ياغي يوجه رسالة الى رئيس الوزراء حول الوضع في غزة


جراسا -

وجه النائب المحامي الدكتور مصطفى ياغي رسالة الى رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور حول الوضع في غزة .

وتاليا نص الرسالة : .
دولة رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور دام حفظه
أحيّيك بعد تحية الاسلام بتحيّتي الحق والعروبة ... الحق الذي ضاع في فلسطين والعروبة التي دُفنت تحت أعتاب كامب ديفيد .

وأكتبُ لك برائحة الدم المنبعث من اشلاء اطفال ونساء وشيوخ غزة، ومن بين انقاض المساجد والمآذن والبيوت المدمرة .

أكتبُ اليك من لوعة المنكوبين والمشردين واستصرخك بصيحات الثكالى وامهات الشهداء الذين ارتقوا دفاعاً عن الحرية والاستقلال ورفض الذل والمهانة ودفاعاً عن الكرامة العربية .

أستصرخك باسم كل الشعوب التي لم يَغفوا لها جَفنٌ وهي تتسمر أمام شاشات التلفاز وتخرج الى الشوارع وتعتصم امام الهيئات الدولية والسفارات، وتضرعُ قبل ذلك كله الى الله العلي القدير بأن ينصر أهل غزة على عدوهم الفاشستي الذي لا يحترم معاهدة ولا ميثاقا ولا عهدا .

دولة الرئيس ...
في سوريا قامت الدول العربية ولم تقعد لدعم ثورة – كما أسمتها – أتت على اليابس والاخضر دفاعاً عن شعب يطالب بالحرية ، وموّلت وسلحت وارسلت المقاتلين من الشيشان والقوقاز واوروبا لنصرته، ووظفت كل اعلامها المدعوم من الصهيونية لتهيئة الاجواء للخراب والدمار والنيل من مقدرات الامة بعد ما أتى التآمر على مقدرات العراق وليبيا فجعلها كالعصف المأكول.

وها هو يا دولة الرئيس الشعب العربي الفلسطيني في غزة العزة والكرامة يتعرض لابادة جماعية على مرآى ومسمع من كل الدول العربية ، اشلاء ودمار ومجازر جماعية ، وتتبجح بعض الدول العربية ومن خلال اعلامها المدعوم من الحركات والمنظمات الصهيوامريكية بوصفهم قتلى لا شهداء.

دولة الرئيس ..
اخاطبك بصفتك رئيساً لحكومة المملكة الاردنية الهاشمية – الاردن – هذا الجزء من الوطن العربي ، الكبير بشعبه وقيادته ، الاردن الذي ينتمي الى امته العربية ويأبى ان ينفصل عنها مهما حاول المرجفون والمنافقون واصحاب الاجندات الخارجية .

لا أخاطبك من منطلق حقد او احباط ، على الرغم مما يتعرض له الشعب العربي الفلسطيني من محرقة جماعية وابادة ضد الانسانية في القرن الحادي والعشرين من قبل عدو غاشم يَصُب نار حقده على الانسانية جمعاء وقد جعل من غزة حقل تجارب لاسلحته النازية المدعومة بالادارة الامريكية وبالصمت العربي الرسمي، وكأن شعب غزة يا دولة الرئيس شعب لقيط لا تربطه بامة الاسلام ولا العروبة صلة .

أكتب اليك لمجرد الفهم وكيف اختزلت بعض الانظمة العربية الواجب والمسؤولية تجاه العدوان الهمجي على غزة ببضع بيانات شجب واستنكار أو ارسال بعض المساعدات الطبية والغذائية، وكأن شعب غزة من الجياع أو ألمَّ به وباءٌ يجب القضاء عليه خشية ان ينتشر ويتفشى في باقي الامة .

أكتب اليك مستهجناً ومتسائلاً عن غياب الموقف السياسي وانت اهل السياسة واحد قادتها ، متسائلاً اين غضبكم مما يجري وما هي خطواتكم القادمة لنصرة اهلنا في فلسطين وغزة بعد أن أوغل الاحتلال بجرائمه واصبحت وصمة عار في جبين العروبة .

دولة الرئيس ..
الشعب العربي الفلسطيني الصامد في مواجهة جرائم الابادة والتهويد والدمار والاستيطان والتهام الارض العربية ، لا يريد منكم سلاحاً ولا دعماً لمقاومته ، جُل ما يريده هو موقف سياسي يوقف التآمر عليه وعلى حقوقه المشروعة ، موقف يبعدكم عن أن تكونوا شركاء في سفك الدماء ، فللشعب الفلسطيني ربٌ يحميه كما للبيت ربٌ يحميه .

نطلب منكم موقفا سياسيا بالتوازي مع الموقف الوطني الانساني الذي جسد معاني الاخوة والعروبة في دعم صمود اهلنا في فلسطين عامة وغزة خاصة .

فالموقف الوطني الانساني الذي تقوم به حكومتكم تجاه ما يعانيه الشعب العربي الفلسطيني من ظلم وجور وحرب ابادة جماعية ، يحتاج الى موقف سياسي رافض للغزو والعدوان الذي يمارسه المحتل بهمجية النازيين والفاشستيين ضد ابناء شعبكم العربي الفلسطيني .

فَلكم دور في مجلس الامن، ولكم دور محوري في المنطقة العربية، ولكم دور في الضغط على القاهرة لفتح معبر رفح ورفع الحصار عن غزة .

لكم دور في الضغط على جميع الاطراف لوقف جرائم الابادة الجماعية التي يرتكبها العدو المحتل في مواجهة اصحاب الارض ، اصحاب الحق في العيش بكرامة وحرية .

لكم دور في استدعاء سفيرنا لدى المحتل ، كما لكم دور في طرد واستبعاد سفير دولة الاحتلال والتمييز العنصري كخطوة احتجاجية على ما يحدث ، فأمريكا اللاتينية ليست أقرب منكم للشعب الفلسطيني ولا أحنَّ منكم عليه فهو من دمكم وعقيدتكم وعروبتكم .

دولة الرئيس ..
أخاطب فيك انسانيتك وعزتك أن تكون على قدر الموقف .
ودمتم بخير ودام شعبنا العربي الاردني بخير وعزة وكرامة
النائب د. مصطفى ياغي / المحامي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات