دنيا وأبوها متعب


في أثناء تصفحي بعض صفحات الفيسبوك التي أتابعها وأتابع أخبارها، وإذ بإحدى الصفحات الرائعة والتي تعنى بأخبار قريتنا الجميلة تقوم بنشر صورة لأمراه و حاجة فاضلة من سكان قريتنا ( أطال الله بعمرها وأمدها بالصحة والعافية ) والذي لفت انتباهي هو اسمها ( دنيا متعب ) ...فأخذتني الذاكرة إلى مثل وقول لطالما سمعته من كبار السن في قريتنا ، كانوا يستخدموا هذا القول عندما تضيق عليهم الدنيا ، وهو ( دنيا وأبوها متعب ).

فما أحوجنا في هذه الأيام إلى مثل هذه الأمثال الرائعة ، والدليل هو ، حاول أن تجالس طفلا وتفتح له قلبك وان تسأله عن حياته ، هل هو مرتاح فيها أو مبسوط بها ؟ تجد أن الجواب لا ، وتجد أن مثقال الهموم التي فوق رأسه كبيرة يبدؤها بهموم الدراسة.... ، وكذا الشباب دون أن تسأله أو تنفس له يبدأ بنشر الهموم والصعاب التي تواجهه، فاحدهم يتمنى التخلص والانتهاء من الجامعة وآخر يشتكي من عدم حصوله على بيت وآخر عاطل عن عمل وآخر غير قادر على الزواج وآخر يشتكي من ظروف عائلية وآخر.......وكذا الآباء والأمهات فربما تكون همومهم و صعابهم اكبر وأكثر ، فيكونوا على أعصابهم عندما يكون لهم ابن أو بنت بالثانوية،ويقلقون على غياب أبنائهم وهذا كله على حساب صحة أجسامهم .

فلقد قال الله تعالى في سورة البلد : (( لقد خلقنا الإنسان في كبد)) أي في تعب ومشقة ، فمهما وصل إلى أعلى مناصب الدنيا ورغد العيش فيها، فسيبقى في تعب إلا إذا أحسن علاقته بخالقه ، فالغني يشتكي من هذه الدنيا والفقير يشكي، والكبير والصغير يشتكي ، هذه هي الدنيا لا راحة فيها، وصدق من قال ( دنيا وأبوها متعب) .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات