تحالف ضد داعـش .. أمريكا تتخبط وخلافات مع الحلفاء


تخبط امريكي واضح في التعامل مع ملف الارهاب واولوياته وشكل ادارته، يلقي بظلاله على حلفاء واشنطن. اتفاق على ضرورة مواجهة داعش واختلاف في شكل ومضمون استراتيجية المواجهة.

واشنطن التي قررت التأسيس لحرب جديدة على الارهاب على لسان رئيسها نفسه الذي اعلن عن نهاية الحرب على الارهاب قبل نحو سنتين. واشنطن شحنت الجميع في مواجهة ما يسمى الدولة الاسلامية، من دون استراتيجية واضحة، وبطريقة اختلطت فيها اوراق الاولويات.

فبعد مؤتمر حلف شمال الاطلسي في ويلز وتحوله لتجمع دولي لانطلاق ماكنة مواجهة داعش في العراق، عقد مؤتمر جدة الذي اثار حفيظة بعض الدول المشاركة في مؤتمر ويلز، التي ابدت استعدادها لتكون جزءا رئيسيا من مشروع مكافحة الارهاب في العراق. المانيا وبريطانيا على سبيل المثال اصرتا على توضيح موقفهما الصريح والمباشر قبل قمة جدة، التي خلطت اوراق هذه المواجهة وحرفت مسارها، بحيث تجعل من النظام في سورية هدفا مباشرا لا شريكا اساسيا في مواجهة داعش. كثير من المراقبين استهجنوا موقف الولايات المتحدة هذا، خصوصا مع وصول المبعوث الاممي الى سورية ولقائه الرئيس الاسد.

تحركات ادارة اوباما هذه بدأت انعكاساتها السلبية تظهر بوضوح على مختلف الصعد سواء الدولية او الاوروبية او حتى الاقليمية والخليجية، او بين اعضاء الناتو انفسهم، حيث ترفض بريطانيا والمانيا توجيه ضربات عسكرية الى الداخل السوري، بينما تعتبر دول اوروبية اخرى ان الادارة الامريكية لا تدرك حجم الخطر الذي باتت تشكله ليبيا على سبيل المثال على اوروبا وحلف شمال الاطلسي.

المشهد في الشرق الاوسط لم يكن اسوأ مما هو عليه اليوم، والاخطر ان السياسة الامريكية الحالية تعمل على توسيع رقعة المواجهة في المنطقة، ما يعني اتساع مسرح التصفيات من اليمن الى السودان فالبحر الاحمر والصومال. السعي الى استغلال ملف مكافحة الارهاب، لتصفية حسابات سياسية في الاقليم، يعني باختصار ان المشهد بات مفتوحا على مصراعيه للجميع.

اغلاق المركز الثقافي الايراني في السودان تحت ضغوط يعلم الايرانيون مصدرها واهدافها، تضعهم امام ضرورة الرد ضمن استراتيجية جديدة قد تفاجئ الجميع على حد تعبير خبراء ايرانيين.

ملف مكافحة الارهاب واضح واولويات استراتيجيته اوضح، واية محاولة لاستغلاله وحرف مساره ستكون لها نتائج عكسية على الجميع. عزل روسيا عبر ملف اوكرانيا، وايران عبر ملف المفاوضات النووية، وتحويل مسار مكافحة الارهاب لتكون سورية هي الهدف، قد لا تكون استراتيجية ناجحة، نظرا لعدم وجود اجماع على هذه الرؤية بين دول الاقليم، خصوصا الدول المحيطة بسورية والعراق، وانعكاس هذه الاستراتيجة سلبا على خطر تسارع الانهيار الامني في المنطقة وحتى على اوروبا نفسها على الصعيدين الامني والاقتصادي.

باختصار يجمع كثير من حلفاء الولايات المتحدة التاريخيين بان ادارة اوباما هي الادارة الاسوأ ليس بالنسبة لاعداء اميركا بالتأكيد بل لاصدقائها وحلفائها. العرب اليوم 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات