الشعب والذئب


في القصة التاريخية لليلى والذئب ونتيجة لتطور تكنولوجيا الرسوم المتحركة وسينما العروض ثلاثية الابعاد ؛ أصبح بالامكان تجسيد شخصية الذئب بجميع الاشكال والألوان وبتقنية ذات جودة عالية قاربت الصورة الحقيقة للذئب المجسد .

ونتيجة لهذه التطور فقدت حكاية ليلى والذئب سندها الرئيسي والذي يقوم على الخيال والوهم الذي كان يغرز في ذاكرة الأطفال عن صورة الذئب عن وصفها لهم من قبل الأهل ، وفقد الذئب اسنانه الكبيرة ومخالبه الطويلة وصوته الخشن المقلد لصوت الجدة ،واتخذ صور واقعية لدى الأطفال طغت عليها الألوان الزاهية والصورة الثلاثية الابعاد التي يعلم بهاأطفال هذه الايام وبحقيقتها التي تصبح مشوشة بمجرد خلع النظارات الخاصة بالسينما الثلاية الابعاد .

ومجلس نوابنا السابع عشر هو من يؤدي دور الذئب في الحكاية الأردنية ، واصبح أكثر زهاءا وبراقا وكثرت فيه الألوان الابعاد الثلاثية لدرجة أنهم وصفو بنواب " الديجتال " ، وعب من عرفهم الشعب من خلال لوحاتهم الانتخابية و" الفوتو شوب " ، وطغى عليه صفة الشباب القوي لدرجة أنه استخدم السلاح في معاركه الانتخابية .

وهذا الذئب وجد في تأثير المونتاج وتقنيات التصوير الجديدة فرصة كي يقلب عقل الشعب كما قلب ذئب ليلى عقلها ، وأوهمه أنه ليس بذئب بل هو الصدر الصدر الحنون له وأن كل ما يقال عن شخصية الذئب هي مجرد أوهام ، ورغم كل ذلك اللعب بذهن العشب يبقى الذئب ذئب وإن لبس جلد البشر ويتنظر تلك اللحظة التي ينقض بها على الشعب ويفصفص جيبه ويلقى به عظما من بعد لحم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات