جراسا -

عبير الاغا - نسمع كثيرا وبشكل مستمر منذ فترة وجيزة عن حرائق تشب في غابات برقش من محافظة عحلون يأتي ذلك بعد أخبار تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي عن نية لقطع مساحات شاسعة من أشجار غابات برقش لبناء كلية عسكرية .

ورغم تشكيك الجهات المعنية بصحة ما ورد في هذه الاخبار إلا أنه أصبح من البديهي معرفة من يقوم بتلك الافعال والملامون كثر بالاضافة إلى الاسباب التي تدعوهم إلى ذلك ومن بينها الوضع الاقتصادي الذي تمر به المملكة متمثلا بارتفاع أسعار المحروقات ما يدفع المواطنين إلى اللجوء لقطع الاشجار في ايام الشتاء دون مراعاة لما تشكله الاشجار من أهمية في حياتنا يقول أحد المواطنين أنه لا خيار للفقراء أمام هذا الارتفاع الفاحش لأسعار المحروقات ! ويقول آخر : أنه لا شيء يبرر قطع الاشجار خاصة ان هذا القطع لا يقدم إلا فئة معينة من المجتمع إن كانت غير معنية بما يحدث للبيئة من دمار فغن الفئة الاخرى يعنيها ذلك !

ولقد تأكد أن المرضى اللذين تجرى لهم عمليات في المستشفيات يظهرون بوادر التعافي بسرعة إذا كانت شرفتهم تطل على منظر أشجار وهذا الترابط بين الناس والاشجار لطالما تجلى في التصدي لقطع الاشجار من أجل توسيع الطرق .

وتلعب الاشجار دورا مهما في تحسين بيئة الانسان حيث تعمل كمصدات للرياح القوية في الشتاء ويمكن لها تحييد أو استيعاب وابل المطر الغزير أو الامطار المتجمدة أو الباردة وهي تعترض المياه الغامرة وتخزن جزءا منها مما يقلل من إمكانية حدوث موجات الجريان السطحي والسيول .

وتعمل الاشجار على تحسين المناخ من خلال التحكم في تأثيرات الشمس والرياح والامطار فالطاقة المشعة من الشمس يتم امتصاصها في أوراق الاشجار المتساقطة في الصيف وتعيد إخراجها في الشتاء عبر الافرع عندما تسقط أوراقها فنشعر بالبرودة عندما نجلس تحت الاشجار لنحتجب عن أشعة الشمس وفي الشتاء نستفيد من إعادة إخراج هذه الطاقة المشعة لنشعر بالدفء !

تقول إحدى الناشطات البيئيات :" إن القضاء على الاشجار من شأنه أن يضع الوطن والمواطن في دائرة الخطر فللاشجار أهمية كبيرة جدا وتتمثل أهميتها في أنها تعمل على تنظيف وتلطيف الجو من خلال إزالة الغبار والاتربة والاوساخ وغيرها من الجسيمات وعندما يأتي المطر يقوم بإزالة تلك الملوثات إلى الارض وتقوم الاوراق كذلك بامتصاص ثاني أكسيد الكربون من الهواء لتشكيل الكربوهيدرات التي تستخدم في نظام وبنية الشجرة وفي هذه العملية تقوم الاوراق أيضا بامتصاص الملوثات الهوائية الاخرى كالاوزون ومونوكسيدات الكربون والسلفور وتعي مقابلها الاكسجين "

وتتضح اهمية الشجرة بشكل جلي من خلال هذا التصريح وهي بالاضافة إلى ذلك تؤدي عددا من الوظائف في محيط المدينة معمارية وهندسية فهي توفرالخصوصية وتعزز المظهر العام للمدينة وتحجب رؤية المناظر غير المرغوب فيها وهي كذك تحجب الوهج والانعكاسات وتنظم حركة سير المشاة وتعمل كخلفية لتزيين أو إظهار الملااف العمرانية

وبالعودة إلى الحديث عن غابات برقش فإنه من الخطر المساس بهذه الثروة الحرجية لما تلعبه الاشجار من اهمية بالغة في حياتنا كبشر وخاصة ان الغابات في الاردن لا تغطي سوى 1% من المساحة الكلية للبلاد .