هل تشارك الحركة الاسلامية في الحرب على "داعش"؟

المهندس نعيم الخصاونة

جراسا -

خاص - اسلام صوالحة - لا يستهل حديث عن خطر تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" والجماعات المتشددة والمتطرفة، على الداخل الاردني، الا وتبعته تساؤلات عن جماعة الاخوان المسلمين وتيار الاسلام السياسي عموما ازاء التهديدات وسبل التصدي لها.

التناول الاعلامي لموقف الجماعة من "داعش" واخواتها، إُختزل بفهم قاصر لتصريحات فيسبوكية على لسان قيادات بارزة في الجماعة، وتشكيك مسبق بموقف الجماعة من التنظيم ،أو بتداول حرفي لتصريحات وبيانات رسمية للجماعة ترفض اي دور للجيش الاردني خارج الحدود او استخدام الاراضي الاردنية كمنطلق لاي عمل عسكري ضد "داعش"، لكن احد لم يجب بعد على السؤال الاهم" ما هو موقف الجماعة من "داعش" على صعيد الفكر والممارسات والاداء والطموح؟".

نائب الامين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي المهندس نعيم الخصاونة، وفي دردشة مع "جراسا" يؤكد ان رفض الغلو والتطرف او الخروج عن مفاهيم وتعاليم الاسلام ورسالته الحقيقية متأصل في فكر وابجديات الحركة الاسلامية منذ نشأتها، وان تاريخ الحركة في العمل السياسي لم يشهد أي ممارسات تتضارب مع هذه المفاهيم.

ويبدو ان الحركة الاسلامية انخرطت بطريقة او باخرى في الحرب على "داعش"، حيث كشف الخصاونة، عن دور توعوي للحركة الاسلامية سيسير بالتوازي مع البرنامج الوقائي الحكومي للتصدي للفكر المتطرف في الحاضنة المحلية، ومن ملامح الدور الاخواني التركيز على سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام، منطلقة من وثيقة المدينة المنورة التي تعد اول دستوري مدني في التاريخ،(أبرم في السنة الأولى للهجرة، أي عام 623م).

وحوت الوثيقة على اثنين وخمسين بندا، كلها من رأي رسول الله. خمسة وعشرون منها خاصة بأمور المسلمين، وسبعة وعشرون مرتبطة بالعلاقة بين المسلمين وأصحاب الأديان الأخرى، ولاسيما اليهود وعبدة الأوثان. وبإبرام هذا الدستور –وإقرار جميع الفصائل بما فيه- صارت المدينة المنورة دولة وفاقية رئيسها الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وصارت المرجعية العليا للشريعة الإسلامية، وصارت جميع الحقوق الإنسانية مكفولة، كحق حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر، والمساواة والعدل.

ونفى الخصاونة ان تكون الحكومة قد اسندت للجماعة او طلبت منها لعب اي ادوار في الساحة الاردنية للتصدي للفكر المتطرف ونشر الفكر المعتدل ، لافتا الى ان الحركة الاسلامية تضطلع بهذا الدور بالاساس منذ نشأتها، غير انها ستعمل في الايام القادمة على تعزيزه وتكثيفه، نظرا لمتطلبات المرحلة.

ويلحظ مراقبون أن اجواء التحريض واستهداف الحركة الاسلامية من قبل الحكومة واذرعها الاعلامية خفت حرارتها مؤخرا، ذلك ان المطبخ السياسي يراهن على دور فاعل للحركة في التصدي للتغول الفكري لـ"داعش" واخواتها في الساحة الاردنية،كما همس مصدر حسن الاطلاع في اذن "جراسا"، مضيفا ان شيطنة الجماعة واستهدافها في الوقت الذي تحتاج فيه قواتنا المسلحة لغطاء شعبي وسياسي لاي مواجهة مرتقبة مع "داعش" التي تحظى بتعاطف محلي لا تنكره الحكومة، ستكون نتائجه وخيمة.

ويمكن قراءة الدعوة التي وجهها وزير الداخلية حسين المجالي للامين العام الجديد لجبهة العمل الاسلامي محمد الزيود فور انتخابه، في سياق سعي الدولة لتلطيف الاجواء مع الاخوان، وفق ما يؤكده مصدر حكومي لـ"جراسا".

المجالي اتصل بالزيود مهنئا، ودعاه للقائه، غير ان الزيود ونظرا لانشغاله في حينه، انتدب المهندس علي ابو السكر والمهندس مراد العضايلة ليجتمعا بالمجالي قبل نحو 3 اسابيع، في لقاء وصف بانه لقاء مجاملات ، تخللته اجواء ودية ومريحة.

وترى الحركة الاسلامية ان اللقاء يعد بادرة حسن نية من الحكومة لترطيب العلاقات وتهدئة الاجواء المشحونة بسبب التشجييش الاعلامي ضد الجماعة.

وفي السياق ذاته يأتي رد رئيس الوزراء عبدالله النسور على رسالة لأمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي محمد الزيود حول المقدسات، والذي تضمن عبارات ودية واشادة ، لم يعتد المراقبون عليها، بدور الحزب و "مواقفه الوطنية والقومية المخلصة ".

البادرة الحكومية، ردت عليها الحركة بتأكيدها على انها ستدعم وتساند القوات المسلحة في دفاعه عن الوطن وحدوده ضد اي تهديد خارجي، وفقا لما اكده الخصاونة، غير انه ابدى، في الوقت ذاته، تحفظ الجماعة على اي دور للقوات المسلحة خارج حدود الوطن بما يتعارض مع الدستور، بحسب الخصاونة.

ورغم تأكيده على ان الحركة لا تتوقع من الجيش ان يقف مكتوف الايدي امام الخطر القادم، الا ان الخصاونة يعرب عن خشيته من ان يكون ثمن الحرب الاستباقية غاليا.

وتنص الفقرة الاولى من المادة 127 من الدستور التي تستشهد بها الجماعة لرفض الدور الاردني في التحالف، على انه " تنحصر مهمة الجيش في الدفاع عن الوطن وسلامته".

بيد ان الخبير الدستوري والمستشار في المحكمة الدستورية الدكتور ليث نصراوين رأي مغاير ، اذ يؤكد على ان الدفاع عن الوطن وسلامته يجب ان يؤخذ بمفهومه الواسع بأن يشمل اي تهديد حتى وان كان خارج حدود الدولة، لافتا الى ان غاية المشرع بايجاد فكرة الجيش هي التوسع بمفهوم الامن وسلامة الوطن .

وسبق ان اثار نشطاء قضية مشاركة الاردن في قوات حفظ السلام مستندين لنص المادة 127، الا ان نصراوين يرى بان مشاركة الاردن في التحالف الدولي اقل جدلية من مشاركته في حفظ السلام في دول بعيدة عن حدوده، لا كـ"داعش" التي ترابط على الحدود .

وما يزال دور الاردن في التحالف الدولي ضد "داعش" يكتنفه الغموض، رغم عديد التقارير الصحفية التي تحدثت عن دور لوجستي واستخباراتي ، اضافة الى امكانية استخدام التحالف للقواعد العسكرية الاردنية لضرب التنظيم، فيما يفسر مصدر حكومي ذلك الغموض بعدم تحديد الاطار التنفيذي للمشاركة الاردنية في الحرب على "داعش" .



تعليقات القراء

ابو ابو محمد
انتو ما بتدخلوا الا بمصيبه

فالله يستر
14-09-2014 04:06 PM
قارئ
انت قرأت تصريحات القرضاوي اليوم ؟؟...
14-09-2014 07:32 PM
الجماعه تحت الاوامر من اردغان. من مغترب.
الجماعه تحت الاوامر من اردغان.
اخوان الاردن لا يمتلكون اي قرار .
تركيا تتحكم في كل الفرارات لاخوانيه.
14-09-2014 08:57 PM
المغاريز
لا ايه نفس الطينه ونفس العجينه مع اختلافات لبعض الاسس
14-09-2014 09:13 PM
اردني حوراني
لاول مرة يكون موقف الحركة حريص على الوطن ويقدمه على مصلحته هذا دليل على زيادة قوة القيادة ذات الاصول الاردنية على راس الحركة ومن ضمنهم القيادي البارز نعيم الخصاونة الذي يعول عليه الكثير في ضبط بوصلة السياسة الوطنية للحركة
وعدم المساس بثوابت المجتمع الاردني الاصيلة
14-09-2014 11:05 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات