محطات في حراك المعلمين


ــ في شتاء عام 2010 تداعى عدد من معلمين عمان لعقد اجتماع في نادي معلمي عمان للمطالبة بإعادة إحياء نقابة المعلمين بيد أن الوزارة أغلقت نادي المعلمين رفضاً منها لذلك المطلب وخرج وزير التربية والتعليم آنذاك في اليوم التالي ليقول تصريحات مسيئة بحق المعلمين حين قال على المعلمين حلق ذقونهم بدل المطالبة بإعادة احياء النقابة .

ــ في اليوم التالي لتصريحات الوزير قام عدد من المعلمين في الكرك والطفيلة بالإمتناع عن التدريس لحصتين دراسيتين احتجاجاً على تلك الإساءات .

ــ بعد ذلك بيوم تطور الأمر وعمت الإضرابات مدارس محافظتي الطفيلة والكرك ومن ثم كافة محافظات الجنوب لتصاب العملية التعلمية هناك بشلل تام وتصاعدت الأصوات المطالبة برحيل وزير التربية وكان المعلمون يتهتفون " ارحل ارحل يا بدران " كما قرر المعلمون العمل من أجل إعادة إحياء نقابتهم لمنع التدهور المتصاعد لعملية التعليم وإحياء نقابتهم والتي حلت عام 1957 ولم توافق الحكومة على إعادة إحيائها عام 1990 أسوةً ببقية النقابات بعد عودة الحياة الديمقراطية للأدرن وإلغاء الأحكام العرفية إثر هبة نيسان المعروفة في محافظات الجنوب وقد حظيت مطالب المعلمين بدعم معنوي من عديد القوى النقابية مثل المهندسين والمحامين.

ــتم تعيين ضباط ارتباط في كل مدرسة من أجل المتابعة والاتصال مع بقية المعلمين ولتنظيم الإضرابات .

ــ حاولت حكومة السيد سمير الرفاعي الالتفاف عى مطالب المعلمين وعقدت اجتماعاًٍ مع ممثلي المعلمين بمحافظات الجنوب في رئاسة الوزراء وقررت زيادة علاوة التعلمين بمقدار 5% لتصبح العلاوة 60% وقرر المعلمون الاستمرار في الإضراب مطالبين بأن تصبح العلاوة مئة في المئة وأصروا على مطالبتهم بإحياء نقابتهم ..

ــ قامت السلطات الأمنية الأردنية بمحاولات عدة لاختراق المعلمين وإفشال إضرابهم واستخدمت أساليب التهديد والوعيد لكنها لم تنجح أمام إصرار وتحدي المعلمين .

ــ احتجت الحكومة بعدم وجود مجلس تشريعي يقر النقابة كونها تحتاج لإصدار قانون من مجلس النواب فقام المعلمون بعد مشاورات مكثفة مع قواعدهم بتعليق الإضراب الذي استمر أكثر من عشرين يوما وإمهال الحكومة لتنفيذ مطالبهم حتى بداية السنة الدراسية الجديدة وهنا كانت الحكومة تأمل بعودة المعلمين عن مطلب إحياء النقابة خصوصاً مع اقتراب العطلة الصيفية واعتقاداً منها أن حراك المعلمين زوبعة في فنجان وقد أدرك المعلمون نوايا الحكومة غير السئة فقام المعلمون بمحافظات الجنوب والشمال وبعض محافظات الوسط وبعد فك الإضراب بإجراء الاتصالات مع بعضهم في للتنسيق حول الخطوات القادمة وتم تشكيل اللجنة الوطنية لإحياء نقابة المعلمين التي سبقها اللجنة الوطنية لمعلمي محاظفت الجنوب وقد ضمت اللجنة الجديدة معلمين من جميع المحافظات وتم انتخاب النائب الحالي الأستاذ مصطفى الرواشدة رئيساً لها وكانت المشاورات والاتصالات لا تنقطع مع اطلاع جميع المعلمين على آخر التطورات .

ــ مع بداية العام الدراسي 2010/2011 ونتيجة تلكؤ الحكومة في رفع العلاوة إى مئة في المئة نفذ اللجنة الوطنية إضراباً وكان هذه المرة أقوى من المرة السابقة حيث عمت الإضرابات محافظات الجنوب والشمال أما في عمان فقد كانت نسبة الإضراب متدنية للغاية واستمر الإضرابات ثلاثة أسابيع وبعد اتفاق اللجنة الوطنية مع وزارة التربية على صرف العلاوة كاملة على ثلاث سنوات ابتداءاً من عام 2011 لتصبح العلاوة مطلع عام 2013 100% وللتذكر كانت هناك فعاليات عدة للمعلمين حتى بعد تعليق الإضرابات أمام مجلس النواب إضافة إلى مسيرة الشموع من القطرانة إلى عمَّان احتجاجاً على احالة عدد من قادة المعلمين إلى الاستيداع ونقل آخرين تعسفياً إلى مناطق بعيدة للضغط على حراك المعلمين وقادتهم .

ــ مع بداية الفصل الثاني عام 2011 نفذت اللجنة الوطنية إضراباً عاماً حاشداًً وكانت نسب المشاركة عالية في مختلف المحافظات من أجل الضغط على الحكومة لعرض مشروع قانون إحياء النقابة على مجلس النواب الذي كان منعقداً آنذاك وتم عرض الموضوع على المجلس العالي لتفسير الدستور الذي أفتى بعدم قانونية النقابة .

قررت اللجنة الوطنية تعليق الإضراب بعد مشاورات مع المعلمين تغليبا للمصلحة العامة والاستمرار في الفعاليات الأخرى والتواصل مع مجلس النواب من اجل الموضوع .

بداية العام الدراسي 2011/2012 نفذت اللجنة الوطنية إضراباً شمل معظم المحافظات وكان نسبة الإضراب في عمان مرتفعة مقارنة بالمرات الماضية ومن ثم تم تعليق الإضراب .

ــ قبل بداية الفصل الثاني أفتى المجلس العالي لتفسير الدستور تحت ضغط المعلمين وإصرارهم بقانونية نقابة المعلمين وتم عرض مشروع القانون على مجلس النواب الذي وافق عليه .

ــ بعد إقرار هيكلة رواتب موظفي القطاع العام تم تخفيض علاوة التعليم إلى 60% بحجة زيادة الراتب الأساسي وقام اللجنة الوطنية بالاعتراض على ذلك وهددت باللجوء للإضراب ما لم يتم منح العلاوة كاملة وبالفعل مع بداية الدوام في الفصل الثاني تم تنفيذ إضراباً عاماً شمل مختلف المحافظات وبعد أسبوع اعتصم المعلمون من كافة المحافظات على الدوار الرابع في وقفة حاشدة ضخمة لم تعهدها البلاد من قبل فقد احتشد أكثر من 20 ألف معلم هناك ونتيجةَ لذلك قررت حكومة عون الخصاونة منح علاوة التعليم كاملة بنسبة 100% .

هذه أبرز المحطات في حراك المعلمين الذي كان ملهماً للثورة التونسية وفقاً لصحيفة الغارديان البريطانية المعروفة حين قالت " إن الثورة التونسية استلهمت من حراك المعلمين في الأردن " وهناك الكثير مما لم أذكره أو نسيته علماً أن عدد من الزملاء المعلمين يحتفظون بأرشيف لحراك المعلمين منذ قيامه ويتضمن محاضر المشاورات والللقاءات مع الحكومة ومسؤوليها وغير ذلك .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات