما نسبته 30 في المائة من مساحة الضفة الغربية، 95 في المائة من أراضيه تقع تحت التصنيف "ج" حسب اتفاقية أوسلو، وهي المناطق التي لا تخضع للسلطة الفلسطينية.

يضيف بشارات: "جاء بابا البطريركية اللاتينية في القدس إلى هنا، قلنا له نحن هنا على الأرض، نحن نحميها لكم، الخيمة المنصوبة تبعد المستوطنين عن المنطقة، ساعدونا في البقاء، لكنهم رفضوا منحنا عقد إيجار بالأرض المقام عليها البرك، لنتكلم في المحاكم بصوت مرتفع".

ويتابع "أراضي البطريركية اللاتينية هي مقتلنا في الأغوار، تؤجر الأرض للاحتلال ولا تؤجرها للفلسطينيين".

وعلى ما يبدو لا تتوقف مشكلة سكان الأغوار مع البطريركية اللاتينية على برك الماء، فربما رفضت البطريركية تأجير الأرض لأنها لا تريد لأي كان السكن فيها، لكن هذا الاعتقاد يتبخر عندما يؤكد بشارات أن البطريركية تهاجم السكان حتى عندما يدافعون عن أراضيها. ويشرح بشارات ردة فعل البطريركية على نزول نشطاء فلسطينيين وأجانب وكان معهم لإزالة سلك شائك نصبه المستوطنون حول 120 دونما من أراضيها قبل فترة، ويقول "يومها قال لي الأب الذي نسيت اسمه، أنتم غير مخولين بالدفاع عن أراضينا، أنا عندي اليوم اجتماع في تل أبيب، وسأحل مشاكلي بنفسي، لا تتدخلوا".العربي الجديد



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات