الخليج المخ ومصر العضلات


غضبت اميريكا من مصر ودولة الامارات العربية كونهما قاما بضرب تجمعات وقواعد للثوار الاسلاميين في ليبيا ، ودعما لجيش " حفتر" الذي تتجسد به شخصية السيسي كونه رجل عسكري دخل السياسية من باب " زنقه زنقه " .
وهذا الغضب الأمريكي جاء نتيجة لحقيقة كانت نتاج الربيع العربي وتمثلت في أن بعض دول الخليج اصبحت لاعبا رئيس في احداث المنطقة ، وتنوعت ادوار لعب تلك الدول بناءا على موقفها من التيارات الاسلامية التي اعتلت سدة الحكم في بعض دول شمال افريقيا ومنطقة الشرق الأوسط .
ومنها من وقف مع تلك التيارات وما زال يتصرف بأوامر امريكية كدولة قطر ، ومنها من وقف مع العسكر ضد تلك اليتارات الاسلامية كدولة الامارات والسعودية وخرجت من تحت الوصاية الامريكية وإن كان خروجها يمثل خيانة للعهود مع امريكيا ، إلا أن هذا الخروج جاء بهدف خلق نماذج حكم ديكتاتورية عسكرية لضمان استمرارية حكم الأمراء والملوك لشعوبهم ، وطرح امثلة لتلك الشعوب عن النهايات المأساوية لموجات الربيع العربي .
وتشير بعض التقارير أن تكلفة اسقاط حكم الاسلاميين في مصر تساوت مع تكلفة تثبيت حكم العسكر ، وهنا الحديث عن مليارات من الدولارات تم ضخها في خزائن مصر دون ضمانات والمطلوب من مصر فقط أن تكون هي اليد التي تضرب بها تلك الدولة الحركات الاسلامية ، وأحداث غزة الأخيرة وموقف مصر من المعابر وإصرارها على قيادة المفاوضات لدليل قوي على أن تلك الدولة مارست التخطيط والتفكير للوصول لنهاية صراع حماس مع اسرائيل على الشكل الذي انتهى به .
ولعب مصر دور المخ في هذه الفترة يفتح الباب لبعض دول الخليج أن تصول وتجول في المغرب العربي ، وهي تعلم أن جغرافيته لايمكن أن تلتقي مع حدودها وهي بالتالي تلعب بغير ملعبها وتتحكم باللعب عن طريق الريموكنترول، والأن تم إعطاء مصر " العضلات" الضوء الأخضر لإنهاء القصة السورية ، وذلك ليس للتخلص من النظام السوري بل للتخلص من التيارات الاسلامية كجبهة النصرة وداعش والإخوان ،لأن بوجود نظام ديكتاتوري في دمشق يعيد للعبة السياسية توازنها الذي عاشت به المنطقة لأكثر من اربعين عاما .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات