أين وزارة الثقافة من مهرجانات القرافة؟!


لو كانت المهرجانات التي يروّج لها فتيان العصر الذهبيّ في عاصمتنا عمّان سياسية ذات طابع معارض لشاهدنا مؤسسات الدولة تنتفض للوقوف على تبعات تأثيرها، ولشاهدنا المئات من التغريدات على مواقع التواصل الاجتماعيّ تحمّلها المسؤولية المطلقة في إحداث الشرخ في مجتمعنا وربما تهدد السلم الأهلي جراء تلك الفعاليات كما يزعمون، وقد تؤثر على السياحة الداخلية وعلى أمزجة سعادة السفراء الذين تعوّدوا على تناول العصائر ووجبات الغذاء في مطاعم العاصمة عمّان، وقد نخسر الكثير من الامتيازات بالرغم من الحرية المسموح بها وفق القانون وهي مريحة مقارنة بدول الجوار.

وتناسوا أن المهرجانات الذيّ يتم إعدادها من جيل البذخ الذّهبيّ هي الأخطر من المهرجانات السياسية والمعارضة، فالمعارض معروفه أفكاره وتوجهاته ومحصورة أعداد منتسبيه ومعروفة السقوف التي يعمل بها، أمّا هؤلاء الفتية الذين يتغنّون بالألوان وسحرها الأخاذ والبيجامات ورمزيتها الرومانسية والبيرة وأهميتها الروحية، كل ذالك يثير مدى الانفتاح في مجتمع ذات طابع عشائريّ له خصوصيته المحافظة وبخاصة عندما تسوّق تلك المهرجانات في الأماكن السياحية والعامة التي من المفترض أن تكون مصايف للأردنيين الذين يسخّرون عطلهم الأسبوعية للترفيه فيها و تجاذب الأفكار في ما يدور في الوطن من مستجدّات.

كان حليّ بهذا الجيل بدل التّباهي بالبيجامة وألوانها الجذابة والمشروبات وقدرتها السحرية في غياب العقل أن يتوجهوا إلى مؤسسات الوطن للمشاركة والانغماس في شركات الإنتاج والعودة إلى القيم الأصيلة التي تربى عليها الشباب الذين الآن في ميادين العمل يمثّلون الوطن في شتّى الأقطار ينشرون رسالة الوطن القائمة على التسامح والمحبة والمحافظة على الزيّ الأصيل واحترام عادات وطقوس الطوائف التي لا تدين بالإسلام فهي جزء أصيل بالوطن كان لها صولات وجولات في رقيّ الوطن ورفعته.

الم يحن الوقت لوزارة الثقافة أن تنتفض من مكاتبها وترقب تلك الثّلة التي تثير الزوابع الحضارية الغربية كما يدّعون، فأنا أعلم أن الوزارة تنصّلت من تلك المهرجانات وأن لا علاقة بها، لكن ذلك لا يعفيها من مسؤولياتها في التصديّ ونشر التوعية والتوجيه في وسائل الإعلام خوفاﹰ من انخراط الشباب في تلك المتاهات ومن ثم نندب أنفسنا ونقول أن الجيل في ضياع، فعليها أن تبادر في معرفة مروجيّ هذه الأفكار وتقديمهم للمساءلة إذا ثبتت أفكارهم الهدّامة فلا مجال لحرية شخصية تمسّ قيم المجتمع.

وتمنيت لو أن خطباء المساجد قد أثاروا هذه القضية في منابرهم بدلاﹰ من الانشغال في توبيخ المعلمين و التّوجد على معلميّ القدم، وكأن المعلم ارتكب جرماﹰ لا براءة منه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات