مفاجأة الرئيس عباس .. مفاجأة للشعب الفلسطيني

الرئيس الفلسطيني محمود عباس

جراسا -

خاص - كتب نهاد الطويل  - رام الله  - أثارت تصريحات الرئيس الفلسطيني قبل يومين مع إحدى القنوات الفضائية المصرية عقب لقائه السبت الماضي بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اثارت حالة من الترقب والحديث العام في الشارع الفلسطيني،في وقت اكد فيه عباس انه سيقدم مفاجأة لم يخض في تفاصيلها على الهواء مباشرة .

مراقبون يرون ان الرئيس عباس يدفع باتجاه مبادرة جديدة لوقف العدون على غزة،فيما تتشابك تفاصيلها،ولا تلتقي في الوقت نفسه مع الشروط التي وضعتها المقاومة في القطاع وربما تهملها جميعها وتذهب بها في مهب الريح في وقت لا تزال فيه"اسرائيل" تراوغ وتتلاعب وتماطل رغم مسودة الاتفاق النهائي الاخيرة التي تناقلتها وسائل الاعلام كافة.

في المقابل ترجح مصادر قريبة من عقلية وتفكير الرئيس انه يحاول استغلال الوضع الحالي والعدوان على غزة في ربط قضية غزة وحصارها بقضايا الحل النهائي والمفاوضات التي استمرت اكثر من عقدين،وشهدت ما شهدته من عدوان اسرائيلي طال الانسان الفلسطيني والارض.

والسؤال المطروح ماهي مفاجأة الرئيس عباس واين تتجه ؟

ويجيب الكاتب الفلسطيني سميح خلف على التساؤل السابق أن عباس لن يستثمر ايجابيات صنعتها غزة والمقاومة ، بل هو كسلوك سيكولوجي اعتاد عليه انه ضد المقاومة وضد سفك الدماء هي تلك التي دخل فيها السادات كامب ديفيد.

وتوقع الكاتب خلف في قراءته لـ"جراسا"أن يتجه الرئيس عباس لتطوير الحل الامني الاقتصادي المرتبط بالأردن واسرائيل بثلاثية الجغرافيا أي كنفدرالية بين سلطة الحكم الذاتي والأردن واسرائيل ، وهنا يتم تجاوز جميع القضايا على قاعدة الدبلوماسية الداخلية والحلول الامنية الداخلية ، هذا اقرب الى الصحة ولا اعتقد ان هذه المفاجاة ستروق لكيري عدو الشعب الفلسطيني وان كانت في محتويات توجهاتها اسقاط للمشروع الوطني الفلسطيني برمته الذي ينحدر من منحدر الى اخر.وفقا لخلف.

وتابع خلف:"فلو كان عباس يريد ان يطرق ابواب من الحلول الوطنية للقضية الفلسطينية لاسقط  فكرة ان القضية الفلسطينية قضية امنية واقتصادية بالبعد الذاتي والاقليمي ولعاد الى حل وسطي اقرته الامم المتحدة مثل قرار التقسيم 181 وقرار 194 او كما يقول اليساريون بحل الدولة الواحدة التي تتيح للجميع ممارسة الضغوط السياسية والمدنية في الدولة وعلى اسس القانون والعدالة وبناء على التشكيل الديموغرافي على الارض الفلسطينية المحتلة".

وفي الوقت الذي ينتظر فيه الشارع بوح الرئيس عباس عن مفاجأته الجديدة،يرى كثيرون ان هذه البوح "الرئاسي" قد يثير حفيظة الكثيرين ويرفع وتيرة الحزن لدى الشعب الفلسطيني لما يرافقها من تصريحات واطروحات يرى فيها المواطن الفلسطيني انها تضر بمصالحه الوطنية وهو على النقيض مع اطروحات المقاومة ومع التيارات المحافظة في حركة فتح.

ووفق الكاتب خلف في القراءة التي قدمها لـ "جراسا" فإن عباس لن يخطو في هذه المرحلة المفصلية على السلم خطوة ثم خطوة ، بل يقفز ربما للدرجة الاخيرة في السلم ، فهناك في الساحة الفلسطينية ما يحتاج لترميم واصلاح والجمع لا الطرح.

ويرى خلف ان أي مفاجأة اذا صح التعبير عنها يجب ان تنطلق من وعاء وطني وليس وعاء شخصي للرئيس وللرئيس فقط ، ولا يمكن ان تختزل الايقونة الوطنية في شخص واحد هو المقرر ، واذا كان هناك مبادرة من الرئيس فيجب ان تطرح على الوعاء الوطني الشامل بكل فصائله ، هذا اذا لم نقل تفعيل مؤسسات منظمة التحرير ومجلسها الوطني وتصحيح صادق في داخل حركة فتح واللقاء على برنامج وطني مع فصائل المقاومة ، حيث ان هناك تفاوت كبير بين ما يطرحه عباس وما تطرحه المقاومة للأن ، وان كان هناك بعض الاتفاقيات التي يرى كل من الجانبين انها اتفاقيات مرحلية لسبب او لآخر .

اذا ماهي مفاجاة الرئيس عباس وماذا تكون ؟ هل سيرجع عباس للقرارات الدولية وقرار التقسيم ؟

وهنا يجيب خلف ويواصل تساؤلاته في قراءته :" لا اعتقد ذلك ، هل الرئيس عباس سيذهب الى اعلان الكفاح والنضال لدولة واحدة واسقاط المطلب الاسرائيلي بهوية الدولة ؟ لا اعتقد ذلك ، وفي ظل سقوط حل الدولتين ماذا يبقى من خيارات ؟

وأضاف خلف:"اعتقد ان خيارات عباس لن تخرج عن بلورة لاطروحات بلير وكيري ومشروع قديم جديد لكنفدرالية تعتمد على الحل الدبلوماسي للقضايا المستعصية في الصراع مثل اللاجئين والحدود وغيره وتطوير ما نصت عليه اوسلو من سلطة الحكم الذاتي وكما قلت ولان مشروع حل الدولتين انتهى بسيطرة اسرائيل على ما يسمى يهودا والسامرة."

وكان عباس قد نشط  بعد اكثر من 7 ايام من العدوان على غزة ، ومازال وفي كل تصريحاته يعتبر نفسه وسيطا ً وليس طرفا ً في كل اطروحاته ودعواته لقطاع غزة ، حتى المبادرة المطروحة بعد لقاءه مع مشعل نصوصها وطرحها يقول ان عباس وسيطا ً وليس طرفا ً وليس رئيس لدولة تسمى فلسطين او رئيسا ً للسلطة او رئيسا ً لمنظمة التحرير.

هذه المرة مفاجأة الرئيس عباس خلال الاسبوع القادم كما قال وسيعرضها على كيري ، اذا لماذا لم تعرض على الجمع الوطني ؟ ولماذا لم تعلن من غزة المحاصرة ؟ ولماذا لا يطلب اجتماع للملوك والرؤساء العرب وتعلن المبادرة ولأن العرب هم جزء من االصراع وان اختلفت المواقف .

وكان الرئيس عباس قد ابدى استعداداته خلال مقابلة قناة صدى البلد المصرية الزيارة قطاع غزة.

وهنا عقب خلف:"فرق ان يزور عباس غزة وان يقيم فيها كرئيس لدولة فلسطين في هذا الجزء المحاصر فلماذا لم يأخذ ياسر عرفات نموذجا ً له في حصاره داخل المقاطعة ، وربما لو وجد الرئيس عباس في غزة وهي في معركتها وحصارها لكن التفعيل والمفعول الدولي والاقليمي اقوى ، ولكن يبدو ان الرئيس عباس يعمل على منهجيته الخاصة والخاصة فقط في كل اطروحاته ، فهو يقفز في مبادرته ويجسدها بمعونات انسانية ، ثم اعادة اعمار ، وهنا يسيل اللعاب لطبقة المستثمرين والمقاولين ، وتترك باقي القضايا في مهب الريح امام مراوغات العدو وفقداننا سخونة الموقف والمواجهة.وفقا لخلف.

اذا ً الى اين تتجه مفاجأة الرئيس عباس ؟!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات