كتب النائب هيثم ابو خديجة - نشدُ على يد الدكتور محمد ذنيبات كثيرا عندما نسمع تصريحاته النارية حول مأسسه العمل التربوي نظريا فمعاليه يتحدث بكلام جميل ومنمق ومقنع ولكن المثل الذي يقول(اسمع كلامك اصدق اشوف امورك اتعجب) ينطبق فعليا على الواقع التربوي بعد المعركة التي خاضها الوزير مؤخرا لأعادة الهيبة والوقار للوزارة .

فقد بدأ الموسم الدراسي واستبشرنا خيرا بأننا سنرى واقعا جديدا ومختلفا عن كل الاعوام السابقة ولكننا صدمنا بالواقع المرير الذي شاهدناه بأم اعيننا نضرب كفا بكف ولسان حالنا يقول وكأنك يا (ابو زيد ما غزيت ) .

فهل يقوم الوزير بزيارة إلى المدارس الحكومية ليرى بأم عينه واقع هذه المدارس وما الت اليه من فوضى .. وهل يعلم معاليه ان عدد الطلاب في صفوف الاول ابتدائي يزيد عن 40 طالب في كل صف ..وهل يعلم معاليه ان عددا كبيرا من المدارس تعاني نقصا حادا من المعلمين والمعلمات ... وهل لمعالي الوزير ان يرسل لجانا خاصة من مكتبه ليطلع على واقع النظافى في هذه المدارس ...

كثيرة هي الملاحظات التي يمكن لنا ان نضعها على مكتب معاليه وستكون حجر عثرة في طريق خطته التربوية لمأسسه العمل التربوي فقبل ان نبحث عن الهيبة والوقار للوزارة فعلينا اولا ان نحسن الواقع التربوي في مدارسنا ونقدم انموذجا حقيقيا في حل المشكلات التي تعاني منها المدارس الحكومية ومن ثم تعود الهيبة والوقار للوزارة دون الحاجة إلى رفع العصا من اجل عملية الاعادة التي يتحدث عنها معاليه .

ويقول الوزير في العديد من تصريحاته ويشدد على اهمية تقييم العمل والاعتراف بالخطأ والعمل على تصويبه ... ويقول أيضا ان علينا الابتعاد عن تزيين الواقع في عين المجتمع وهذا كلام جميل أيضا ولكن هل يعلم معاليه فعليا الواقع الذي تعيشه العديد من مدارسنا .. وهل لديه خطة فعلية لتغيير هذا الواقع والعمل الجاد من اجل ان تكون عمليه مأسسه العملية التربوية صحيحة 100 % وغير مجزأة .

واذا كان الوزير يعتبر ان (التوجيهي )هو وزارة التربية فهو يرتكب جريمة بحق التعليم في الاردن لان عليه ان يعلم ان العملية التربوية تبدأ فعليا من الصف الاول الابتدائي والمرحلة التأسيسيه وصولا إلى الثانوية العامة لا ان تبدا الامور من النهاية ونبحث بعدها عن اصلاح البداية فالقاعدة تقول ما بني على خطأ يبقى خطأ .

ونرجو ان يمتلك الوزير الجرأة الحقيقية في ان يعمل على تغيير واقع المدارس الحكومية قبل ان يمتلك الجرأة على القول والاعتراف بالسلبيات .

فالشواهد ليست بحاجة الا لزيارة واحدة من الوزير ان من ينتدبه إلى عينه عشوائية من المدارس الحكومية ليغير الوزير خطته التربوية ويبدأ من القاع وصولا إلى القمة.