التهدئة تعزز انقسام الفلسطينين وتعيد حسابات المحاور الى الواجهة

حماس تتهم اجهزة السلطة بالضفة باعتقال عناصرها - ارشيفية

جراسا -

خاص - من نهاد الطويل  - رام الله - من يتأمل المشهد السياسي الفلسطيني عقب وقف النار في غزة واعلان التهدئة يلمس حجم التباين الموجود على الساحة لا سيما بين حركتي "حماس وفتح" وهي تبايانات لا يمكن فصلها باي حال من الاحوال عن دور اللاعبين الخارجين في حسابات المحاور والمصالح.

ارهاصات الانقسام ومعالم العودة الى المربع الأول بدأت من رام الله وذلك في اعقاب الخطاب المتلفز الذي قدمه الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، اذ اتهم عباس حركة حماس في قطاع غزة بدعم وتشكيل ما اسماها بـ"حكومة ظل" في قطاع غزة وذلك في تصعيد غير مسبوق تزامن مباشرة مع وقف العدوان على القطاع،مجدد في الوقت ذاته تساؤله عن من يملك "قرار الحرب والسلام".

الرئيس عباس اتهم حماس "بالكذب عليه في قضية المستوطنين الثلاثة" بعد أن تبرأت من العملية أمامه من قبل وعادت للاعتراف بالمسؤولية عنها وعلى لسان قيادي رفيع فيها هوصالح العاروري من إسطنبول.مع العلم ان القيادة السياسية رجعت وعادت في بيان صحافي لها عقب نشر اخبار على عدة موقع تنفي حينها الاعلان عن المسؤولية.

وقال عباس في خطاب له في اعقاب الحرب أن "مبادرة وقف أطلاق النار التي وافقت عليها حماس بعد 51 يوماً من القتال هي المبادرة نفسها التي رفضتها في اليوم الأول وكان بالإمكان تفادي 2000 شهيد وتدمير آلاف المنازل".

واضاف "لن نقبل إلا بسلطة واحدة وبندقية واحدة وقرار السلم والحرب بيد السلطة"، معتبرا ان "إعدام العملاء إجرام" وأضاف "إن حماس حاكمت وأعدمت دون التشاور مع أحد".

تصريحات الرئيس عباس يرى فيها مراقبون انه تعكس حالة التخبط السياسي الفلسطيني وتشي بالخوف والقلق الفلسطيني على مستقل المصالحة وحكومة الوفاق الوطني وسط جدل واسع في الشارع يتعلق بصلاحيات الحكومة في وقت لم يزر رئيسها الدكتور رامي الحمدالله ووزير داخليتها قطاع غزة قبل الحرب وبعد الحرب وهو ما فتح الباب لانتقادها من قبل الشارع الفلسطيني واتهامها بـ"التقصير والغياب".

وبدا جليا مدى انتعاش بورصة المحاور خلال الحرب وبعدها صعدت لصالح ايران وتركيا وقطر وكانت من ابرز تجليات التباين بين الفلسطينين وذلك خلال مهرجانات "النصر"،في الضفة وغزة.

والبداية كانت مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل قدم من الدوحة الشكر "المستحق والواجب للأمير الشجاع" في اشارة الى امير دولة قطر تميم بن حمد و"الرجل الأصيل" في أنقرة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.


بينما خرجت الجهاد الإسلامي بجناحها العسكري في غزة فقدمت الشكر لإيران وحزب الله.

فيما اختارت السلطة الفلسطينية وحركة فتح البقاء في حضن القاهرة وتقديم الشكر لها على ما قامت به من دور سياسي وجهود دوبلوماسية في الوساطة لوقف النار واعلان التهدئة،في وقت لم ينس فيه الرئيس ان يشكر دولة قطر.

والى الشارع الفلسطيني ..فتلمس من حديث الشارع حالة من الاحباط من جراء احتدام التراشق الاعلامي واستئناف الاعتقالات السياسية بين أنصار حركة حماس في الضفة الغربية على حد اتهامات الحركة للأجهزة الأمنية بالضفة.

يأتي ذلك في وقت يخشى الشارع الفلسطيني فيه بالضفة وغزة من فشل تحقيق المصالحة،بعد أن عاش الشعب الفلسطيني فصول الوحدة الوطنية بكل تفاصيلها خلال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات