أردنيون يبحثون عن هويتهم في مؤتمر "ام قيس" الجمعة


جراسا -

تصادف، اليوم الثلاثاء، الثاني من ايلول ذكرى إنعقاد مؤتمر أم قيس، والذي عقد في مثل هذا اليوم من 1920 في بلدة ام قيس ، شمالي الاردن ، ويعد المحطة الحاسمة في مكون الهوية الوطنية الأردنية قبيل تأسيس الإمارة.

وأعلنت مجموعة من الشباب من مختلف التيارات السياسية والفكرية، وبعض الفعاليات الشعبية عن نيتها الاحتفال بهذه المناسبة، يوم الجمعة المقبل في بلدة ام قيس، احياء للهوية الاردنية وتاريخها والتأكيد على المبادئ التي نادا بها المؤتمر الاول ، لاسيما استقلال القرار السياسي للاردن، وبناء وطن مستقل يحمل فكرا وهوية جامعة ، وكيان غير قابل للتقسيم او التبعية.

ويأتي احياء هذه المناسبة في ظل ما يحيط بالاردن من مخاطر وتحديات تمثل تهديدا حقيقيا لكيانه وهويته، ناهيك عن تنامي الهويات الفرعية على حساب الهوية الوطنية .

وحددت العائلات والعشائر القاطنة جنوب بلاد الشام في مؤتمر أم قيس عدة مطالب كانت محصلتها تبلور الإرادة الشعبية القائمة على ضرورة الاستقلال الناجز بقيادة أمير عربي رافضة الضم أو الإلحاق بأية كيانات مجاورة وهذا كان أول تعبير عن النزعة الاستقلالية لدى شعب شرقي الأردن، بحسب الكاتب الصحافي الراحل سامي الزبيدي.

وكان الزبيدي يرى في قراءة قدمها حول الهوية الاردنية من منظور تاريخي ، ان ثمة طروحات تبالغ في تعظيم العامل الذاتي في تبلور الهوية الوطنية استنادا إلى اعتبار أن مؤتمر أم قيس كان عاملا وحيدا في التأسيس، وهذا الاتجاه ينفي عن عمد العامل الدولي المتمثل في الاستعمار البريطاني، وكذلك ينفي عن عمد أيضا العامل الإقليمي المتمثل بتأثير الجوار العربي المشبع بشدة بالدعاية العروبية التي ترافقت مع انتصارات الثورة العربية الكبرى بقيادة الهاشميين.

هذا التيار يحاول صناعة مقولات تاريخية بأثر رجعي ولأهداف سياسية مستجدة وتوظيف ذلك في سياق السجال السياسي حول مستقبل الدولة الأردنية في سياق الخيارات المتناقضة التي تواجهها القضية الفلسطينية وما يمكن أن تلقيه من ظلال على الدولة الأردنية. وهذا التيار يسمي نفسه "التيار الوطني الأردني"،وهو خليط من قوى عشائرية ومن أفراد كانوا ضمن صفوف اليسار الوطني.

في المقابل ثمة تيار يعظم من دور العامل الكولونيالي على حساب العوامل الأخرى فيلغي بجرة قلم أماني ونضالات أعضاء مؤتمر أم قيس ويقلل من شأن تأثيرهم لصالح تقوية عامل الرغبة الاستعمارية في تأسيس الدولة ويلحق عامل المشروع الأميري بالبعد الاستعماري .

هذا التيار نشأ على ضفاف الايدولوجيا القومية الثورية وهو يمتلك خطابا مؤدلجا ومغلقا لا يقبل الحوار ويذكي نظرية المؤامرة.

وخلص الزبيدي الى ان طروحات التيار المشار إليه أخيرا يعبر عنها بعض اليساريين الايدولوجيين حيث يرى هذا التيار أن تشكل الهوية الأردنية منذ بدايات تأسيس الكيان الأردني في عام 1921 كان وطيد الصلة بالوجود البريطاني، وهو قول تلفيقي يستند إلى نظرية المؤامرة فيقلل من الأهمية التاريخية للمشروع الهاشمي الوحدوي. كما يغفل هذا التيار الأبعاد المحلية المتمثلة بالخيارات الشعبية لسكان شرقي الأردن، وبالتالي يعظم من دور العامل الخارجي. هذه الرؤية تبقى مستلبة للنظرة الكولونيالية بحيث تغدو شكلا من أشكال الاستشراق معكوسا.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات