هل الاسلام قبل داغش عضوا فيه


إذا كان بعض الذين يدّعون التدين لا يستطيعون الارتقاء إلى عظمة الدين ولا يملكون إرادة الالتزام بتعاليمه السمحة فالأجدر بهم ألا يقيسوا الدين على مقاسهم، وألا يختزلوه في نفوسهم المريضة مدعين حرصهم عليه وتفانيهم في خدمته، والأحرى بنا ألا نصدق هؤلاء المسيسين، وأن نتوحد جميعاً على مقولة : إن الدين أخلاق وسلام ومحبة حتى ولو اختلفنا في السياسة

واليوم نقف امام احد ى النماذج من سمي بتنظيم داغش او الدولة الإسلامية في العراق والشام والمعروفة اختصاراً بـ داعش، والتي تسمي نفسها الآن الدولة الإسلامية فقط هو تنظيم مسلح يُوصف بالإرهاب يتبنى الفكر السلفي الجهادي يهدف أعضاؤه إلى إعادة الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة بدء من العراق وسورياوتبنت داغش العديد من العمليات النوعية داخل العراق آنذاك,و شهد العراق وسوريا توسعاً في العمليات النوعية المتزامنة (كعملية البنك المركزي، و وزارة العدل، واقتحام سجني أبو غريب والحوت واقتتال الجماعات الثورية والجيش الحر في سوريا تم تشكيل جبهة النصرة لأهل الشام التي سرعان ما نمت قدراتها لتصبح في غضون أشهر من أبرز قوى المقاتلة/

ثم أعلن دمج فرع التنظيم جبهة النصرة مع دولة العراق الإسلامية تحت مسمى الدولة الإسلامية
وكلنا قرانا رساله الرسول الاعظم لامته والله لهدم الكعبه حجرا حجرا اهون على الله من قتل مسلم برئ فهل داغش سمعت بهذا القول لاادري

فعندما يقحم الدين في السياسة يصبح ديناً لها وليس لله .....فيفقد ثوابته ,وينتحل متغيراتها ,متحولاً من جامع إلى مفرّق، ومن ضابط للسلوك والفكر الإنساني إلى مطية لسلوك رجالاتها وأفكارهم. وهنا تكمن المصيبة إذ يفرغ الدين من جوهره وينقلب إلى دين سياسة ومصلحة لا دين عبادة وفضيلة ومكارم ومحبة وسلام ، وهذا ما نلحظه عند الأحزاب الدينية بخاصة المتطرفة منها التي تحتكر الدين والله لمصالحها وهما منها براء

وعندما يُسيّس البعض من المنتسبين الدين او من السنافير في دنيا السياسة الذين يجعلون منه سبباً للتفرقة بين الناس، ويتحوّلُ من قيمة أخلاقية وروحية تسهمُ في نشر العدالة وتحقيق التكافل الاجتماعي وتحصين المجتمع من عوامل الانهيار والسقوط في مستنقع الرذيلة والسير به على طريق الفضيلة والارتقاء بالفكر

والنفس الإنسانية إلى أعلى درجات الرقي والمجدِ والازدهار يتحول الدين الذي فصلوه على مقاسهم إلى قوة هدّامة تكرّسُ الطغيان والفساد وتستبدل العدل بالظلم، والحرية بالاستبداد، والفكر بالخرافة، والثقافة بالخواء المعرفي والقيم السامية بقيم رخيصة تساعد على انتشار الأوبئة الاجتماعية والأمراض العقلية، والمغالطات العلمية التي من شأنها إعادة المجتمعات قروناً إلى الوراء والقضاء على أي بارقة أمل بالنهوض واللحاق بركب الحضارة التي لا تقف عجلتها ولا تعود إلى الوراء.‏

نعم ان من يتتبعُ تاريخ الأديان يدرك مدى الجور والظلم والانحراف الذي تعرضت له عندما زجت في معترك السياسة واستخدمت كسلاحٍ للتغطية على بعض الممارسات الخاطئة التي قام بها رجال السياسة على مرِّ العصور

ما كانَ هذا ليحدث لو بقيت الأديان بعيدةً عن نزوات السياسة ومتحولاتها التي لا تتفق في أغلب الأحيان مع ثوابت الأديان وقداسة أهدافها وغاياتها وبعبارة ....الدين عام والسياسة خاصة.... الدين شامل والسياسة تقتصر على حزب أو جماعة من الناس لها مصالحها ومقاصدها وآراؤها وطرقها. ...

يتساءلُ كثير من الناس عن السبب الحقيقي الذي أوصل الواقع العربي إلى هذه الحالة المزرية من التشتت والانقسام والتخلف عن ركب الحضارة والغرق في أوحال التبعية والظلم والاستبداد بعد أن كان العرب أمة السيف والقلم, وصنّاعُ التاريخ والحضارة التي تخلّوا عنها واستبدلوها بالانهيار القيمي والفكري والعلمي، وللإجابة عن هذا التساؤل لابدَّ من الوقوف طويلاً عند كلِّ مرحلة من المراحل التاريخية التي مرَّ بها العرب ، ودراسة الظروف الموضوعية المحيطة بها دراسة دقيقة تستندُ إلى الحقيقة لا إلى التزوير والأوهام. وهذا بالطبع يقتضي جهداً كبيراً ويحتاج إلى مجموعة كبيرة من الباحثين والمؤرخين والمفكرين الذين يكتبون ويدرسون تاريخ الشعوب

ويمتلكون جرأة الفصل بين ما كان فعلاً وما هو مدون في بعض الكتب الممتلئة بالمغالطات والأخبار غير الدقيقة والأحاديث والروايات المفبركة من قبل رواةٍ باعوا أنفسهم وضمائرهم لأصحاب السلطة ورأس المال ممن اختزلوا التاريخ في ذواتهم ودوائرهم الضيقة، وافتروا على الله وعلى شعوبهم الكذب والنفاق، ومارسوا سياسة التجهيل وغسل الأدمغة، ومدوا جسور العلاقات المشبوهة وعاثوا فساداً وظلماً وطغياناً بعد أن حرّفوا المفاهيم، وقلبوا المعايير، وشوّهوا الحقائق، وأقصوا المفكرين والعلماء، وزوّروا الدين، وحاربوا المبادئ والأفكار التي من شأنها تعزيز الانتماء القومي والنهوض بالأمة وتحقيق الوحدة وإرساء مفهوم الحرية واعتماد الديمقراطية سبيلاً وحيداً لممارسة الحكم والقضاء على الديكتاتورية التي لعبت وتلعب أسوأ الأدوار في إعاقة البناء الفكري والسياسي والاقتصادي للمواطن العربي التي جرّدته من أبسط حقوقه الإنسانية ومنعتهُ من الظلاميون والتكفيريين والإرهابيين يدرك ان إحداث ثغرات في الجدار العربي ليسرّب عبرها عوامل التقسيم والسقوط المدوي للتاريخ والحضارة اللذين بناهما الأجداد منذ آلاف السنين. لكن وفي كل مرة كانت تشتد فيها المؤامرات على هويتنا العربية وانتمائنا العربي بغية دثرهما من الوجود

كان رجال الأمة الحقيقيون يتصدون لها ويسقطونها تحت أقدامهم سداً منيعاً أمام كلّ المخططات الرامية إلى تقسيم المقسّم وتجزئة المجزأ والإطاحة بالفكر والثقافة والحضارة والوجود والانتماء والهوية. وكما انتصر فرسان الأمة في الماضي.



تعليقات القراء

طايل
شكرا بطاينه لان داغش ولدت من رحم الصهيونية والامبرياليه وهي ابن غير شرعي للاسلام
17-08-2014 06:57 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات