جراسا -

مراسلنا في رام الله - نهاد الطويل -  يتداول نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلا مصورا يظهر مقاربة بين قصف الاحتلال الاسرائلي لبرج "الظافر 4" السكني،ليلة أمس السبت، في حي تل الهوى بمدينة غزة، وتفجيرات الـ "11 سبتمبر 2001" لبرجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن في ولاية نيويورك الأمريكية، حيث سقط 2973 قتيلا و 24 مفقودا، إضافة لآلاف الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة.

الصواريخ الإسرائيلية التي أطلقها الاحتلال من طائرة هجومية بدون طياروتعرض لها برج "الظافر 4" قبل أن تغير طائرات "اف 16" عليه وتقصفه بعدد من الصواريخ ، ما أدى إلى انهياره بشكل كامل، يتشابه تماما مع تدمير أبراج مركز التجارة العالمي.

ووفق الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، أسفر تدمير البرج عن شهيدين وإصابة 17 مواطنًا منهم 4 أطفال، الذي أكد أن إقدام الاحتلال على استهداف برج "الظافر 4" يعتبر تطورا خطيرًا، ما يؤكد أن العدو أدخل المدنيين العزل في قطاع غزة في مرحلة جديدة من التصعيد غير المسبوق بعد اختراقه للتهدئة المعلنة بينه وبين فصائل المقاومة الفلسطينية مساء الاثنين الماضي.

وبدأ جيش الاحتلال بتوسيع عمليات الإبادة الجماعية من خلال استخدامه لصواريخ أميركية متطورة غير تقليدية تحدث دمارا هائلا في الأحياء السكنية المستهدفة، موقعةً عددًا كبيرا من الشهداء و الجرحى بين صفوف المدنيين، كما جرى في استهداف منزل عائلة الدلو بغزة و اللوح في دير البلح و استهداف منزل كلاب في تل السلطان برفح و غيرها من منازل المواطنين التي دمر محيطها بالكامل.

وقال القدرة إن "هذا التصعيد الممنهج من قبل العدو باستهداف الأبراج والأحياء السكنية ينذر بكارثة إنسانية كبيرة تستدعي من المجتمع الدولي التحرك الفوري للجم المحتل على جرائمه المنظمة بحق شعبنا الأعزل وكذلك يتطلب من المجموع العربي والإسلامي وأحرار العالم بالتنديد بهذا التغول المستمر ضد العوائل الفلسطينية التي أبيد منها 88 عائلة خرجت من السجل المدني الفلسطيني و الوقوف بجانب شعبنا الأعزل في مطالبه العادلة".

وفي تعليقه على استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تيسير خالد "ذهلت بالأمس وأنا أشاهد برج الظافر 4 يهوي إلى الأرض في مدينة غزة بنفس مشهد انهيار برجي التجارة العالميين في نيويوك (11 سبتمبر عام 2001). برجا التجارة في نيويورك انهارا في مشهد مروع بفعل العمل الإرهابي، الذي قامت به مجموعات إرهابية تنتمي إلى تنظيم القاعدة، كما انهار برج الظافر 4 وتحول إلى كومة من الدمار والرماد بفعل عمل إرهابي قامت به طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي".وفقا لما نقلته قناة وطن الفضائية وموقعها الاخباري.

ويأتي ذلك في الوقت الذي يصعد جيش الاحتلال الإسرائيلي من استهدافه للأبراج السكنية، فخلال الـ 24 ساعة الماضية في عدوانه المتواصل على قطاع غزة، استهدف طيرانه، برجًا سكنيًا بشكل كلي وسط رفح، وهو الثاني الذي تم تدميره بعد ساعات من تدمير برج آخر في مدينة غزة.

وقصفت الطائرات الحربية برج "زعرب" المكون من ستة طوابق وسط رفح ما أدى إلى تدميره، ويضم كل طابق ست شقق سكنية.

كما استهدفت الطائرات أبراج "الفيروز" شمال غرب غزة، ما أدى لاستشهاد المواطن بدر أبو منيع وأصيب ستة آخرون.

يشار إلى أن برج "الظافر 4" المكون من 14 طابقا ويحتوى على أكثر من 45 شقة سكنية، ما أدى إلى تدميره بالكامل، ما اعتبرته حركة حماس "تصعيدا خطيرا وجريمة حرب".

بدورها، قالت وزارة الداخلية والأمن الوطني إن "الادعاءات التي ساقها الاحتلال حول تدمير برج الظافر 4، كاذبة، لا أساس لها من الصحة".

واستنكرت تدمير الاحتلال للبرج الذي يحوي عشرات الوحدات السكنية المأهولة وحول سكانها إلى التشرد، معتبره قصف الأبراج "تصعيدًا خطيرًا واستمرارًا لسياسة العقاب الجماعي واستهداف المدنيين وتشريدهم".

وكانت مصادر عبرية زعمت أن جيش الاحتلال استهدف البرج لاستخدامه كمركز للتحكم والسيطرة للمقاومة الفلسطينية.

ولفت وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان ناجي سرحان، إلى أن مخلفات الحرب بلغت حتى اللحظة نحو مليونين ونص المليون طن من الركام.

وقال وزير الأشغال العامة والإسكان مفيد الحساينة، إن "نحو 20 ألف وحدة سكنية دمرت وتضررت وأصبحت لا تصلح للسكن، فيما بلغ عدد الوحدات التي تضررت بشكل جزئي متوسط أكثر من 40 ألف وحدة".

إضافة إلى تدمير 81 مسجدا بشكل كامل، وتضرر 150 مسجدا آخر والعديد من الكنائس بدرجات مختلفة، إلى جانب تضرر 230 مدرسة وعدد من الجامعات و350 منشأة صناعية والعديد من المنشآت الزراعية، إضافة للمباني العامة.

 

نقلا عن قناة فلسطين -  التفلزيون الرسمي