هل نحن متخلفون .. اليكم الجواب


هناك معايير للتخلف , ومعايير للتقدم , ومعايير للحضارة والرقي , ليس عيبا ان تكون فقيرا , وليس عيبا ان لا تمتلك الامكانات التقنية الباهظة الثمن , وليس عيبا انك لا تمتلك صناعات ثقيلة , وليس عيبا ان تكون الرواتب في بلدك تتناسب مع الدخل القومي والامكانات المتاحة ولكن العيب كل العيب ان تغيب العدالة ,وان تغيب الثقة بين الشعب ونوابه , نعم لقد فقد مجلس النواب الحالي ثقة الشعب الا من رحم ربي من النواب ولم يعد يشعر المواطن بالامان التشريعي هذ اما يقوله الشعب الاردني بأغلبيته , واذا شعر النواب بغير ذلك فعليهم عرض التعديلات التي اجريت على قانون التقاعد المدني على استفتاء عام ويربطون وجودهم في مجلس النواب بهذا الاستفتاء واذا فازوا به فيجب التجديد والتمديد لهم لسنوات قادمة اما اذا صفعهم الشعب وقال لا فعليهم ان يذهبوا الى بيوتهم وان يعتذروا من الشعب كل الشعب , ونعلم ان الجنرال ديغول بطل فرنسا خسر الاستفتاء الشعبي فذهب الى منزله وقال لا اعمل بدون ثقة الشعب الفرنسي وهذا هو مقدار التطور والتقدم الديمقراطي , رغم اني من انصار العمل بكتاب الله وسنة نبيه الا انني احترم ارادة الشعوب ووعيها ومعرفتها لحقوقها .

واليوم لا بد ان نقارن انفسنا بالعالم من حيث الديمقراطية فالبرلمان الالماني لا يشرع لاعضاءه الحاليين بل يمكن له التشريع للاعضاء القدمين حتى لا يكون هناك فائدة لاي واحد من المصوتين على القرار , وهذا يعتبر نوعا من التقدم والاحترام للشعب وبالتالي مزيدا من ثقة الشعب بسلطته التشريعية وهنا احيي اعضاء مجلس الامة الذين رقضوا التعديل.

وفي امريكا لا يتقاضى السناتور راتبا تقاعديا الا بعد سن 62 عاما وان يكون له خدمة كعضو كونغرس خمسة سنوات اي ان حسبة الراتب التقاعدي في امريكا لعضو الكونغرس اقل من حسبة الراتب التقاعدي للنائب الاردني رغم الفارق بالدخل القومي والناتج المحلي الاجمالي ومستوى دخل الفرد , لذلك اصبح جل النواب ليس ممثلي الشعب بل يمثلون العبئ الشديد عليه ماديا ومعنويا ونفسيا , نعم نحن دولة متخلفة بمعايير الديمقراطية بغض النظر عن التعليم ومستواه وما نملك من تقنيات وغير ذلك , واصبحنا كشعب ننادي - حيا الله الاحكام العرفية - وحيا الله الديكتاتورية فعلى الاقل الديكتاتورية تخجل وتخاف وتحسب لردات الفعل بينما السلطات المنتخبة تقول عصاة مقفي , نحن لا نريد اهانة ممثلينا ولا نريد جلدهم ولكن طفح الكيل وبلغ السيل الزبى من افعالهم , واصبح من حقنا ان نقول لهم كفى وان نقول لولي الامر نرجوك بل ونقسم عليك ارحنا منهم , قال البعض الشعب سينسى غدا ولكن الشعوب لا تنسى وسوف تحاسب واقول للسادة النواب الا تخافون ان ياتي مجلس نواب منتخب بعيدا عن الصوت الواحد ويستعيد كل ما حصلتم عليه ويحاكمكم امام محاكم شعبية وهذا ليس ببعيد في هذا الزمن العربي الردئ واتمنى على من شملهم القرار وانا لا اعرف احدا منهم ان يرفضوا هذا التعديل وان لا يقبلوا العمل به وبالتالي يكسبون شعبهم بعد ان خسر النواب شعبيتهم ان كان لهم شعبية حقيقية اصلا .

لست من الذين يجيدون فن الردح والقدح ولا اقبل على نفسي الدخول في هذا الباب واحترم دوما الارادة الشعبية الحرة خاصة انني انتخبت لاكثر من دورة في مجلس نقابة الاطباء وحصلت في بعض الدورات على اصوات تفوق ما حصل عليه بعض النواب و علما ان ما حصلت عليه يمثل اصوات نوعية مهنية – اي أطباء – وليس في واردي الدخول في جدل مع احد , ولقد نصحهم دولة سمير الرفاعي واعتقد لاسبابه هو وحساباته ولم يسمعوا له ونصحهم بعض النواب ولم يسمعوا لذلك اطالب بالحصول على راتب تقاعدي لكل طبيب اسوة بالنواب وانا اعتبر الطبيب اهم من النائب كونه يعالج الناس ويخفف الامهم , ولقد هاجم العديد من النواب نقابة المعلمين على طلبهم علاوة الطبشورة فماذا لو اضرب المعلمين ليحصلوا على هذه العلاوة واضرب الاطباء للحصول على علاوة بدل العدوى وكذلك التمريض والصيادلة واطباء الاسنان , وكل المهنين ومعنى ذلك شبه عصيان مدني وانا لا ادعوا في هذه الظروف الى اية اضرابات او اعتصامات فالاجواء مكفهرة وغير طبيعية واتمنى على النواب انفسهم ان يبادروا الى التنازل عن هذا التقاعد وان يريحوا الناس , وسوف يضحك البعض من طلبي هذا ولكني لا زلت من الناس الذين لا يفقدون ثقتهم بالناس واقول للنواب لماذا لم تقروا احتساب 40% من العلاوة الفنية لتضاف لتقاعد الموظفين غلى التقاعد المدني حيث يحتسب التقاعد على الراتب الاساسي ام ان الشعب اخر همكم , نعم لا تأخذوا اموالنا بالباطل فتخسروا شعبكم وانفسكم واكرر التحية لكل من لم يصوت مع اقرار القانون واقول لهم احترمتم ارادة الشعب ولكم كل الاحترام .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات