على خلفية انفراد "جراسا" .. اعلامي يوجه رسالة لـ"عباس" حول فضيحة السفارة في بكين


جراسا -

خاطب الإعلامي الفلسطيني د.عزت شحرور الرئيس الفلسطيني محمود عباس موجها له رسالة مفتوحة حول منصب سفير فلسطين في الصين بعد الفضيحة الاخيرة الأخيرة التي انفردت بها"جراسا" وكشفت فيها عن فساد كبير للسكرتير الأول في سفارة في فلسطين في بكين محمد رمضان والتي احدثت ردود فعل واسعة في الشارع الفلسطيني ولاقت متابعة كبيرة على موقع"جراسا".

وتاليا نص الرسالة التي وجهها د.عزت شحرور ونشرها موقع راي اليوم اللندني

​لا بد أنكم تذكرون ـ سيادة الرئيس ـ الكتيب الصغير ـ لكن الهام ـ الذي أصدره زميلكم الراحل في اللجنة المركزية خالد الحسن ( ابو السعيد ) في سبعينيات القرن الماضي والذي اختار له عنوان “عبقرية الفشل” وبدأه بافتتاحية هي زبدة الكتيب . نعيد هنا سردها وفقاً لم علق بذاكرتنا بعد كل تلك السنين العجاف.

يقول المرحوم أبو السعيد وعمر السامعين يزيد:

​” حدثني صديق ديغولي . عن مسئول فرنسي في حكومة ديغول ثارت حوله الشكوك والشبهات بتعاونه مع الألمان . ومع فشل كل التحريات والرقابة التي وضعت حوله لم يكن أمام الجنرال ديغول سوى أن يفجأه بكاريزمته القيادية وهيبته العسكرية ويدخل عليه مكتبه ويوجه له السؤال بشكل مباشر :منذ متى وأنت تتعامل مع الألمان ؟. أجاب المسئول المتهم : منذ عدة سنوات . سأله ديغول كيف تزودهم بالمعلومات ؟ وكيف كنت تتلقى منهم التعليمات؟ . أجاب الرجل : لايوجد أي شيء من هذا القبيل ياسيدي. كل ما في الأمر أنني وبحكم موقعي كنت أختار الأشخاص غير الأكفاء لتمثيل فرنسا في المحافل الدولية “.

​وعندها تساءل الراحل خالد الحسن إننا وبمحض إرادتنا ودون أن نكون عملاء لأحد نختار من يسيء لنا ولقضيتنا وتعيينهم في مواقع هامة وهذا ما اصطلح على تسميته بعبقرية الفشل.

كما تعلمون ـ سيادة الرئيس ـ فإن الصين كانت أول دولة غيرعربية تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية وتفتح مكتباً لها في العاصمة بكين ومن أوائل الدول التي اعترفت بإعلان الاستقلال ورفعت مستوى تمثيل المكتب إلى سفارة وكانت آخر عضو دائم في مجلس الأمن يعترف بإسرائيل .

​ومنذ ذلك الحين تعاقب على السفارة سفراء لا تزال مآثرهم تذكر وآخرون لا نزال نعاني من مثالبهم سواء على الصعيد الوطني أو على صعيد الجالية . فقد أتى علينا حين من الدهر كانت سفارتنا في الصين تصول وتجول ويشار إليها بالبنان وتحظى بفخر الجالية وحسد قريناتها العربيات وإعجاب الدولة المضيفة .

​ثم جاء حين من الدهر أصبحت فيه السفارة مثار خجل وعار لنا كجالية وغمز ولمز لقريناتها العربيات وعبء على الدولة المضيفة لا يتحرج المسئولون الصينيون من الجهر بالإعراب عن امتعاضهم بل واشمئزازهم عند الحديث عن سلوك سفارتنا وسفرائنا .

​وأعقب ذلك حين من الدهر أصبحت السفارة عوان بين هذا وذاك إذ جرت محاولات لإصلاح ما أفسده الدهر فنجحت حيناً وفشلت أحياناً.

​أما الآن وبعد أن وضع العدوان على غزة وزره وأوزاره فإننا أمام معركة جديدة أحد ساحاتها وميادينها الرئيسية ستكون بالتأكيد على الجبهة الدبلوماسية.

​لا بد أنكم تتابعون ـ سيادة الرئيس ـ الانجازات الاقتصادية التي حققتها وتحققها الصين يومياً وأن ذلك بات يترافق مع حراك دبلوماسي صيني للعب دور( وإن كان لا يزال محدوداً) على الصعيد الدولي في ظل متغيرات دولية متسارعة جداً. كما لا يخفى عليكم أيضاً الاهتمام الكبير الذي باتت توليه الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة للنهوض الصيني وللعلاقات الثنائية بين الجانبين التي تشهد نمواً متسارعاً على شتى الصعد . ولعل تخصيص إدارة خاصة للعلاقة مع الصين في وزارة الخارجية الاسرائيلية مستقلة عن دائرة الشئون الآسيوية . واستثناء الصين والهند من إجراءات التقشف التي اتخذتها حكومة نتنياهو على وزاراتها بما يخص الوفود الزائرة إلى هذين البلدين خير دليل على صحة كلامنا . وهذا ما يتطلب منكم سيادة الرئيس التفكير أكثر من مرة واستفتاء قلبكم وعقلكم وجوارحكم واستشارة إخوتكم في القيادة الفلسطينية لاختيار الشخص المناسب لشغر منصب سفير فلسطين في بكين باعتبارها العضو الوحيد في مجلس الأمن الذي لا يزال يحافظ على الحد الأدنى في الوقوف إلى جانبنا.

وبعد آخر الفضائح التي عصفت بسفارتنا مؤخراً فإن منصب السفير يتطلب منكم اختيار القوي الأمين . المتواضع في الاستماع إلى الآراء واختيار أفضلها . والمترفع عن الخوض في صغائر الأمور وتوافهها. ذو ظهر صلب قادر

تحمل أعباء الحمل الثقيل لا راغب بحمل خفيف وقضاء سنوات راحة قبل إحالته إلى التقاعد . والقادر على التواصل المباشر مع القيادة الفلسطسنية دون المرور بتعقيدات البيروقراطية المقيتة . والبارع في نسج علاقات وطيدة مع مؤسسات الدولة المضيفة .والذي يجيد التعامل مع وسائل الإعلام والرأي العام الصيني بمثقفيه وأكاديمييه ووسائل تواصله الاجتماعي دون أن يقتصر عمله على الجانب الرسمي .

والقادر على لم شمل الجالية دون استثناء والاستفادة من كادرها وخبراته في كافة الصعد دون أن يكون مع بعضها ضد بعضها الآخر . والقادر على لم شمل السلك الدبلوماسي العربي حول قضيته المركزية بعيداً عن المحاور والتحالفات الآنية ( ولعلكم تذكرون سيادة الرئيس عندما تقدم أحد سفرائنا الأشاوس بطلب إسقاط بند فلسطين عن الجدول الدائم لاجتماعات مجلس السفراء العرب ) .

​كما أن كل تلك الصفات الضرورية بالإضافة إلى نظافة اليد تبدو غير كافية لإنجاح مهامه ، إذ لا بد من توفير الأدوات اللازمة لذلك . وعلى رأسها الكادر الدبلوماسي الكفؤ والكافي لمساعدته . والموازنة الضرورية الكافية والمناسبة للقيام بمهامه . وهنا يمكن أن نفشي لك سراً سيادة الرئيس بأنه إذا حظينا بسفير وفق هذه المواصفات فإن الجالية لن تتركه وحده وأنها ستكون بالتأكيد إلى جانبه في كل مايحتاجه مادياً ومعنوياً لتحقيق هدفه الوطني الذي هو هدفنا جميعاً .

وفي الختام نرجو النظر والتفكير الجدي بافتتاح قنصليات فلسطينية في مدن صينية أخرى مثل غوانجو وشنغهاي . فإن حجم الصين القاري والازدياد المتنامي لأبناء جاليتنا في تلك المدن لا بد وأن يلقى الاهتمام لديكم لرعاية مصالحهم .

وتقبلوا فائق الاحترام والتقدير

إعلامي فلسطيني مقيم في الصين



تعليقات القراء

strange
when this will be resolved
17-08-2014 10:28 PM
ابن فرناس
عباس براسه لازم الشعب الفلسطيني يرميه في مزابل التاريخ
17-08-2014 10:57 PM
ابن فرناس
عباس براسه لازم الشعب الفلسطيني يرميه في مزابل التاريخ
17-08-2014 10:57 PM
فعلا فلسطين ولاده
شيء جميل يكون عند الفلسطينيين اعلامي متمكن مثل هذا.

مقدمه رائعة وسرد أنيق وطرح جريء متمكن وأسلوب متسلسل في تناول الأفكار ولا أروع.

أنا أقول أن هذا الإعلامي الذي تواضع عن ذكر اسمه أنسب شخص لتولي مهام السفاره.

فعلا اعلامي كفؤ.
18-08-2014 12:36 AM
ابو ثائر
وطنهم محتل وقيادات تكرشت بطونها وامتلئت جيوبها وعميت ابصارها ......
والشعب المسكين دمه يسيل والبيوت تدمر فوق رؤوسهم بعد ذلك هل عباس قائد؟
18-08-2014 01:50 AM
لاجىء
هل الرئيس عباس هو القوي الامين "احسست الكاتب يخاطب امير المؤمنيين"
اعتقد ان عباس هو المستفيد الاول من هذه الصفقات
18-08-2014 09:33 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات