نجل عباس يهرب من فضائح الفساد الى حصانة السياسة


جراسا -

أن يعلن نجل رئيس السلطة الفلسطينية طارق عباس، نيته الترشح عن إقليم محافظة رام الله والبيرة في حركة فتح، في الانتخابات التي ستُجرى في الثلاثين من الشهر الجاري، ليس بالامر المفاجئ، بل هو تطور طبيعي لرجل اعمال متهم بالفساد.

اذ ان تزاوج المال والسلطة ليس بدعة فلسطينية، فطارق (48 عاما) الابن الاصغر لعباس، سطع نجمه وشقيقه الاخر، في عالم الفساد والمال الملوث بدماء الفلسطينيين وباموال المساعدات والدعم، فلم يخجل ياسر الابن الاكبر لرئيس السلطة التي تملك سداد رواتب موظفيها، ان يعترف بانه مليونير.

ويعمل طارق ، رجل أعمال منذ سنوات طويلة. وكان قد وُلد في قطر، درس إدارة الأعمال في واشنطن، ويعيش منذ عام 2000 في رام الله.

وأنشأ طارق مع شقيقه الاكبر ياسر،  شركة سكاي للنشر والعلاقات العامّة، وهي الأكبر في الضفة الغربية، وأربع شركات تُدعى فالكون - للاستثمار والعقارات، الإلكترونيّات، التبغ، والاتّصالات.

ولم يشكل الطموح السياسي لدى الاخوين عباس هاجسا يوما، غير انه مع تزايد الاتهامات التي تلاحقهما بتهم الفساد والتربح، والدعوات بمحاسبتهم ومحاكمتهم، دفعتهم للجوء الى حيلة تساعد في غض الطرف عن نشاطاتهم واسكات تلك الاصوات.

وتخطت تهم الفساد حدود السلطة الفلسطينية، حتى وصل صيتهم الى الولايات المتحدة الامريكية .

وكالة رويترز، أجرت تحقيقًا في الأمر، وكشفت أنه منذ انتخاب محمود عباس رئيسًا للسلطة الفلسطينية عام 2005، ربح الأخَوان في مناقصات مختلفة لوكالة المساعدة الأمريكية قيمتها نحو مليونَين ونصف المليون دولار، مُنح قسمٌ من المال كضمانات، والباقي كمنَح لشقّ طُرق وإنشاء شبكة صَرف صحيّ في جنوب الضفة الغربيّة، وكذلك كدفعة لشركة النشر العائليّة، التي عملت على تحسين صورة الولايات المتحدة الأمريكية في الأراضي المحتلة.

 وكانَ الكونغرس الأمريكي قد ناقش في السنوات الماضية الشبهات القويّة حول أنّ أموال الضرائب الأمريكية تصِل بطُرق غير سليمة إلى الأخوَين عباس.

وسبق ان اتُّهم الشقيقان عباس بأنّ شركة النشر التابعة لهما، سكاي، هي التي أدارت الحملة الإعلاميّة لـ "مبادرة جنيف"، التي تدعو إلى التوقيع على اتّفاق سلام إسرائيلي - فلسطينيّ، وترفع راية حل الدولتَين. وكانت إدارة مبادرة جنيف قد رفضت الاتّهامات، ناسبةً إيّاها إلى حركة حماس.

كما ان مكتب المدَّعي العامّ في مصر ، كان قد حقَّق في قضايا فساد تورّط فيها الشقيقان في عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، حين جرى الحديث عن علاقات وثيقة جدًّا أقاماها بالملياردير المصري المقرَّب من مبارك، أحمد عِز.

وسياسيا، يعتكز طارق عباس على مواقف اشتهر بها مؤخرًا، حيال المفاوضات مع إسرائيل، التي تناقض مواقف والده.

حيث وصف المفاوضات بأنها "غير مجدية"، وإنه لا يدعم حلّ إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، بل حلّ "الدولة الواحدة". كما يدعم طارق مواصلة الخطوات الفلسطينية لتعزيز العضوية في المؤسسات الدولية.

وفي مقابلة أُجريت معه مؤخرا في "نيويورك تايمز"، صرّح عباس: "نحن لا نريد أن نقاتل، ولا نكره أحداً، ولا نريد أن نطلق النار على أحد، نريد أن نكون تحت القانون"، اما لسان حال الشعب الفلسطيني فيقول " ليتكم (اي ابناء عباس) تحت القانون" .

ولكن السؤال المهم، "هل ينقص السياسة الفلسطينية فسادا.."

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات