جراسا -

خاص – عبير الاغا - يرى مراقبون ان اضراب المعلمين الذي أطل برأسه قبل يومين سينعكس بالضرورة على طلبة المدارس وأهلهم بشكل سلبي وخصوصا من الناحية النفسية، و لا سيما عند المجتهدين منهم،وسط مطالبات بضرورة وضع سقف زمني لانهاء المشكلة والدخول في حوار حكومي نقابي وبوساطة نيابية وذلك للحيلولة دون استمرار الاضراب.

وبحسب ما استطلعته "جراسا" ومن خلال التجارب السابقة فإن اثارا نفسية بدأت تظهر من خلال انعدام الشعور باستقرار العملية التعليمية، ما يُهدِّد في نهاية المطاف مستقبل الطلبة الدراسي وتحصيلهم العلمي،في وقت نقلت فيه"جراسا" عن اوساط نقابية ان ما يزيد عن 90% من المعلمين والمعلمات دخلوا في اضراب مفتوح حتى تحقيق كافة مطالبهم.

يأتي ذلك في وقت تستمر فيه حالة الجدل في الشارع حول مشروعية إضراب المعلمين وسط تباين وجهات النظر واختلافها.

وابدى الناشط النقابي في نقابة المعلمين علاء ابو طربوش من لجنة معلمي عمان الحرة عن تأييده للاضراب التزاما بقرار مجلس النقابة وترسيخا لتقاليد العمل النقابي ودفاعا عن مصالح المعلم مشيرا إلى أن موقف لجنة معلمي الحرة مؤيد للاضراب التزاما بقرار المجلس حيث اللجنة تعمل تحت مظلة النقابة وليست صاحبة قرار وكون المجلس على علم ودراية بكواليس ما يجري من مماطلة بشأن مطالب المعلمين.

الواقفون في صف المعلمين المضربين يعتبرون أن الاضراب أحد وسائل التعبير المشروعة للمطالبة بحقوقهم التي لم تجد أذنا صاغية من الجهات المعنية في الحكومة وهم مع دعوة النقابة مؤكدين إمكانية تعويض الطلبة دروسهم إذا استدعى الامر وامتدت مدة الاضراب.

في المقابل يدور الحديث في الصالونات الاجتماعية والعائلية المناهضة للاضراب في عدد من محافظات المملكة حول اجراءات اهلية وشعبية داعمة لمقاضاة المعلمين والمعلمات الذين لا يلتزمون بواجباتهم الوظيفية التي نص عليها القانون وتسجيل قضايا ضد المعلمين المضربين في المحاكم النظامية كون إضرابهم يمثل تهربا وظيفيا ويشكل ضررا يفضي إلى المسماس بابنائهم ويهدد مستقبلهم التعليمي.

وعبر كثيرون ممن سألتهم "جراسا" عن رأيهم في ازمة الملعمين عبروا عن عن رفضهم من استمرار الاضراب خصوصا وأن الطلبة هم الضحية الاولى رافضين استخدام الطلبة وسيلة ضغط على الحكومة لتحقيق مطالبهم المالية.

مؤيد شناعة لديه 3 ابناء في المدارس نقل حالة من الاستياء الشعبي الناجمة عن ما آلت إليه الامور بين الحكومة ونقابة المعلمين مؤكدا انه كان بالامكان ان يتم تدارك المشكلة وزيادة الحوار خلال العطلة الصيفية تفاديا لخلق ازمة ليلة الدوام وذهاب الطلبة الى مدارسهم وتجنبها للاضرار بهم وقتل فرحتهم بالعام الدراسي الجديد.

احد المعلمين تحدث عن الاضراب قائلا انه الحل الوحيد لنيل حقه كمعلم وأكد أن الطلبة سيعوضون عما فاتهم.

فيما اكدت مواطنة ان الاضراب فيما لو استمر من شأنه أن يؤثر على التحصيل العلمي للطلبة حتى لو تم وضع برامج تعويضية لهم.

أما سعيد الدعجة وهو أحد المدرسين المعارضين لطريقة الإضراب، فيعتبر أن طريقة الإضراب بهذه البداية قد يعزز في حال تأزم الوضع الشعور بعدم المبالاة والاهتمام بالعلم والعملية التربوية لدى المعلم والطلبة والوصول الى نتيجة لا قدر الله عنوانها مزيدا من الكراهية للمدرسة والمعلم.

وتابع الدعجة" ويكفينا الحديث عن الازمة النفسية والاجتماعية التي سترافق الاضراب وتتواصل معه".
و أشارت مواطنة أخرى أن اللجوء إلى أيام العطل الرسمية من شأنه أن يرهق الطلاب والاهالي ويخل بالحياة اليومية وحقوقهم المتعلقة بالاجازات على مدار العام وخلط كافة الاوراق.

الكاتب الصحفي نبيل عمرو اشار إلى أنه هناك حق للمعلمين ، ولكنهم بسبب هيمنة الإسلاميين وبسبب الظروف الإقتصادية من المهم الحل الوسطي ، وتدخل الناس الحريصين على الوطن .

وتنص مطالب المعلمين على "تعديل نظام الخدمة المدنية التعسفي ، تحسين خدمات التأمين الصحي ، اقرار علاوة الطبشورة ، اصدار تشريعات لحماية المعلم ، اقرار نظام المؤسسات التعليميه الخاصة ، إحالة صندوق ضمان التربية الى مكافحة الفساد" وفقا للنقابة.

نقابلة المعلمين ترى ان المسؤولية التاريخية والوطنية والتربوية تفرض الاخذ بعزائم الأمور وذلك حرصا على مصلحة الطلبة حاضرا ومستقبلا في تعليم وتربية حقيقيين يتطلب اتخاذ خطوات حقيقية للنهوض بالتعليم وتغيير على التشريعات الناظمة للعملية التربوية والتعليمية وخاصة تعليمات الانضباط المدرسي وأسس النجاح والرسوب.

وتابعت النقابة في تصريحات صحافية لـ"جراسا" :"حتى لا نجد أنفسنا بعد خمسة أعوام أمام ربع أو نصف مليون طالب أمي في الصفوف الثلاثة الأولى بدلا من مائة ألف حاليا ، أو أمام ألف مدرسة لم ينجح فيها أحد من طلبة الثانوية العامة وحينها لن ينفع الندم ، فمستقبل أبنائنا وتعليمهم هو الأولوية الأولى بالنسبة لنا رضيت عنا الحكومة أم لم ترض".

وبدأ أكثر من 100 ألف معلم ومعلمة في مختلف انحاء المملكة قبل يومين، إضرابًا مفتوحًا عن العمل؛ استجابة لدعوة نقابتهم بالإضراب حتى تحقيق مطالبهم، فيما شهدت المدارس تفاوتًا في التزام المعلمين بالإضراب.