الأيقونة السعودية .. بسبب؟!


ليست مصادفة أن يُطلق وصف الأيقونة ، على الأديب ، الشاعر ، المسرحي والفيلسوف البريطاني شكسبير صاحب العقل الخلاق المُشع ، وليست مُصادفة حين أطلقت منذ زمن صفة الأيقونة العربية الإسلامية، على سمو الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز آل سعود ، التي لم أتشرف حتى اللحظة بلقائها ولم أعرفها عن قُرب ، وإنما هي المصادفة أن علقت في تغريداتها ، مقالاتها ، لقاءاتها الصحفية والإعلامية وأفكارها الإبداعية ، التي تعمل على مزج الموروث التاريخي ، الحضاري ، العربي والإسلامي مع مُستلزمات ومقتضات العصر الحديث المعاش ، ومحاولاتها الجادة لإحداث نقلة نوعية في الحياة السياسية ، الإقتصادية ، الإجتماعية والثقافية ، وليس من أجل أهل وطنها الأم المملكة العربية السعودية فحسب ، وإنما من أجل الشعوب العربية ، الإسلامية وبقية البشر المُنتمين للخلية الإنسانية بكليتها ، وكل ذلك عبر مسار القانون الرابع ، الذي أنجزته الأميرة ، وتحرص عليه وتسعى لحمايته كما تحرص على أولادها وتسعى لحمايتهم .

- أما السبب الأول لتناولي أفكار بسمة السعودية اليوم ، الذي جاء من وحي تغريدة سموها حول ما يُعرف ببرنامج ساند، وعلى خلفية الجدل المُحتدم في السعودية حول هذا البرنامج المُتداول وغير المقونن بعد ، أما ما تدلل عليه النقاشات والمواقف المُتباينة بين القوى السياسية ، الإقتصادية والإجتماعية السعودية تجاه هذا البرنامج المطروح الآن ، فهي تشي بأن ساند ما يزال بمثابة حقل تجارب لإبتداع شكل من أشكال الضمان الإجتماعي ، الذي من المفترض أن يستفيد منه العاملون في القطاع الخاص في المملكة السعودية ، ويجري كل ذلك دون أن يلتفت الساعون وراء ساند إلى الأسس الإصلاحية الموضوعية ، التي يجب ترسيخها أولا ، ومن ثم تبنيها من قِبل مركز صُنع القرار في الدولة السعودية ، هذه الأسس التي قوامها وحسب تغريدة الأميرة كما فهمتها يأتي عبر تبني وتفعيل القانون الرابع كحل جذري ، وخاصة إن طُبقت المسارت التي تستثمر في العقل ، حتى يتمتع الناس بالحرية ، الشعور بالأمن ، العدل ، المساواة ، حقوق الإنسان وسيادة القانون على الجميع وبدون أية إستثناءات .


- أم السبب الثاني الذي ركّز مشاعري على أفكار بسمة السعودية،،،التي هي الأيقونة العربية ، الإسلامية والإنسانية،،،فهو من وحي هوسي بما يجري في فلسطين ، وتلك الحملة الصهيوأمريكية الدموية الغاشمة على أهل غزة ، وذلك في محاولة بائسة ويائسة لإستلاب الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني ، والدرس الذي يُمكن للشعب الفلسطيني أن يتعلمه من مسار القانون الرابع ، الذي تُشكل مضامينه النضالية ، السلمية ، الحضارية خارطة طريق ذات بُعدين ، الأول إستراتيجي وهو الأهم حيث يتوجب على العلماء ، المفكرين ، المثقفين وقادة السياسة والمجتمعات الوطنيين في العالمين العربي والإسلامي ، أن يجدوا ملتقى ، منتدى أو منبرا يعملون من خلاله على بناء جيل فلسطيني ، عربي وإسلامي حُر ، ديموقراطي ، يؤمن بالعدل ، المساواة ، ترسيخ مفاهيم النزاهة ، الشفافية ، سيادة القانون ويؤثر الوطن على نفسه ، أما البُعد الثاني فهو مرحلي تكتيكي إذ يُفترض أن تستثمر القيادات الفلسطينية ، العربية والإسلامية حالة السقوط القانوني والأخلاقي الذي تورطت فيه ما يُسمى إسرائيل ، والمُسارعة لتفعيل دور الدولة الفلسطينية،،، "بصفتها العضو المراقب في الجمعية العمومية للأمم المتحدة"،،، في الهيئات الدولية ، كمحكمة الجنايات الدولية ، إتفاقية روما ، إتفاقيات جنيف والرابعة تحديدا وبقية الهيئات والمنظمات الدولية ، التي من شأنها ملاحقة الصهيوني على ما إقترف ويقترف من جرائم وتمييز عنصري ، ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية .

- أما السبب الثالث والأخير الذي دفعني لدعم منهاجية الأميرة بسمة السعودية الفكرية ، فهو ما تُعانيه لكونها إمرأة تُناضل وتتحدى شبه وحيدة، في مجتمع تطغى عليه الذكورية كما هو حال معظم المجتمعات العربية ، التي ماتزال تنظر للمرأة على أنها ضلع قاصر ، جناح مكسور ، عورة ، بنصف عقل ولا يحق لها ممارسة الحياة السياسية ، الإجتماعية والثقافية على ذات النحو الذي يُمارسه الذكوريون الذين طالما حاول بعضهم عرقلة مسيرتها الإصلاحية ، وبعض آخر ينظر إليها بنوع من الإستخفاف ، فيما هي تؤمن بأن لا صعوبة في الحياة أمام قوة الإرادة ، لا تلفت للخلف وإنما تسير دائما إلى الأمام وبخُطى واثقة لتقض مضاجع أشباه الرجال،،،!!!؟؟؟.



تعليقات القراء

النورس
يسعد غليوينك ياعبقري.....
19-08-2014 08:16 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات