ما وان وضعت الحرب في غزة أوزارها, وانتصر فيها من انتصر وانهزم من انهزم, ولتفرز نتائجها وضعاً جديداً قد يغير ميزان القوى الفلسطيني, والذي قد يغري قوى على الساحة الأردنية تنتشي في نصر غزة أكثر من مقاتلي القسام والجهاد وغيرهم محاولة استثمار الفوز بأرخص الخطب.

وهنا لا اذهب بعيدا ان توقعت ان أهم نتيجة لحرب غزة على الساحة الفلسطينية هي العودة بالمصالحة الفلسطينية إلى المربع الأول, وظهور النزاع الفلسطيني- الفلسطيني على السطح وقد يكون أكثر عمقا وتعقيدا, بل إني بت أؤمن ان حماس أرادت الحرب ومهدت لها هروبا من استحقاق الانضمام للسلطة وليعود الوضع في غزة الى ما قبل الانقلاب الحمساوي وهو ما لا يخدم الحركة بمفهومها النضالي او حتى السياسي.

ما يجري في غزة والضفة ألان هو تعميق للنزاع ونكران لأرواح الشهداء اللذين سقطوا وهروب للإمام ومحاولة يائسة من كلا الطرفين لقيادة المشهد بعد الحرب وكأني بالسلطة وحماس تقتسم الغنائم التي تم جمعها على أنقاض القطاع المدمر وبأرواح من استشهدوا وبالأم من يعانوا من جروح ونكبات وبيوت مهدمة ونساء ثكلى وأطفال باتت بلا معيل.

وهنا على الساحة الأردنية تفاعل الكل مع إحداث غزة وانتفضت المدن بساكنيها شيبا وشبابا مع الغزيين في حربهم مع اليهود, بل ان المدن الأردنية وأهلها ثارت أكثر من الضفة و 48 بثورة عفوية صادقة عروبية حاولت ان تقدم ما أمكنها لدعم صمود أهل القطاع ضد العدوان.

فلا يجوز ان يعتلي منابرنا من يزايد علينا, ولا يجوز ان نستل سيوفا من خشب لنحارب بها طواحين الهواء, ولا يجوز أيضا ان نسقط ما جرى في غزة هنا في عمان, لتستغله فئة هنا وهناك, امتهنت تجير الفوز الى سجلها الخاوي من البطولات.

وحدهم من قاتلوا ونازلوا العدو في الميدان فوق الأرض وتحتها, وحدهم من تهدمت بيوتهم وشردت عوائلهم واستشهد أبنائهم, وحدهم من دفنوا تحت الأنقاض وفوق الرماد, وحدهم ترفع لهم قبعاتنا ويحق لهم النشيد.

إما إبطال المنابر.....فلهم الله يكفينا من شرهم.

خالد منصور العلي الخلايله