الزعبي يكتب : يا دولة الرئيس احسن خاتمتك


إنَّ من أصعبِ الأمورِ التي يعانى مِنها وطننا العزيز الأردن ،تنكِّرِ رئيس الوزراء لماضِي أمَّتِه العريق وحضارتِه التِي سطعَتْ شمسُها على مشارقِ الأرضِ ومغارِبِها ؛وفقده خَصلَة مِن أهمِّ الخِصَالِ التي تمتعتْ بها الأجيالُ السالفةُ ،وهى خَصلَة تقديسِ التاريخِ والاهتمام بهِ والحرصِ على اتباع تجارب السلف ،عندما خرج علينا وأعلن عجزه الكامل من أنه لا يستطيع سحب السفير الأردني من تل أبيب وطرد السفير الإسرائيلي من عمان قائلا: (ان البعض يحاول دفع الأردن لأخذ قرارات ومواقف أكثر من الذي يستطيعه)؟!! متذرعا بحجج ،هي أوهى من بيت العنكبوت ،كونها لا تسمن ولا تغني من جوع ،لذر الرماد في العيون ،وتحويل أنظار الناس عن الهدف الحقيقي الذي يسعى إليه جاهدا للبقاء في منصبه ،ومن أراد البقاء خلق المبررات والتمس الأعذار. 

والبحث عن المبررات من عوامل الإنكار،التي من مخاطرها التكبر والأنانیة ،الذي ینقلب بالتدریج إلى حالة نفسیة سلبیة ،تصبح بدورها عاملا من عوامل عدم التسلیم للحق.

حقيقة لا أدري ما لذي يرجوه دولته من هذه الدنيا ،بعد أن تقدم به العمر ،وبلغ من العمر عتيا ،بلغ السادسة والسبعين ،وهو الآن على موعد قريب وقريب جدا مع الله ،فنصيحتي لك يا دولة الرئيس أن تحسن خاتمتك .

لقد بين - سبحانه - بعد ذلك مصير الذين يؤثرون العاجلة على الآجلة ، فقال – تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا)18الإسراء. أي : من كان يريد بقوله وعمله وسعيه ، زينة الدار العاجلة وشهواتها فحسب ،دون التفات إلى ثواب الدار الآخرة ( عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا ) أى :عجلنا لذلك الإِنسان فى هذه الدنيا) ما نشاء تعجيله له من زينتها ومتعها في الآخرة ( يَصْلاهَا ) أي يدخلها حتى تغمره من جميع جوانبه ( مَذْمُومًا ) أي في حال كونه مذمومًا على سوء تصرفه وصنيعه إذ اختار الفاني على الباقي ( مَدْحُورًا ) مبعدًا مقصيًا حقيرًا ذليلا مهانًا.

إن العيب أن يتماهى رئيس الوزراء بحالة الضعف والاستجداء للتضليل ،ويدخل في مراهنات خاسرة مع أحفاد القردة والخنازير ،ليحمي من خلالها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بيت العنكبوت الصهيوني ،الذي بدأت خيوطه بالتمزّق ،مقابل الإبقاء على السفير الإسرائيلي يصول ويجول في عاصمة الأردنيين جميعا أرض الحشد والرباط ،يستفزهم ويحرق أعصابهم ،ويطحن الملح في أكواعهم.

إنَّ مَن يفعل ذلك سُخرة للِيهود ،يكون قد استجاب بدون أدنى شك لكافةِ الإملاءات السياسيَّةِ الصُهيوأمريكية ،وبشكلٍ يعجزُ عنه حتى القادةِ الصهاينة مع مَسئولِى بلادِهم ،ويدعو لإهمالِ تاريخِ العلاقاتِ معهم ،القائمةِ على العداوةِ والبغضاءِ ،التي توارثوها جيلاً بعدَ جيلٍ عَبرَ القرونِ ،وما غابتْ عنْ أذهانِهم لحظةً واحدةً ، ، قال الله تعالى :(مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)

إننا في الوقت الذي يخرج فيه من بيننا من يقوم بهذا الدور ويدعو لإهمال تاريخ العلاقات مع أحفاد القردة والخنازير نجد أن يهود الرجس الملاعين وعبر تصريحات كبار ساستهم وقوادهم يكشفون بمنتهى الصراحة عن نواياهم الخبيثة التي توارثوها جيلا بعد جيل عبر القرون وما غابت عن أذهانهم لحظة واحدة وكمثال بسيط ماثل للعيان ما يحدث على أرض غزة هاشم من ذبح وقتل وتدمير يندى له جبين الإنسانية.

إنَّ انهيارَ الدولِ لا يأتِي إلا على يدِ أعدائِها ،ولا يمكنُ لأمةٍ مهزومةٍ مثلَ أمَّتِنا أنْ تستيقظَ مِن كبوتِها إلَّا بمعرفةِ الداءِ الذى تسبَبَ في سُقوطِها ، ومعرفةِ النهجِ الذى سلكَه معشرَ يهود في كسرِ إرادتِها ،وبالتالي تتنبهُ لهُ وتبدأُ في الأخذِ بأسبابِ النهوضِ التي لا تقومُ إلّا على معرفةِ المغضوبِ عليْهم ،لأنَّه بغيرِ تلكَ المعرفةِ سيستمرُّ الداءُ إلى ما لا نهاية , تمامًا كالمرض الغامضِ ،الذي لا يعرفُ الأطباءُ سرَّهُ ،وبالتالي تستعصِي عليْهم معالجتُه.

إنَّ معالجةَ الأحداثِ بمنأى عنْ الأيديولوجيَّةِ الصهيونيَّةِ خطأ فادحٌ دفعهم لتَصُّورِ إمكانيةِ حدوثِ مصالحةٍ معهم ,وأنْ ينقلبَ العداءُ الموروثُ إلى صداقةٍ وتحالفٍ حقيقِيٍّ وهذا مستحيلٌ تحقيقهُ عمليًا لأنَّ اللهَ قدْ اصدرَ حُكمَهُ بذلك عندما قال وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِير]البقرة:120

وهذا يؤكدُ أنَّ العداءَ متجذرٌ في أعماقِ اليهودِ ولنْ يزولَ حتَّى قيامِ الساعةِ . وأنَّ بُغضَهم وعداوتَهم ومخالفَتَهم مِن الثوابتِ التي لا يمكنُ أنْ تتغيرَ ،أو تتبدَّل بتغيُّرِ الزمانِ أو المكانِ.

وما مِنْ شعبٍ أهملَ عاملَ التاريخِ ،واستسلمَ للتغييرِ في ثوابِتِه إلَّا وسقطَ سقوطًا ذريعًا لا قيامَ بعدَه ،فالاهتمامُ بالتاريخِ وتدارسِهِ وقراءَتِه ،هو عنصرٌ رئيسيٌّ تقومُ بهِ الحضاراتُ وتستمِرُّ .

Montaser1956@hotmail.com



تعليقات القراء

اردنية
لماذا لا تحسن انت خاتمتك ؟. وترحمنا من مشاريعك وفتاويك وتنظيراتك وانتقاداتك وفلسفاتك التي زادت عن حدها!!!!
17-08-2014 11:37 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات