عامر السبايلة: امتحان للأردن .. تغييرات في العراق واعادة تموضع داعش


اكد الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عامر السبايلة أن الاردن معني تماما بمراقبة تطورات الاوضاع في سورية ولبنان وغزة والضفة الغربية وسيناء.

واستدرك السبايلة في مقالة تنشرها"جراسا"مضيفا:"لكن الاهم ايضا هو متابعة الاوضاع الامنية المقلقة في العراق، والتي دخلت في مخاضات جديدة، قد تسفر عن توسع في دائرة عمليات مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" وتفريخاتها."

وفيما يتعلق بالعدوان الاسرائيلي على غزة شدد السبايلة على أن بعض التقديرات تشير الى سعي اسرائيلي لربط واقع غزة بمشهد مكافحة الارهاب الاقليمي، وبالتالي جعل غزة امتدادا لما يحدث في سيناء، اي بالهروب من الجرائم المقترفة في غزة عبر الالتحاق بحلف مكافحة الارهاب الاقليمي القادم

وتاليا نص المقالة ..

استمرار الوضع الامني المقلق في المنطقة يزيد من صعوبة الامتحان الامني لدى كثير من دول الاقليم، وبالاخص الامن الاردني، ما يعني ان الامور باتت تتطلب جهدا غير مسبوق لمواكبة ملفات الاقليم الملتهبة والمتشابكة.

الاردن معني تماما بمراقبة تطورات الاوضاع في سورية ولبنان وغزة والضفة الغربية وسيناء، لكن الاهم ايضا هو متابعة الاوضاع الامنية المقلقة في العراق، والتي دخلت في مخاضات جديدة، قد تسفر عن توسع في دائرة عمليات مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" وتفريخاتها.

دخول الولايات المتحدة على خط الصراع من بوابة الضربات الجوية، وانتقال قوات البشمركة الكردية الى المواجهة المباشرة مع التنظيم، يزيد من احتمالية توسع ساحة المواجهة واعادة انتشار مقاتلي التنظيم في رقع جغرافية جديدة، بهدف تجنب الضربات الامريكية المتركزة على التجمعات الداعشية من جهة، ومن جهة أخرى التقليل من قدرة الضربات الجوية الامريكية على استهداف التنظيم، عبر توسيع رقعة انتشار مقاتليه، وخلط الاوراق، عبر تطبيق استراتيجية التداخلات الحدودية بين سورية والعراق، والعراق وتركيا، والعراق والاردن، خصوصا ان المعلومات الاخيرة تشير ايضا الى ارتفاع ملحوظ في اعداد الملتحقين بتنظيم الدولة الاسلامية، وارتفاع منسوب الثراء لدى التنظيم، ما يعني امتلاكه لقدرة توسع شراء ولاءات واسلحة ومعدات، بالاضافة الى ارتفاع واضح في اعداد افراد التنظيم المستعدين لتنفيذ عمليات انتحارية، ما يعني ان التنظيم قد ينتقل قريبا من استراتيجية المواجهة العسكرية المباشرة الى فكرة تنفيذ عمليات انتحارية وهجمات ارهابية في عدة اماكن، بهدف خلق بؤر ساخنة قابلة لجذب اتباع التنظيم، وتفعيل الخلايا النائمة وجذب منتسبين جدد. كثير من المراقبين بدأوا فعليا بتبني مخاوف كثير من المسؤولين الامريكين مؤخرا، بخصوص احتمالية توسع رقعة المواجهة مع تنظيم الدولة الاسلامية في المنطقة، وضرورة استعداد الدول المحاذية للعراق وسورية لاحتمالات مواجهة غير تقليدية، لا تقف فقط عند نقطة مواجهة مباشرة تقليدية عبر احداث خرق حدودي، بل ايضا عبر تفعيل وتحريك كثير من الخلايا النائمة، او افتعال مواجهات داخلية مباشرة تهدف الى احداث حالات من العنف المجتمعي، وبالتالي الدخول في صدامات مباشرة مع قوى الامن الداخلي وخلق نقاط جذب ساخنة داخل الدول.

قراءة المشهد الاقليمي تشير ان صياغة المعادلة السياسة القادمة ستأخذ من فكرة مكافحة الارهاب اساسا، وبالتالي فان حقبة قادمة من مكافحة الارهاب وتبعاته وتعقيداته قد تسيطر على مستقبل المنطقة للسنوات المقبلة. الاهم ان مكافحة الارهاب ببعدها الدولي والاقليمي ستشكل قاعدة التقاء لجميع الاطراف الاقليميين، بمن فيهم الاطراف المتخاصمين، وبالتالي فان المرحلة المقبلة قد تشهد تبدلا كاملا في شكل الخلافات التي سادت في الثلاث سنوات الماضية على الاقل، ما يضع المنطقة في مواجهة اعتاب مرحلة تسوية جديدة لكن باسلوب ومداخل جديدة.

من المهم ايضا رصد شكل التحولات السياسية في الاقليم وخريطة القوى الجديدة، التي قد تحدد كثيرا من الامور المستقبلية، فالمشهد العراقي على سبيل المثال يمر اليوم بمرحلة فرض تغيير كبير على معادلته السياسية التقليدية. تحول قوات البشمركة للقوة الوحيدة القادرة على الدفاع عن الشمال العراقي، لا بد ان يفرض واقعا سياسيا جديدا مستقبلا، خصوصا مع ضعف الحكومة المركزية وسقوطها في امتحان الحفاظ على امن الشمال. شكل التغيير هذا قد يشمل مناطق أخرى مثل لبنان وسورية.. الخ.

لهذا من المهم ملاحظة ان محاربة الارهاب وبدء التحرك الدولي تجاه مواجهة حالات الارهاب السرطاني، قد تدفع بقضية مثل قضية غزة الى التهميش وبالتالي ترك قطاع غزة وحيدا في مواجهة آلة الحرب الصهيونية. بعض التقديرات تشير الى سعي اسرائيلي لربط واقع غزة بمشهد مكافحة الارهاب الاقليمي، وبالتالي جعل غزة امتدادا لما يحدث في سيناء، اي بالهروب من الجرائم المقترفة في غزة عبر الالتحاق بحلف مكافحة الارهاب الاقليمي القادم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات