8000 !


خاص بـ"جراسا" - كتب أدهم غرايبة - 

(1)
حينما يتقدم 8000 مواطن أردني للعمل بوظيفة " عامل نظافة " , فإن العمل عيب , و عار أيضا . بعكس المقولة المتداولة !

أريد أن أعرف أولا , بأي حق , و ما المغزى من تحويل إسم " عامل نظافة " الى " عامل وطن " ؟! سيما أن ثمة دلالات غير لائقة يحملها الإسم الجديد المبتدع .
ثانيا , منذ متى يتهافت هذا العدد من الأردنيين للعمل بهكذا وظيفة لطالما حظيت بنظره إجتماعية تحط من شأن صاحبها ؟! . من يدعي أن هكذا عمل ليس عيبا ليتفضل و يدلنا على أحد من عامة الناس و من الطبقة الإجتماعية المتوسطة قبل بتزويج إبنته لعامل وطن ! .
أنا هنا لا أعبر بالضرورة عن موقف شخصي بقدر ما أعرض واقع الحال , و أحاول فضح عيوب ما يخفيه هكذا رقم .

(2)
ذكرني خبر " حث " صندوق النقد الدولي " للحكومة في الأردن " على رفع الأسعار بمثل شعبي يقول "كديش و لاحله مشوار "!.
فلطالما طاب ل " كديش " حكومتنا مشواير صندوق النقد و توصياته المباركة , و تحريضه - لا " حثه " - على رفع الأسعار مرفقا بتخفيض الدعم الاجتماعي الذي يفترض أننا ندفع تكاليفة عبر المجازر الضريبية المفروضة علينا أصلا و التي لا ترتد علينا بالنفع !.
لو أننا حظينا بحكومات تخضع للمحاسبة عقب إنهاء خدماتها , و مسألتها بجدية , و مسؤولية وطنية , لعرفنا أن ما أخذت الحكومات بيمينها من المواطن أكثر بأضعاف مما أعطته بشمالها . رغم أن شمالها لم تعطيه سوى الفواتير لسدادها !.
تحريض صندوق " النكد " الدولي أكد مقولة شعبية أخرى و أثبت ان " حظ الدولة قوي " و كأن " الدولة " ينقصها مسوغات لإرتكاب المزيد من الجرائم المعيشية بحق شعبها !
بأي حال , ما كان الصندوق أياه ليعنينا لو أن حكوماتنا حافظت على خيرات البلد و طورت قدراتنا الزراعية و السياحية و التعدينية و حصنت شعبها بقوانين و أنظمة تحمية إجتماعيا و تعفية من المساواة بينه و بين الوافدين و اللاجئين الذين باتوا يشكلون نسبة فلكية من سكان الأردن . لو حدث بعض ذلك على الاقل لما بوغتنا برقم ال 8000 من شباب بعضهم مؤهل للعمل بمهن لائقة اكثر في قطاعات اخرى منتجة !

(3)
يرى البعض أن هكذا رقم يشكل دليلا كافيا على الإنتصار على ثقافة العيب في المجتمع الاردني , و الصحيح أن هكذا رقم يعد أكبر دليل على أن ما تعمله الحكومات بحق شعبها هو أكبر عيب !.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات