سجناء الطـُزْ


جراسا -

بقلم رجاء المكحل

بعض السعادة من سلوك ، و قلة منا أتقن أداء مفهوم هذه السعادة ، لنتنعـــم بمفعولها
مفعول السعادة : من رضا ، ومن سلام ، طمأنينة ، سكون ، تهذيب لكل شيء أصيل قبل تفاعله مع المؤثرات الخارجية فيجاري بتكوينه تشوه المحيط

كيف نحب ؟
بالرضا
بعد تثبيت مواصفات أصول القناعة ، فتدوم بحياتنا كل نعمة ، أبسطها عطاء السلام بتحية القلب المنطلق

بماذا القلب ينبض؟
بل ، كيف ينبض ؟
مادام أنه غير راضي عمن نحب؟


لماذا لا يرضى قلبك؟
ما الذي يرضي قلبك؟
أسأل نفسك بخفاء...اسأل بداخلك

كيف تتوقع من غيرك ...فعل أي شيء لأجل مقام سموك ؟
وسموك لا يرضى ، ولن يرضى
يقال عنك "مشغول" والحقيقة هي أنك تنشغــــل

أنت لم تتقدم أولاً بمبادرة فعلية تجاه غيرك، و لما تريده ، بمعنى : هل كنت أنت النموذج التطبيقي أمامه ،لما ترغب بوجوده بحياتك ، فيتواجد بغيرك عبر التقليد

كيف تحتمل العيش بسوء الظن ، ضمن مسابقة التفكير والتخطيط الأبدي بينك وبين وسواسك الشيطاني من هنا ومن هناك لمحاصرة الآخر المسكين معك في حياتك؟
فقبل أن يخطو أي خطوة نحوك ، تحاصره أنت مسبقا ً، على خطواته المرفوضة وغير المرضي عنها مسبقاً

ماذا ستأخذ ؟
لن تجني سوى التباعــد والاهمــال و الصَّمـتْ ، وان صار للحوار مجال ، فسيأخذ الحديث صوته العـــالي المزعج ، ليزيد علو الصوت على كل البعد بعداً مضاعف..دون تبادل أي استيعاب لارادة معنى الكلمات

فكيف ستنعم بمفعول السعادة؟
وأنت بجدارة لا تستحقها ،لا أنت ، ولا من ابتلي بالحظ معك
ستعيش بمفعول التطنيش من الكِبر بالنفس، ولا يعد الكبر من الترفع الراقــي الانساني ،بل من الذي اسميه كثيرا ً و أعده من سلوكيات "الطز" ، فمن خلاله تهمس الأنانية لدى الطرفين بالاتفاق بعد تبادل المصلحة ، فيكون الجميع تلقائيا على وعي زائف بأنه بحالة انتصار! أو فوز !
(ماخذ حقه)
لأن الأخذ من هنا = العطاء من هناك ، فتسير الأيام مع انعــدام السعادة ، وتبرير كل ظواهر الانشغال براحة ضمير ، وتواصل فرص اسقاط التقصير على الآخرين دون أن نرى أي تقصير من أنفسنا ، ليتكررالاستبدال فيمن ننشغل به أو معه مؤقتاً ، وهو حق كبر النفس ، فمكانة أصل من وجبت معه و له و فيه السعادة بحفظ الروتين

(معلش، كلها حياة "طز" والا ما تعدي)

رجـ المكحل ـاء
فنانة تشكيلية
لون من الضاد .ض .الأردن



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات