الكرك حافية القدمين ..


جراسا -

 سماهر عبدالله السيايده

تلك الصهباء شامخة الحروف , سيدة الجنوب , وموطن الرجال الرجال , مازالت تختال في ثوبها الحريري المزين بالعقيق , ذاك الثوب الذي ارتدته علياء الضمور ومشخص المجالي وكل سيدة من سيدات شموخ الكرك , مازال تاريخك ايتها العنقاء يدندن مع صهيل خيول الطوارق .

الكرك فاتنة الجنوب ،تعاني في خجل ،فما تعوّدت بلد الرجال أن تبكي بصمت ،الكرك سيدة الرجال الأوائل الذين سطروا تاريخاً عريقاً ،تقف اليوم أمام القضاء بتهمة إنجاب الرجال الذين أودعوها دار نقص الإحتياجات ،فالكرك تكاد تخلو من أبسط احتياجاتها كل شئ بحاجة إلى إعادة النظر فيه ،فهى بحاجة الى المسؤولين الذين أصبحوا في عِداد الأموات ، نواعق الكرك من نوّاب ووزراء في ذمة الله ،تم دفنهم في عبدون والصويفية , بعد هجرتهم تاركين الكرك تئنّ بالوجع , ونسيوا بأن الكرك أنجبتهم وجعلتهم يجلسون على كراسي السلطة , هولاء الذين شربوا من مياهها جاءوا اليوم يحملون مياه عبدون معهم لأنّ مياه الكرك لاتصلح للماشية , فكيف تصلح لأبناء قلعة الشموخ ؟ لماذا وقفتم كالأصنام أمام قرار تحويل مياه الديسة إلى عمان ؟؟ ومن الأقرب إلى الديسة عمان أم الكرك ؟ ام أن عمان هى الأردن , والكرك خارج حدودها ,؟ لكن الحق معهم مسؤلوا الكرك لايسكنونها ولم يطالبوا بحقها , كراسيهم في مجلس النواب لم ولن تهتز من أجل الجنوب وأرض الجنوب , وربما تبقى زياراتهم للكرك قليلة فالشوارع المليئة بالحفر والمطبات لايجوز أن تسير بها سياراتهم , تلك الشوارع التي تصلح لإقامة مدينة ألعاب , فمن خلال المطبات تستطيع أن تشاهد قلعة الكرك ومن خلال الحفر تستطيع التنقيب عن النفط , ناهيك عن عدم وجود أعمدة الإنارة فالسير ليلاً يتطلب منك استعمال جميع الحواس وقراءة المعوذات , وخاصة وإنك تسير في منطقة مليئة بالحشائش على جوانب الطرق , بعد أن حصلت زراعة الكرك على إجازة مرضية مفتوحة , وعند مرورك بالكرك لابُدّ أن تُلقي التحية على جسر الكرك , فيبدأ برواية قصص الفساد والغياب الحكومي فتودعه متجهاً إلى عبارة "ارفع رأسك أنت في الكرك " وقتها ستبكي بصمت , ويغتالك الحزن , لكنك حتماً سترفع رأسك لأن الكركين تعودوا دائماً أن يكونوا مرفوعي الرأس هكذا علمنا إبراهيم الضمور والد الذبيحين , حينما جعل من الكرك رواية يتحدث عنها الأجيال .

كرك التاريخ والمجد أعذريني أبداً لن تسيري حافية القدمين فخيول الطوارق تحملك عبر التاريخ , لابارك الله فيمن تقلدوا زمام أمورك وتركوكي لدار العوز والحاجة , هولاء عبيد الكراسي الخشبية , ليتهم يسيرون بكراسيهم على سفوح شيحان ليشتموا رائحة الكرامة المفقودة من وجوههم لعلهم يعودون ......



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات