غزيون:نعيش اجواء الحرب وما تحقق من اتفاق وقف النار صفر


جراسا -

خاص- من نهاد الطويل – رام الله - الحديث الدائر في الشارع الفلسطيني بشكل عام والغزي بشكل خاص،دخل في حالة نقاش وجدل مستمرين ويتعلق باتفاق التهدئة مع الاحتلال الاسرائيلي وما تحقق على أرض الواقع ولمسه الغزييون في نفس الوقت.

ووسط حالة من الانقسام في الشارع فقد اعتبر كثيرون ان ما تم ما اتفاق لوقف اطلاق النار يعتبر نصر للمقاومة بينما يعتبر اخرون ان الاتفاق يأتي بنسخة جديدة تقود للعودة للوضع ما قبل العدوان في وقت صمدت فيه غزة اكثر من 51 يوما ولا تزال.

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل قال في مؤتمر صحافي بالدوحة قبل ايام ويحمل شعار "شعب يصنع نصره": "لقد حققت المقاومة جزءًا مهمًا من هذه المطالب، وتأجلت بعضها لأنها معركة ضارية، لأن الحسابات تراوحت بين حدين الدفاع عن امانة مطالب شعبنا، وبين حجم الجريمة والدمار الذي كان يرتكبه الاحتلال فينا".

وفي قراءة سريعة للاتفاق فإن ابرز المكاسب التي تطفو على سطح تكمن في فشل الاحتلال في اجتياح القطاع واحتلاله مجددا وبالتالي الفشل في اخضاع المقاومة ونزع سلاحها او التأثير على قدراتها،الى جانب ما حققته المقاومة من التفاف جماهيري الى جانب ما تجلى من وحدة سياسية فلسطينية على اعلى المستويات رغم الاختلافات والتصريحات الاخيرة لبعض القيادات الفلسطيني.

في غزة يبدو الحال بعد التهدئة كما هو الحال عليه قبل الحرب بمعنى ان لا حصار انتهى بشكل كامل ولا حتى فتحت المعابر الاسرائيلية وحتى معبر رفح المصري بقي مغلقا امام الغزيين في انتظار توافق فلسطيني فلسطيني ومفاوضات فلسطينية مصرية في وقت تباينت فيه اخبار الصيادين والتي تؤكد انهم دخلوا لسماحات جديدة في عرض البحر وبعضها تنفي.

المواطن الغزي والمدون هشام ساق الله يؤكد:"أن كل ماجاء في اتفاق وقف اطلاق النار غامض فحتى الان لم نشعر بأي شيء تغيير كان ييفترض ان يتم دخول الاسمنت بسرعه الى قطاع غزه وحتى الان لم يدخل وهناك غموض بهذا الشان وكان من المقرر ان يدخل الصيادين للصيد مسافة 6 اميال وامس منعوهم الكيان الصهيوني الوصول الى هذه المسافه."

وتابع ساق الله لـ"جراسا":" لنقول ان اي شرط تحقق نحتاج الى تحقيق مكاسب على الارض وشرح اكثر ومتابعه فالجو العام اصبح مختلف حتى ان الناس بداو يحضروا انفسهم لجوله اخرى من الصراع مع الكيان الصهيوني حسب مايتحدث عنه الجيش الصهيوني."

وكما نقل الغزييون لـ"جراسا":فإنهم لا زالوا يعيشون أجواء الحرب، فطائرات الاستطلاع لا زالت تحلق في سماء غزة ولا تفارقها ، تماما كما حصل عند اختراق التهدئة لاغتيال القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف".، ولا يوجد حديث عن اتفاق سياسي شامل أو تحقيق ولو جزء من مطالب المقاومة، فالجانبان لا زالا يخفيان تفاصيل ما تم الاتفاق عليه في القاهرة،وهو ما يخلق حالة من القلق والخوف لدى الغزيين ويهدد تفاصيل حياتهم اليومية ومعيشتهم.

وتعليقا على ما تحقق من المطالب على الأرض يرى المحلل السياسي طلال عوكل أن المكسب الأساسي الذي حققه الفلسطينيون هو "الصمود والاستمرار في مواجهة العدوان"، فضلا عن وحدة الموقف والقيادة الفلسطينية خلال المعركة، معتبرا أن أي إنجاز إضافي يعد مكسبا أيضا.

ويضيف عوكل في قراءة منشوره له أن الطرف الفلسطيني حصل على "جزء مهم" من مطالبه برفع الحصار وفتح المعابر، حيث تتدفق مواد البناء وغيرها لإعادة إعمار غزة، لكنه توقع شهورا طويلة من المفاوضات لتحقيق باقي المطالب، خاصة في ظل أجواء عدم الثقة بالاحتلال والتزامه بما اتفق عليه، وفي ظل عدم القناعة بأن معركة 2014 ستكون الأخيرة مع الاحتلال، وفق تصوره.

وأوضح أن أحدا لم يكن يتوقع أن يحصل المفاوض الفلسطيني على كل مطالبه دفعة واحدة، مؤكدا أن الفلسطينيين "ليسوا أمام معركة حسم مع الاحتلال حتى يحققوا كل مطالبهم".

وينص التوافق الأخير على إدخال مواد البناء "بشروط" وعن طريق الأمم المتحدة المخولة بالإشراف عن المواد ذات الاستخدام المزدوج كالإسمنت والحديد.

في السياق ذاته يؤكد إن مطلب الفلسطينيين برفع الحصار دون قيود أو شروط لم يتحقق، كما ظلت إسرائيل طوال المفاوضات ترفض البحث أو تأجيل البحث في إقامة المطار والميناء والتراجع عن إجراءاتها بعد 12 يونيو/حزيران، خاصة اعتقال محرري صفقة شاليط والنواب.

يذكر أن المطلب الفلسطيني بفتح المعابر بقي مشروط بقيود إسرائيلية ودولية،لكن الوفد الفلسطيني وافق على فتح المعابر في هذه المرحلة للمواد الغذائية والإنسانية ضمن تفاهمات اتفاق 2012 الذي كان مشروطا أيضا.

الى ذلك لا يخفي المراقبون والمتابعون تخوفهم من خدعة جديدة متفق عليها بين الأطراف المساندة لإسرائيل في عدوانها،تقوم إسرائيل بموجبها بالعودة للضربات الجوية خلال شهر، ويساعدها حلفاؤها في عزل الدور القطري والدور التركي، وتستفيد إسرائيل خلال هذا الشهر في تفتيت وتذويب الرأي العام المضاد لها الذي تشكل خلال العدوان، فتظهر بعد انقضاء الشهر وكأنها بدأت عملية عسكرية جديدة بأهداف مختلفة،وهو ما المحت اليه تسيفي ليفني المعارضة لحكومة نتنياهو ورئيسة وفد المفاوضات سابقا مع السلطة حيث توقعت عودة الحرب بعد اسابيع قليلة.

وفي الساحة الفلسطينية واحاديث الصالونات السياسية يستمر سؤالا واحدا وهو :لماذا توصل الطرفان الى وقف النار دون الإعلان عن فحوى الاتفاق؟ وهل من الممكن تجدد الحرب خلال الأيام المقبلة؟




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات