التراشق الاعلامي بين"حماس وفتح" .. هل ينهي"شهر العسل"بينهما؟

حماس تتهم مسؤولين في اجهزة امن السلطة باعاقة المصالحة وتعزيز الانقسام - ارشيفية

جراسا -

رام الله - خاص  - رفضت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الضفة الغربية بشدة حملة الملاحقات والاستدعاءات التي تشنهاأجهزة السلطة منذ يومين في صفوف كوادرها وأنصارها المشاركين في مهرجانات انتصار المقاومة في رام الله وطولكرم ونابلس ، محذرة من دواعي ترك القرار في الساحة لدعاة الانقسام.

وقالت الحركة في تصريح صحفي عاجل تعقيبا على الاعتداءات والاستدعاءات الواسعة التي تعرض لها أنصارها إنه "من العار أن يتعرض أنصار المقاومة التي جلبت الانتصارات لشعبنا للملاحقات والاعتداءات على أيدي أبناء الوطن الذين أضاعوا البوصلة وانحرفوا عن طريق الوطن نحو قبلة الاحتلال".

ودعت حماس قيادة حركة فتح في الضفة الغربية إلى التحرك الفوري ولجم هذه الاعتداءات، موضحة أن "الوحدة الوطنية التي تجلت في ميدان المقاومة تتعرض لهجمة ممنهجة يقودها موتورون بهدف تحطيم معنويات شعبنا وسرقة الأمل من قلوب أبنائه".

وأكدت أنها ستحافظ على بوصلتها تشير نحو الوطن الذي يحتضن كافة أبنائه، وأن هذه الاعتداءات لن تحرفها عن مسارها الوطني الذي عُبد بدماء الشهداء وتضحياتهم.

وقالت الحركة إن الاعتقالات التي عادت وتيرتها إلى الضفة الغربية تضع الكثير من علامات الاستفهام على من يديرون السياسات الأمنية، ويوظفونها لإعادة الانقسام بين أبناء الوطن.

ويعتبر اعتقال العشرات من انصار حركة حماس والتراشق الاعلامي الاكثر حدية بعد توقيع المصالحة واعلان حكومة الوفاق الفلسطيني برئاسة الدكتور رامي الحمدالله ووزير الداخلية ايضا فيما يأتي في اعقاب العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والذي استمر 51 يوما،وهو ما يرى فيه مراقبون بانه تهديدا لمستقبل العلاقة بين الحركة وتعزيزا للانقسام وبالتالي انتهاء شهر العسل بين غزة ورام الله.

 في المقابل أصدرت اللجنة المركزية لـ"فتح" بياناً نارياً، دانت فيه ممارسات "حماس" في قطاع غزة، ضد كوادرها.

وقال ممثل الحركة بالضفة، سائد أبو البهاء، في تغريدة له على مواقع التواصل الاجتماعي إن "الأجهزة الأمنية تستهدف مهرجانات الحركة، من خلال التضييق عليها ومصادرة مقتنيات المهرجان من رايات وأوشحة للحركة، أو من خلال حملات الملاحقة والاعتداءات التي تلي تلك المهرجانات".

وأشار أبو البهاء إلى اقتحام الأجهزة الأمنية لمنزله واستدعائه شخصياً من أجل مقابلة الأجهزة، لكنه على تواصل تام مع القوى الوطنية والإسلامية في رام الله، الذين يتابعون مع الأجهزة الأمنية تلك الاعتداءات التي تمسّ الوحدة الوطنية، على حد قوله.

واتهم المسؤول الحمساوي "أطرافاً" في الأمن بمحاولة العودة بالشعب الفلسطيني إلى مربع الانقسام الأول.

وكانت اللجنة المركزية لحركة "فتح" قد أصدرت بياناً خاصاً ليل امس السبت، دانت فيه بأشد العبارات إقدام "ميليشيات حماس"، خلال العدوان، على إطلاق الرصاص على أرجل وأجساد العشرات من كوادر وأعضاء حركة "فتح" والاعتداء عليهم بالضرب المبرح، ما أدى لنقل بعضهم للعلاج في مستشفيات رام الله والخليل ونابلس. وذكر بيان الحركة أن أعضاء في "حماس" فرضوا الإقامة الجبرية على أكثر من ثلاثمئة من كوادر وأعضاء الحركة في منازلهم بالرغم من إدراكهم مدى خطورة ذلك على حياتهم وحياة أسرهم في ظل العدوان والقصف الإسرائيلي.

كما أعربت اللجنة عن استنكارها الشديد لإصرار "حماس" على بقاء المعتقلين السياسيين من كوادر ومناضلي حركة "فتح" في سجونها، بالرغم من إخلاء هذه السجون التي تعتبر هدفاً مباشراً للقصف الإسرائيلي.

واتهمت اللجنة المركزية "حركة حماس بالإصرار على الإبقاء على حكومة ظل مكوّنة من 27 وكيلاً يتحكّمون في الوزرات كبديل لحكومة الوفاق الوطني".

وعبّر البيان عن "الأسف العميق لتمادي حركة حماس، خصوصاً، عندما تجاوزت ممارساتها كل الحدود، وبدأت تمسّ معظم شرائح أهلنا في قطاع غزة، وذلك عندما سيطرت حماس وأجهزتها المختلفة على المساعدات الغذائية والدوائية التي كانت تأتي عبر المعابر من الضفة الغربية ومن الدول الشقيقة والصديقة، وقامت إما بتوزيعها على جماعتها من خلال جهاز الدعوة في المساجد، أو بيعها في السوق السوداء".

وكانت الأجهزة الأمنية الفلسطينية قد دهمت ساحة المهرجان المركزي للحركة، بمدينة رام الله، يوم السبت، وصادرت بعض مقتنيات المهرجان، بينما اعتقلت عدداً من أنصار الحركة وكسرت زجاج سيارة أحد كوادرها، ونصبت الحواجز ودققت في بطاقات عدد من المشاركين.


وفي طولكرم، شمالي الضفة الغربية حاصرت قوات من الأمن الوطني الفلسطيني، ليلة امس السبت، ساحة مهرجان نظمته حركة "حماس" وعمدت الى مصادرة، أعلاماً وصوراً وأوشحة للحركة، فيما اعتقلت واعتدت بالضرب على عدد من أنصارهاعقب انتهاء المهرجان الذي نظمته الحركة.

وتناقل نشطاء على مواقع التواصل الى جانب شهادات حية مصادر محلية، انباء مفادها إن قوات من جهازي الاستخبارات والأمن الوقائي الفلسطيني، طوقت ساحة مدرسة العدوية الثانوية للبنات، وسط مدينة طولكرم، عقب انتهاء مهرجان لحماس احتفاءً بانتصار غزة وانتهاء الحرب، وبدأت بملاحقة أي شخص يحمل رايات الحركة، ومزّقت صور شهداء من قادة "القسام" الذين استشهدوا في غزة أخيراً.

وأضافت المصادر: إن الأجهزة لم تكتفِ بذلك، بل شهرت أسلحتها في وجه عدد من أنصار الحركة واعتدت عليهم بالضرب، فيما شنت حملة اعتقالات واستدعاءات في صفوف عناصر الحركة، كما شهرت أسلحتها في وجه فتيات من حركة "حماس" كن يحملن رايات الحركة، وذلك من أجل تسليم تلك الرايات للأجهزة.

وكانت حركة "حماس" حصلت على ترخيص لمهرجانها من الجهات المختصة في السلطة الفلسطينية الذي أقيم، عصر السبت، شريطة ألا ترفع الحركة في المهرجان أي راية لها، وشارك فيه نحو ثلاثة آلاف من عناصر "حماس" وأنصارها.

بينما شنت حملة استدعاءات أخرى لمقابلة الأجهزة الأمنية، طالت العشرات من أنصار "حماس" وكوادرها في الخليل، عقب مهرجان نظمته احتفاءً بنصر غزة، يوم الجمعة، في ساحة مدرسة ابن رشد بمدينة الخليل.جنوبي الضفة الغربية المحتلة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات