الزعبي يكتب: الفيل يا مولاي!!
خاص - بقلم الدكتور منتصر بركات الزعبي - مَولَايَ المَلكِ عبد الله الثانِي حَفظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وسدَّدّ على طَرِيقِ الخَيْرِ والعِزِّ خُطَاه.سَلامٌ عَليْكَ في العَالَمِين،فَإنِّي أحْمَدُ إليكَ اللهَ الذِي لَا إلهَ إلَّا هو.
أمّا بعد: لَمْ تُبْتَلَ أُمَّةٌ علَى وَجْهِ الأرْضِ،بِمَجْلِسِ نُوَّابٍ مِثْلَمَا ابْتْلِيْنَا نَحنُ الشَّعْبَ الأردُنِيُّ،فَكُلُّ شُعُوبِ الأرْضِ تَفْتَخِرُ بِتَارِيِخِهَا النِّيَابِيِّ،وتُحَاوِلُ أنْ تُبًيِّضَ مَا لَحِقَ بِهِ مِنْ أدْرَانِ وَسَلْبِيْاتِ ، بَلْ وَتُحَاوِلُ أنْ تُرَقِّعَ الصَّفَحَاتِ السُّودِ فِيْهِ .
إلَّا نَحْنُ،يا مولاي،فَلَيْسَ لَنَا إلَّا أنْ نَنْبُشَ المَاضِي لِنَسْتَخْرِجَ الصَّفَحَاتِ السَّوْدَاءِ لِمَجَالِسِنَا النِيَّابِيِّةِ المُزَوَّرَةِ ،لِنَعْكِسَهَا علَى حَاضِرِ مِجْلِسِنَا الذِي يَعِيشُ مَعَنَا ،وَنَعِيشُ مَعَهُ مَخَاضًا عَسِيرًا ،حَتَّى أَصْبَحْنَا نَكْرَهُ سَمَاعَ اسمِهِ ،لِأنَّه أصْبَحَ عِبْئًا نَفْسِيَّا واجْتِمَاعِيًّا وَمَالِيَّا عَليْنَا وعَلَى مُسْتَقْبَل وَطَنِنَا،ودولتنا،وَأصْبَحَ مَصْدَرَ إِزْعَاجٍ لَنَا .
إنَّنَا اليْومَ نَدْفَعُ ثَمَنَ هَذَا الخَطَأَ التَّارِيخِيِّ،الذِي ارْتَكَبْنَاهُ مُنْذُ سِنِينَ خَلَتْ بِسَبَبِ سُكُوتِنَا غَيْرِ المُبرَرِ،وَقِلَّةِ حِيْلَتِنَا،وَمُحَابَاتِنَا،مما شَكَّلَ خَطَرًا عَلَى مُسْتَقْبَلِنَا وَمُستَقَبَلِ أجْيَالِنَا وَحَاضِرِنَا.
لقدْ تناهَى إلى سَمعِكَ قرّارَ النوَّابِ ،بتخصيصِ راتبٍ تقاعدِيٍّ لهمْ مَدَى الحياةِ يُقدَّرُ بثلاثةِ آلافِ دينارٍ شهريًا ،ورغمَ كافةِ الذرائعِ التِي ساقوها لِتدعيمِ قرارِهمْ الجائِرِ ،إلّا أنّ الشعبَ استشاطَ غيظًا مِن القرارِ الذي يعني زيادةِ المديونِيّةِ ،وتحميلِ الميزانِيَّةِ أعباءَ جديدةٍ ،ومِمّا زادَ مَن احتقانِ الشعبِ جرّاءَ القرارِ ،رفضُ الحكومةِ تحسينَ أوضاعِ المُعلِّمينَ وإقرارَ علاوةِ الطبشورةِ ،بحجّةِ أنَّ مثلَ هذهِ الزيادةِ يؤدِّي إلى انهيارِ الدولةِ ،ممَّا يُؤكِّدُ كَذِبَهم ونوياهُم الخبيثةِ بتجييرها لصالِحهم؟!
مّوْلَايَ : إنَّ نُوَابَنَا يَتَغَذَوْنَ عَلَى رَصِيْدٍ مِنْ ( هُمُومِ الشَّعْبِ وَآلَامِهِ) فلَمْ يَعُودوا مَصْدَرَ دَعْمٍ لِأَمْنِ وَأمَانِ الوَطَنِ ، بَلْ أَصْبَحَوا عِبْئًا ثَقِيْلاً عَلَيْهِ وخطرًا على أمنهِ.
وَحِيْنَمَا يُصْبِحُ مَجْلِسُ النُوَّابِ عِبْئًا ثَقِيْلاً علَى حَيَاةِ النَّاسِ ، فَإِنَّهُ يَتَحَوَّلُ إلَى أطْلالٍ دَارِسَةٍ، يُغْلِقُ مَسْلَكَ المُسْتَقْبَلِ ،وَيُعْشِي الأَنْظَارَ فِيْ تَطلُّعِهَا نَحْوَ الأفُقِ البَعِيدِ.
وإذَا أَرَدْنَا أنْ نَتَخَلَّصَ مِنْ هَذِهِ الأطلالُ المُعِيْقَةُ،لا بُدَّ مِنْ ترحيل مَجْلِسِ النُّوَابِ،الذِيْ أصْبَحَ مَطْلَبًا شَعْبِيًّا ،وَإنْسَانِيَّا،وَحَضَارِيًّا وَعَصْرِيًّا،قَبلَ أنْ يَتَحَوَّلَ الشَّعْبَ حِيْنَهَا إلى طُوْفَانٍ يَقْتَلِعُهُمْ مِنَ الحَيَاةِ السِّيَاسِيَّةِ وَالْعَامَّةِ.
وَمِنْ مَوْرُثِنَا التَّارِيْخِيِّ الَّذِيْ يَحْكِيْهِ لَنَا : أنَّ مَلِكًا كَانَ لَهُ فِيْل ،وكانَ هَذَا الفِيل يَصُولُ وَيَجُولُ فِي المَدَيْنَةِ ،يُؤَذِي النَّاسَ،وَيَقُومُ بِالتَّخْرِيبِ والتَّدْمِيرِ،وَيُرَوِّعُ السُكَّانَ ،ومَا كانَ أحدٌ يَسْتَطِيعُ مَنْعَهُ.
وفِي يوم من الأيَّامِ اجْتَمَعَ سُكَّانُ المَدِينَةِ،واتَّفَقُوا فِيمَا بَيْنِهِم علَى أنْ يَذهَبُوا جَمِيْعًا إلَى المَلِكِ،وَيَقولُوا لَهُ صَبَرْنَا عَلَى الفَقْرِ،وَالضَّرَائِبِ،و الأوبِئَةِ ،والمَظَالِمِ،وأعْمَالِ السُّخْرَةِ ؟ أمَّا الفِيلُ،فَلا نَصْبِرُ عَلَيْهِ،فقَدْ أصْبَحَ عِبْئًا ثَقِيلاً عَلَيْنَا،جَعَلَ النَّاسَ بِلا أمَانٍ،وَيَظْهَرُ المَوْتُ إذَا بَانَ،وَلِهَذَا جِئْنَا نَشْكُو أمْرَهُ إليْكِ،ونضع ظلامتنا بين يديك ،إذ الأمر منك وإليك ،َراجُين أنْ تَرُدَّ أذاهُ عَنَّا.
فَلعل المَلِكَ لا يَعْرِفُ مَاَ يَفعَلُهُ فِيْلَهُ!!
فقالَ قائِلٌ مِنْهُم وَهَوَ صَاحِبُ الفِكْرَةِ وأشْجَعُهُمْ :وَعِنْدَمَا يَسْأَلُنَا عَنْ سَبَبِ مَجِيْئِنَا،نَقَولُ بِصَوْتٍ واحدٍ : الفِيلُ يَا مَوْلَانَا ،وعِنْدَمَا يَسْألُنَا مَا بِهِ؟سَنرُدُّ علَيْهِ بِأنَّهُ لَمْ يَعُدْ يَلْزَمُنَا لأنَّهُ أصْبَحَ عِبْئًا ثقيلاً عَلَيْنَا.
وَهَكَذَا اتفَقوا وَسَارُوا مَعًا إلى المَـلِكِ ،مُتُعُاهِدِيْنَ عَلَى مَا اتَفَقُوا علَيْهِ،وَعِنْدَ وُصُولِهِمْ القَصْرَ خَرَجَ قَائِدُ الحَرَسِ وَقَالَ لَهُمْ : مَاذَا تُرِيْدُونَ فَأجَابُوا كُلُّهُم مُقَابَلَةَ 'المَلِكِ' . فَذَهَبَ قائِدُ الحَرَسِ إلى المَلِكِ وَقَالَ لَهُ : سُكَّاُن المَدِينَةِ يُرِيدُون مُقابَلَتَـكَ يَا مَوْلَايَ .إنَّهُم كَثِيرٌ،فَخَرَجَ المَلِكُ مُهَرْوِلاً إلَى بَابِ القَصْرِ، ونَظَرَ إليَهِم وَقَالَ :
مَاذا تُرِيدُ الرَّعِيَّةُ مِنْ مَلِكِهَا ؟
الرَعِيَّةُ بِصَوْتٍ واحدٍ:الفِيْلُ يَا مَوْلَاي.
المَلِكُ : وَمَا خَبَرُ الفِيلِ؟
ممثلهم:الفِيْلُ يَا مَوْلَايْ.
المَلِكُ : كادَ صَبْرِي يَنْفَذُ ، تَكَلَّمْ مَا خَطْبُ الفِيْلِ؟
ممثلهم:الْتَفِتً إلَى المُحَيطَين بِهِ،فإذَاهُمْ صُمٌ بُكْمٌ لا يَنْطِقُون،رَهْبَةً وَرُعْبًا ،فما كانَ عَليْهِ إلا أنْ يَستمرجَرِيْئًا فِيْ هَذِهِ الَّلحْظَةِ التَّارِيْخيَّةِ،وَيَقُولَ الحقَّ!!
يَا مَوْلَايَ:الفِيلُ أكَلَ الأخْضَرَ،وَاليَابِسَ،َتجَبَّرَ،وَتَكَبَّرَ،وَعَلا فِيْ الأرْضِ، رَفَضَ كُلَّ الألوَانَ،إلَّا الَّلونَ الأحْمَرَ،فَهو كَدودِة العَلَقِ ،لا تَحْيَا إلَّا علَى مَصِّ الدَّمِ مِنَ الجَسَدِ المُبْتَلَى بِهَا،حَتَّى تُصِيْبَهُ بِفَقْرِ الدَّمِ،ثمَّ تُجْهزُ علَيْهِ،فَرَدَّ المَلِكُ بَعْدَمَا رَدَّ أنفاسَهُ،رَدًّا جَمِيلاً،وَقَالَ :عُودُوا رَاشِدِيْنَ.
قال تَعَالَى:( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصَحابِ الْفِيلِ{1} أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُم فِي تَضْلِيلٍ{2} وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ{3} تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ{4} فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ)
إنَّ انحيازَكَ يا جلالةَ المَلكِ لمطالِبِ الشعبِ ،ورغبتهِ في عيشٍ كريمٍ ، لنْ ينساهُ لكَ شعبُك الأردنِيُّ ،وسيُخلِّدُه التاريخُ بأحرفٍ مِن نورٍ.
فأنتَ مَنْ يَحُسُّ بِهَمِّ المواطنِ ،ويشعرُ بألمِهِ حينما يَئِنُّ أينما كانَ ،وفي أيِّ مكانٍ مِن وطننا العزيز ، فهو الذي لا يقبلُ الضيمَ أو الظلمَ أو هضمَ حقوقهِ االتِي شرعَها الخالقُ جلَّت قدرتهُ ،وكفِلَهَا الدستورُ الذي هو المِظلَّةَ التي ينضوي تحتَها الأردنيِّين جميعًا أينَما كانوا ،لا فرقَ بين مواطنٍ وآخرَ ،إلا بالانتماءِ وأداءِ الحقوقِ ،وهم سَواسِيَة أمامَ القانونِ.
خاص - بقلم الدكتور منتصر بركات الزعبي - مَولَايَ المَلكِ عبد الله الثانِي حَفظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وسدَّدّ على طَرِيقِ الخَيْرِ والعِزِّ خُطَاه.سَلامٌ عَليْكَ في العَالَمِين،فَإنِّي أحْمَدُ إليكَ اللهَ الذِي لَا إلهَ إلَّا هو.
أمّا بعد: لَمْ تُبْتَلَ أُمَّةٌ علَى وَجْهِ الأرْضِ،بِمَجْلِسِ نُوَّابٍ مِثْلَمَا ابْتْلِيْنَا نَحنُ الشَّعْبَ الأردُنِيُّ،فَكُلُّ شُعُوبِ الأرْضِ تَفْتَخِرُ بِتَارِيِخِهَا النِّيَابِيِّ،وتُحَاوِلُ أنْ تُبًيِّضَ مَا لَحِقَ بِهِ مِنْ أدْرَانِ وَسَلْبِيْاتِ ، بَلْ وَتُحَاوِلُ أنْ تُرَقِّعَ الصَّفَحَاتِ السُّودِ فِيْهِ .
إلَّا نَحْنُ،يا مولاي،فَلَيْسَ لَنَا إلَّا أنْ نَنْبُشَ المَاضِي لِنَسْتَخْرِجَ الصَّفَحَاتِ السَّوْدَاءِ لِمَجَالِسِنَا النِيَّابِيِّةِ المُزَوَّرَةِ ،لِنَعْكِسَهَا علَى حَاضِرِ مِجْلِسِنَا الذِي يَعِيشُ مَعَنَا ،وَنَعِيشُ مَعَهُ مَخَاضًا عَسِيرًا ،حَتَّى أَصْبَحْنَا نَكْرَهُ سَمَاعَ اسمِهِ ،لِأنَّه أصْبَحَ عِبْئًا نَفْسِيَّا واجْتِمَاعِيًّا وَمَالِيَّا عَليْنَا وعَلَى مُسْتَقْبَل وَطَنِنَا،ودولتنا،وَأصْبَحَ مَصْدَرَ إِزْعَاجٍ لَنَا .
إنَّنَا اليْومَ نَدْفَعُ ثَمَنَ هَذَا الخَطَأَ التَّارِيخِيِّ،الذِي ارْتَكَبْنَاهُ مُنْذُ سِنِينَ خَلَتْ بِسَبَبِ سُكُوتِنَا غَيْرِ المُبرَرِ،وَقِلَّةِ حِيْلَتِنَا،وَمُحَابَاتِنَا،مما شَكَّلَ خَطَرًا عَلَى مُسْتَقْبَلِنَا وَمُستَقَبَلِ أجْيَالِنَا وَحَاضِرِنَا.
لقدْ تناهَى إلى سَمعِكَ قرّارَ النوَّابِ ،بتخصيصِ راتبٍ تقاعدِيٍّ لهمْ مَدَى الحياةِ يُقدَّرُ بثلاثةِ آلافِ دينارٍ شهريًا ،ورغمَ كافةِ الذرائعِ التِي ساقوها لِتدعيمِ قرارِهمْ الجائِرِ ،إلّا أنّ الشعبَ استشاطَ غيظًا مِن القرارِ الذي يعني زيادةِ المديونِيّةِ ،وتحميلِ الميزانِيَّةِ أعباءَ جديدةٍ ،ومِمّا زادَ مَن احتقانِ الشعبِ جرّاءَ القرارِ ،رفضُ الحكومةِ تحسينَ أوضاعِ المُعلِّمينَ وإقرارَ علاوةِ الطبشورةِ ،بحجّةِ أنَّ مثلَ هذهِ الزيادةِ يؤدِّي إلى انهيارِ الدولةِ ،ممَّا يُؤكِّدُ كَذِبَهم ونوياهُم الخبيثةِ بتجييرها لصالِحهم؟!
مّوْلَايَ : إنَّ نُوَابَنَا يَتَغَذَوْنَ عَلَى رَصِيْدٍ مِنْ ( هُمُومِ الشَّعْبِ وَآلَامِهِ) فلَمْ يَعُودوا مَصْدَرَ دَعْمٍ لِأَمْنِ وَأمَانِ الوَطَنِ ، بَلْ أَصْبَحَوا عِبْئًا ثَقِيْلاً عَلَيْهِ وخطرًا على أمنهِ.
وَحِيْنَمَا يُصْبِحُ مَجْلِسُ النُوَّابِ عِبْئًا ثَقِيْلاً علَى حَيَاةِ النَّاسِ ، فَإِنَّهُ يَتَحَوَّلُ إلَى أطْلالٍ دَارِسَةٍ، يُغْلِقُ مَسْلَكَ المُسْتَقْبَلِ ،وَيُعْشِي الأَنْظَارَ فِيْ تَطلُّعِهَا نَحْوَ الأفُقِ البَعِيدِ.
وإذَا أَرَدْنَا أنْ نَتَخَلَّصَ مِنْ هَذِهِ الأطلالُ المُعِيْقَةُ،لا بُدَّ مِنْ ترحيل مَجْلِسِ النُّوَابِ،الذِيْ أصْبَحَ مَطْلَبًا شَعْبِيًّا ،وَإنْسَانِيَّا،وَحَضَارِيًّا وَعَصْرِيًّا،قَبلَ أنْ يَتَحَوَّلَ الشَّعْبَ حِيْنَهَا إلى طُوْفَانٍ يَقْتَلِعُهُمْ مِنَ الحَيَاةِ السِّيَاسِيَّةِ وَالْعَامَّةِ.
وَمِنْ مَوْرُثِنَا التَّارِيْخِيِّ الَّذِيْ يَحْكِيْهِ لَنَا : أنَّ مَلِكًا كَانَ لَهُ فِيْل ،وكانَ هَذَا الفِيل يَصُولُ وَيَجُولُ فِي المَدَيْنَةِ ،يُؤَذِي النَّاسَ،وَيَقُومُ بِالتَّخْرِيبِ والتَّدْمِيرِ،وَيُرَوِّعُ السُكَّانَ ،ومَا كانَ أحدٌ يَسْتَطِيعُ مَنْعَهُ.
وفِي يوم من الأيَّامِ اجْتَمَعَ سُكَّانُ المَدِينَةِ،واتَّفَقُوا فِيمَا بَيْنِهِم علَى أنْ يَذهَبُوا جَمِيْعًا إلَى المَلِكِ،وَيَقولُوا لَهُ صَبَرْنَا عَلَى الفَقْرِ،وَالضَّرَائِبِ،و الأوبِئَةِ ،والمَظَالِمِ،وأعْمَالِ السُّخْرَةِ ؟ أمَّا الفِيلُ،فَلا نَصْبِرُ عَلَيْهِ،فقَدْ أصْبَحَ عِبْئًا ثَقِيلاً عَلَيْنَا،جَعَلَ النَّاسَ بِلا أمَانٍ،وَيَظْهَرُ المَوْتُ إذَا بَانَ،وَلِهَذَا جِئْنَا نَشْكُو أمْرَهُ إليْكِ،ونضع ظلامتنا بين يديك ،إذ الأمر منك وإليك ،َراجُين أنْ تَرُدَّ أذاهُ عَنَّا.
فَلعل المَلِكَ لا يَعْرِفُ مَاَ يَفعَلُهُ فِيْلَهُ!!
فقالَ قائِلٌ مِنْهُم وَهَوَ صَاحِبُ الفِكْرَةِ وأشْجَعُهُمْ :وَعِنْدَمَا يَسْأَلُنَا عَنْ سَبَبِ مَجِيْئِنَا،نَقَولُ بِصَوْتٍ واحدٍ : الفِيلُ يَا مَوْلَانَا ،وعِنْدَمَا يَسْألُنَا مَا بِهِ؟سَنرُدُّ علَيْهِ بِأنَّهُ لَمْ يَعُدْ يَلْزَمُنَا لأنَّهُ أصْبَحَ عِبْئًا ثقيلاً عَلَيْنَا.
وَهَكَذَا اتفَقوا وَسَارُوا مَعًا إلى المَـلِكِ ،مُتُعُاهِدِيْنَ عَلَى مَا اتَفَقُوا علَيْهِ،وَعِنْدَ وُصُولِهِمْ القَصْرَ خَرَجَ قَائِدُ الحَرَسِ وَقَالَ لَهُمْ : مَاذَا تُرِيْدُونَ فَأجَابُوا كُلُّهُم مُقَابَلَةَ 'المَلِكِ' . فَذَهَبَ قائِدُ الحَرَسِ إلى المَلِكِ وَقَالَ لَهُ : سُكَّاُن المَدِينَةِ يُرِيدُون مُقابَلَتَـكَ يَا مَوْلَايَ .إنَّهُم كَثِيرٌ،فَخَرَجَ المَلِكُ مُهَرْوِلاً إلَى بَابِ القَصْرِ، ونَظَرَ إليَهِم وَقَالَ :
مَاذا تُرِيدُ الرَّعِيَّةُ مِنْ مَلِكِهَا ؟
الرَعِيَّةُ بِصَوْتٍ واحدٍ:الفِيْلُ يَا مَوْلَاي.
المَلِكُ : وَمَا خَبَرُ الفِيلِ؟
ممثلهم:الفِيْلُ يَا مَوْلَايْ.
المَلِكُ : كادَ صَبْرِي يَنْفَذُ ، تَكَلَّمْ مَا خَطْبُ الفِيْلِ؟
ممثلهم:الْتَفِتً إلَى المُحَيطَين بِهِ،فإذَاهُمْ صُمٌ بُكْمٌ لا يَنْطِقُون،رَهْبَةً وَرُعْبًا ،فما كانَ عَليْهِ إلا أنْ يَستمرجَرِيْئًا فِيْ هَذِهِ الَّلحْظَةِ التَّارِيْخيَّةِ،وَيَقُولَ الحقَّ!!
يَا مَوْلَايَ:الفِيلُ أكَلَ الأخْضَرَ،وَاليَابِسَ،َتجَبَّرَ،وَتَكَبَّرَ،وَعَلا فِيْ الأرْضِ، رَفَضَ كُلَّ الألوَانَ،إلَّا الَّلونَ الأحْمَرَ،فَهو كَدودِة العَلَقِ ،لا تَحْيَا إلَّا علَى مَصِّ الدَّمِ مِنَ الجَسَدِ المُبْتَلَى بِهَا،حَتَّى تُصِيْبَهُ بِفَقْرِ الدَّمِ،ثمَّ تُجْهزُ علَيْهِ،فَرَدَّ المَلِكُ بَعْدَمَا رَدَّ أنفاسَهُ،رَدًّا جَمِيلاً،وَقَالَ :عُودُوا رَاشِدِيْنَ.
قال تَعَالَى:( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصَحابِ الْفِيلِ{1} أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُم فِي تَضْلِيلٍ{2} وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ{3} تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ{4} فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ)
إنَّ انحيازَكَ يا جلالةَ المَلكِ لمطالِبِ الشعبِ ،ورغبتهِ في عيشٍ كريمٍ ، لنْ ينساهُ لكَ شعبُك الأردنِيُّ ،وسيُخلِّدُه التاريخُ بأحرفٍ مِن نورٍ.
فأنتَ مَنْ يَحُسُّ بِهَمِّ المواطنِ ،ويشعرُ بألمِهِ حينما يَئِنُّ أينما كانَ ،وفي أيِّ مكانٍ مِن وطننا العزيز ، فهو الذي لا يقبلُ الضيمَ أو الظلمَ أو هضمَ حقوقهِ االتِي شرعَها الخالقُ جلَّت قدرتهُ ،وكفِلَهَا الدستورُ الذي هو المِظلَّةَ التي ينضوي تحتَها الأردنيِّين جميعًا أينَما كانوا ،لا فرقَ بين مواطنٍ وآخرَ ،إلا بالانتماءِ وأداءِ الحقوقِ ،وهم سَواسِيَة أمامَ القانونِ.
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
هذا مطلبنا الوحيد
اليست الحكومة من اوصل هذه النخبة من النواب الى هذا المجلس اليست الحكومة من مهدة الطريق لمثل هذه النوعيات الم يكن مجلس النواب لسنة 1989 هو اول واخر مجلس نيابي بالاردن الم يكن يحمل هموم الوطن والاصلاح الشامل الم يفعل المستحيل لتلافي هذا الخطا الفادح والتي تندم عليه الدولة الى يومنا هذا وتفعل المستحيل لعدم تكرار مثل هذا الخطا الاصلاحي والدمقراطي تصرخون في وجه الوصلون ولا تصرخون في وجه القانون الذي اوصل مثل هاولا الذين تتضمرون اليست الحكومة اطول ذراع منهم ومع ذالك الوم كله للنائب الذي اوصلته الدوالة والقانون قبل الشعب .... نغمض اعيننا عن الحق
الفيل الفيل
ان كنت تدري فتلك مصيبة وان كنت لا تدري فالمصيبة اعظم
ان كنت تدري فتلك مصيبة وان كنت لا تدري فالمصيبة اعظم