دول الخليج "رضينا بالهم والهم ما رضي فينا" .. !!!


فجوة عميقة وتباعد في الرؤى وتباين في الأولويات ... هي العلاقة بين الشعب والنظام !!! كيف ؟؟؟
هل جاء وقت الإمتحان ... الذي يكشف آثار سياسات التهميش والإستقواء على الشعب ؟؟؟ .

من يراهن على عدد السياسين والتجار الذين عملوا على تأمين مكان إقامة في الخارج، بإنتظار ساعة الصفر ؟ .

هل عمل الأردن على زيادة مخزون القمح والنفط ، بنفس السرعة التي يقبل بها على محاربة الإرهاب؟؟ .

*إجتاز الأردن دوامات الربيع العربي .... ليس لحنكة السياسيين (فهم يعمقون الفجوة بين الشعب والقائد) ولكن لحكمة الشعب نفسه ... فنكاد لا نسمع أصواتا تدعوا للخروج عن القائد حتى من أشد المعارضين ، بالرغم من تجبر الحكومات وعليّة القوم على العباد ، وبالرغم من فشل كل السياسات الأقتصادية (الت شذب) لنشلنا من مستنقع الإقتراض ، وبالرغم من تقسيم الأستثمارات الرابحة على ثلة من البطانة الفاسدة ... بالرغم من سياسة التوريث في المناصب ..... بالرغم من وفاة الأمن الإجتماعي في عزاء الأمن الإقتصادي .... بالرغم من بيع كل مقدرات البلد بأبخس الأثمان ..... بالرغم من كل ذلك فما زلنا ننعم بالإسقرار، لأن الشعب (فهماااان) ، فكل شيئ قابل للإصلاح ولو طال أمده ، ولن يؤثر عليه تخبط الحكومة ولا تخثر مجلس الأمة .

*عندما فقد الشعب الأمل في وجود قوى وطنية نظيفة وحريصة وقادرة على الدفاع عن حقوقه ، بات أمله معقودا على القوى الإسلامية لتعينه على البطانة الفاسدة التي تعمقت وتمددت على مدى عقود حتى صارت مجتمعا منغلقا ومحتكرا للمال والمنصب يصعب على أي كان دخوله أو الخروج منه ، يتداولون المناصب بينهم ويسيطرون على منبع ومجرى وملتقى المال والمنصب في الأردن .

*لما تعالت الأصوات التي تنادي بإلغاء معاهدة وادي عربة ، لما فيها من تطبيع مع العدو التاريخي ولان بنودها تخدم أطماع المحتل المغتصب ، ولأن العدو الذي عاهدناه في (عربه) لا عهد له ولا ميثاق فهو ما زال يتمدد ويقتل وينكل بأهلنا في فلسطين ، وما زال يتغول على القدس وهي في رعاية أردنية!!! ، ما كان من الحكومة ألا الرد بتوقيع إتفاقية جديده معهم لإستيراد الغاز على مدى 15 عام بتكلفة وصدمة معنوية لا أحد يمكنه تقديرها!! .

*لكي أبدو إيجابية ومتفائلة أقول بأنه يبدو أن سرطان "الدولة العميقة" منتشر في الحكومة والبرلمان وقيادات الصف الأول وإعلاميين ، وما هم إلا ألعاب أو بيادق أو أسلحة تدار وتسير من خلالها شؤون البلاد ، ويبدو أن ولي الأمر قد لاحظ ذلك ... وأعلنه مرارا وحاول/ويحاول التخلص منه ، ولكن تجذره جعل من الصعب الخلاص منه ، فأراد أن يستثني الجيش والمخابرات عن أجندة الدولة العميقة ، فأوعز بفصلهما عن تدخل الحكومة والبرلمان ليضمن أقل مستلزمات الإستقرار.


*يبدو بأن (الدولة العميقة) قد بدأت بقطف ثمار صبر الشعب الأردني وتجاوز مرحلة الربيع العربي بأمان ، وتريد وضع الأردن في مواجهه مع "داعش" لتحقيق المزيد من المكاسب وتطبيق النكتة القائلة :
// بأن شخصا دهسته سيارة فعوضوه ب5000 دولار ففرح كثيرا ، وبعد أسبوع وجدوه على سكة الحديد ينتظر القطار ويغني ..... جاء دور الملايين // .
*يبدو أن لتنظيم داعش فائدة ( After All ) ، فما لم تستطع إسرائيل تحقيقه ... في توحيد الحكام العرب على كلمة سواء ، قد قام به تنظيم داعش بسرعة البرق ، فهاهي صفوف الحكام تتوحد وتُرص لمواجهة التهديدات التي تمس الأنظمة قبل الشعوب ، وتهدد الحكام أنفسهم قبل الأرض .... ويبدو بأن هذا هو سر عدم أتفاق العرب من قبل ، فإسرائيل لم تهدد الأنظمة ولم تعلن عن نوايا الإطاحة بأي نظام ، بل على العكس فقد عملت وتعمل على تثبيت تقسيمات "سايكس وبيكو" سواءا للحدود أو للحكام ، لأنها تريد الحاكم الضعيف الذي يلبي رغباتها ويخدم أطماعها ولا يشكل تهديد لبقائها أو تمددها .
أما تنظيم داعش فعكس ذلك تماما ، لأنه يسعى مباشرة لقلب أنظمة الحكم والقضاء على حكام العرب وتوسيع رقعة دولة الخلافة الإسلامية ...وكأنه إمتداد للربيع العربي ولكن بأسلوب آخر!!! .
*أخشى ما أخشاه بأن تحقيق حلم "بوش" عبر ما قالته "كوندليزا رايس" والذي يهدف بالنهاية إلى قلب نظام الحكم في السعودية وبقية الخليج .... ولما فشل (الربيع العربي) في تحقيق ذلك ، إبتكرت أمريكا تنظيم "داعش" لتكملة المشوار!!! .
وأخشى ما أخشاه بأنهم يعتبروا "الأردن" مفتاح الدخول إلى "السعودية" .... وهم بذلك سيضربوا عصفورين بحجر واحد ،أولا: زعزعة الإستقرار في الأردن ثم تسهيل دخول داعش إلى السعودية لتسهيل قلب نظام الحكم فيها وفي النتوءات الخليجية حولها ،ثانيا:عند زعزعة الإستقرار سيكون من السهل تطبيق المرحلة الثالثة من مشروع التمدد الصهيوني والذي يتلخص في تنفيذ ((الوطن البديل)) .
في الأردن يُعَوّل على الشعب تماسكا ولُحمة ، عكس دول الخليج التي تعتمد على دفاع الدول الأخرى عنها ، وكما قالت أم كلثوم ( ودارت الأيام) فقد كشفت الأيام عن قيمة الشعوب وحقيقة دورهم ، فلطالما إعتمد الأردن إقتصاديا على المساعدات الخارجية وعلى الهبات المالية والنفطية كفاف عوز فقط ( ومعها ستين جميلة) ، أما الآن وقد ظهرت وتجلت أهمية الشعوب في منعة البلاد ، فقد أتى دورنا بإمتياز .
وإلى من يقول بأن الأردن مشغول الآن في مهرجانات الألوان والبيجامات والبندورة والخمور ، نقول له : بأن هذا ليس الأردن ولا هم أردنيون ولكن قلة قليلة ضائعة ،تائهه ، غابت عنها التعبئة المعنوية الصحيحة لضعف في الحكومات ومجالس الأمة وهو أحد أهداف (الدولة العميقة) .... فتلقفهم أصحاب الأجندات الخبيثة .
وإلى من يقول بأن الأردن عاجز عن الدفاع عن نفسه من غير المساعدات الخارجية نقول له ، بأن للأردن رب يحميه ، فالأردن أرض الحشد والرباط ، وله شعبا يؤمن بقضاء الله وقدره ، وأن له جيشا (منه وفيه) منيعا قويا يؤمن بالله ثم بالوطن ثم بالقائد ، ذخيرته كل أم وإبن وإبنه .... فكلنا في الأردن جنود ، نؤمن بالوطن وندافع عنه بمالنا ودمائنا وأبنائنا ، فلا تخافوا علينا .... لا من داعش ولا ممن أنشأهم ولا ممن يقف ورائهم ويوجههم .
* مبدئيا أنا ضد الحرب على أي كان ولكن وللأسف فإن دخولنا في حلف بشكل مباشر ضد "داعش" لن يكون قراره بأيدينا ولكن وإن كان ولا بد من دخولنا في المواجهه وللخروج بأقل الخسائر نقول : لقد كرر رئيس الوزراء الأردني في أكثر من مناسبة بأننا خط الدفاع الأول عن الخليج ، وتعلمون بأنه لا ينطق عن الهوى إن هي إلا ورقة كتبت وأعطيت له من مراكز صنع القرار ، وأنتم أهل الفهم والتقدير ... فالتسارع دول الخليج بتحريك بعض المليارات النفطية المكدسة .
*نصيحة إلى ولاة الأمر : هدّوا اللعب مع الإخوان ، فجحافل وزارة الأوقاف ما زالت عاجزة عجز الميت عن لعب دور البديل في التأثير على عامة الناس !!! .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات