صالونات سياسية: تفاهمات مصر بين المنظمة واسرائيل وعباس سحب المفاجأة


جراسا -

خاص- كتب نهاد الطويل  - رام الله -  تابع الشارع الفلسطيني بشكل خاص والعربي بشكل عام ما سيبوح به الرئيس محمود عباس مما اسماه بـ"المفاجأة" التي سيقدمها للرأي العام لكنه في المقابل تفاجأ اي الشعب بحجب عباس لمفاجأته وربما تأخير الاعلان عنها لأجل غير مسمى في وقت اختار الاعلان من مقاطعته برام الله عن وقف فوري لإطلاق النار بعد التوصل الى اتفاق برعاية مصرية.

مصادر سياسية تعتقد بان الرئيس عباس اضطر للعدول عن تأخير الاعلان عن مبادرته السياسية بنسختها الجديدة أو ربما سحبها ولو مؤقتا لاسباب تتعلق بأولوية الاعلان عن وقف النار اولا الى حانب ما يواجهه من ضغوط امريكية - اسرائيلية سياسية حالت دون الافصاح عن ملامح مبادرته السياسية ونقاطها التي اراد من خلالها ان يقفز الى الدرجة الاخيرة في االسلم مستثمرا العدوان على القطاع في لحظة يصفها البعض بالتاريخة والعصيبة على القضية الفلسطينية.

ويخطط عباس للتوجه إلى مجلس الأمن الدولي لطلب إجلاء إسرائيل عن أراضي الدولة الفلسطينية المعترف بها، حتى وقت وتاريخ محدد ومعلوم، ويريد أن يكون ذلك طلبا عربيا فلسطينيا مشتركا، أي من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ضد دولة عضو تحتل أرض دولة أخرى عضو.وفقا للتوقعات.

وكانت "جراسا" قد نشرت في تقارير سابقة ان الفلسطينين يسعون الى استثمار العدوان الاسرائيلي على غزة بقنص فرصة وانجاز تاريخ يتمثل في الاعلان على دولة فلسطينة على حدود الاراضي المحتلة عام 67 وذلك لتجاوز قضية العدوان على غزة والعمل على ترتيب وضع استراتيجي اكبر واعمق.

وتحاول الصالونات السياسية في رام الله التاكيد على أن وقف العدوان على القطاع غزة جاء  بعد  تفاهمات بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل وهو ما يعتبره اصحاب هذه الرؤية ضمانة حقيقية لنجاح التفاهمات.

وكانت كافة الفصائل الفلسطينية بما فيها حركتي حماس والجهاد الاسلامي قد شاركت في المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال الاسرائيلي في مصر وهو ما انتج وحدة الفلسطينيين تحت مظلة المنظمة بحسب مراقبون.

القيادي في حركة فتح  وعضو الوفد الفلسطيني في مفاوضات وقف النار اكد انه لأول مرة منذ أن سيطرت حماس على قطاع غزة في يوليو (تموز) 2007، تكون منظمة التحرير طرفا في اتفاق يخص القطاع وتبدو هذه هي النقطة الأهم في الاتفاق الأخير وما يميزه عن اتفاق 2012 الذي أبرم بين حماس وإسرائيل فقط برعاية مصرية.

ويعتبر الشارع الفلسطيني ان مجرد تحقيق وقفا لإطلاق النار بعد 51 يوما من الصمود في وجه العدوان يعتبرونه انتصارا في النقاط على الاحتلال الاسرائيلي في وقت فشل فيه عن تحقيق اي من اهدافه،وجر اذيال الهزيمة مقادا لشروط المقاومة والموقف السياسي الفلسطيني الذي ظهر الاكثر توحدا منذ سنوات.

في المقابل وصف كثيرون من النشطاء السياسين وحتى على مواقع التواصل الاجتماعي ان الاعلان بشكل مفاجأ عن وقف لإطلاق النار اعطى صورة عن اخراج مبهم لما ستؤول اليه الامور ومستقبل مجهول للتهدئة التي ستستمر طيلة شهر كامل.بينما لا يزال الترقب والانتظار لما ستسفر عنه سيد الموقف وسط تساؤلات كثيرة لا تلق اجابات من صناع القرار.

ومن المتوقع ان تبدأ مرحلة ثانية من المفاوضات الشهر المقبل في القاهرة من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي يعالج القضايا الخلافية التي تتركز على طلب حماس من إسرائيل الإفراج عن مئات الفلسطينيين الذين اعتقلوا في الضفة الغربية عقب خطف وقتل ثلاثة شبان إسرائيليين قبل اشهر الى جانب مطالب بناء الميناء واعادة بناء المطار بالاضافة الى قضيةالإفراج عن قدامى المعتقلين الفلسطينيين الذين أسقطت فكرة الإفراج عنهم بعد انهيار محادثات السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وطلب إسرائيل أن تسلم حماس وغيرها من جماعات النشطاء في غزة جميع أشلاء ومتعلقات جنود إسرائيليين قتلوا في الحرب.

 وأظهر أحدث استطلاع للرأي نشره المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي، قبل ايام، وأجري خلال الفترة خلال الـ 5ايام التهدئة السابقة التي اعلن عنها وشمل عينة عشوائية مكونة من 1000 شخص يمثلون نماذج سكانية من قطاع غزة أعمارهم 18 عاما فما فوق، أن أغلبية الجمهور الفلسطيني مع التهدئة ودعم المطالب الفلسطينية وشروط المقاومة ورفض الحديث عن سحب سلاح غزة.

وكان الوفد الفلسطيني المفاوض قد توصل بوساطة مصرية إلى اتفاق يعالج قضايا فورية تشمل وقف العدوان ووقف استهداف إسرائيل، وفتح المعابر من أجل حركة الأفراد والمعونة الإنسانية ومعدات إعادة الإعمار إلى القطاع، وتضيق المنطقة الأمنية العازلة داخل حدود قطاع غزة من 300 متر إلى 100 متر إذا صمدت الهدنة، وتوسيع إسرائيل نطاق الصيد البحري قبالة ساحل غزة إلى ستة أميال بدلا من ثلاثة أميال مع احتمال توسيعه تدريجيا إلى 12 ميلا.

وتبقى بنود أخرى رهنا باتفاق مصري - فلسطيني، يفتح الباب نحو عودة السلطة إلى غزة بقوة كبيرة، مثل فتح معبر رفح الذي يتطلب من السلطة الفلسطينية تسلم مسؤولية إدارته والانتشار على طول الحدود، وهو طلب مصري وافقت عليه حماس، إضافة إلى مسألة إعمار غزة التي ينتظر أن يعقد مؤتمر دولي بشأنها بداية الشهر المقبل في القاهرة كما اعلنت النرويج ويستهدف جمع أكثر من 6 مليارات دولار لإعادة الإعمار الذي اتفق كذلك أن تكون حكومة التوافق الفلسطينية مسؤولة عنه بالكامل.

من الجدير بالذكر ان العداون على غزة خلف حتى اللحظة أكثر من 20130 شهيدا و10 آلاف جريح وترك دمارا هائلا يحتاج اعماره لسنوات لكنه في المقابل غززوحدة الفلسطينيين وضخ وعيا جديد في الشارع العربي والتفافا غير مسبوق حول القضية الفلسطينية واسقط في الوقت ذاته مجددا نظرية الجيش الذي لا يقهر،وخلفت مزيدا من السقوط الاخلاقي والانساني في صفوفه قبل ان تسقط المئات من جنود والالاف من الجرحى.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات